آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
اللعب على المكشوف
عبدالقوي الأشول

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا أدري إن كان بلوغ صنعاء بالنسبة للتحالف غاية بحد ذاتها ام ان غياب الرؤية الاستراتيجية هي السائدة خصوصا اذا ما نظرنا الى واقع المحافظات الجنوبية المحررة التي شكل غياب استراتيجية التعاطي مع وضعها بعد التحرير سبيلا لظهور بؤر مليشيات صالح والحوثي وعودة نشاطها بصورة واضحة كما ان التنسيق فيما بينها يعيدنا الى مربع تحالفات الأمس بمعنى ان توزيع الأدوار فيما بين هذه العناصر ذات الفكر الواحد والطابع الواحد لم يعد خافيا وفق المعطيات الراهنة المثير حقا ان سلطة الشرعية والتحالف تركا مساحات وفراغات شاسعة تم استغلالها بصورة واضحة إذن هل زحف قوات التحالف والشرعية صوب صنعاء هو الطريق لهزيمة تلك المليشيات الآخذة في إعادة تحالفاتها وتجميع قواها وعناصرها التي تعمل بقوة في زعزعة أمن الجنوب على وجه التحديد؟ ، ثم لماذا تركت بؤر تواجد الحوثي والمخلوع في أكثر من محافظة جنوبية كما هو الحال في حضرموت التي اكتنفها الغموض منذ البدء ولعل ما أخذ ينكشف في حضرموت يشير الى عمق الخلل وفداحة التدابير غير الحصيفة هكذا هو الحال في مكيراس وأبين وشبوة وعدن التي تئن الآن تحت واقع الأعمال الإرهابية التي هي من عمل مليشيات صالح والحوثي دون ريب لقد تركت عدن اثر التحرير دون تدابير فعلية تحفظ الأمن وتحاصر ما بقيت من عناصر تلك المليشيات الآخذة في تنظيم وضعها باتجاه خلق وضع أمني غير مستقر في عدن تحديدا .

فمن أبرز القرارات التي لم تنفذ دمج المقاومة في الجيش والأمن عدم تنفيذ ذلك أدى الى بروز بؤر مليشيات هي خليط من مقاومة فعلية وعناصر ركبت موجة المقاومة واستطاعت بعث الفوضى من خلال تلك البؤر التي سيطرت على بعض المرافق والمؤسسات مدعية حقها في ذلك باعتبارها هي المقاومة الفعلية وعندما أرادت الجهات المخصصة في المحافظة معالجة الأمر واجهت تعنت واضح بل مواجهات من قبل بعض هؤلاء في حين لجأ آخرون الى أعمال إرهابية واضحة بمعنى ان الطور الآخر للمعادلة هو عمل هؤلاء بصورة مختلفة وعن طريق ممارسات تستهدف أمن واستقرار عدن ومعركتهم الراهنة مع سلطات المحافظة واضحة.

إذن هل من الممكن مواجهة كل ما يجري وتجاوزه بالإمكانيات والقدرات البشرية الراهنة؟.. في تقدير الكثيرين ان الأمور بحاجة لعمل أجهزة أمنية متكاملة القدرات لديها كفاءات بشرية متخصصة ناهيك عن ضرورة امتلاك قوات عسكرية منظمة ومجهزة والمثير حقا ان كل هذه الأساسيات غير متوفرة كما لم يتم الأخذ بقرارات عودة العسكريين والأمنيين ممن لديهم خبرات عكستها ان تسهم بصورة أكبر على هذا الصعيد ما أعنيه ان مواجهة الوضع القائم دون رؤية واقعية واستراتيجية لدى التحالف والشرعية.

فما تشهده بعض المحافظات الجنوبية هي عودة تلك المليشيات الى مشارفها وهذا تهديد واضح لا يمكن معه الحديث عن اجتياح صنعاء وتحقيق نصر طالما بقي الوضع المتداعي في نطاق الجنوب على هذا النحو.

فالكثير من المعطيات تشير الى امتلاك المخلوع صالح المال الكافي الذي يحرك به عناصره واخذه اللعب في المساحات والفراغات الموجودة في الجنوب باعتبارها السبيل لتحقيق اختراقات ذات أهمية في الجنوب ما يعني ايضا ان قوى الشر المتحالفة مع صالح أخذه بالعودة الى تحالفاتها سعيا منها لتجاوز وطأة التحالف العسكرية التي أخذت تهدد تواجدها في مناطق شمال الشمال وصنعاء العاصمة.

والسؤال المنطقي هو هل بمقدور الشرعية والتحالف تحقيق نصر كاسح على تلك المليشيات والقوى التي تتلقى الدعم الاجنبي وتستغل مليارات المخلوع في تدعيم عناصرها ومرتزقتها في الجنوب في ظل هذه الفراغات التي تعانيها، وربما حالة عدم الوضوح في التعاطي مع الجنوب ومحاذير ضم مقاومتها الى الجيش والأمن وعدم الأخذ بالقدرات العسكرية والأمنية للجنوبيين ممن تم تسريحهم وإبعادهم من قبل المخلوع.

فعلى ماذا تراهنون إذن؟ طالما والمخلوع قادر على تحريك عناصره في الجنوب ويظل الحديث عن تحرير صنعاء ضربا من الوهم.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص