آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:20:13:39
أيام لا تنسى
جلال بيضاني

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا يمكن لمن عاش في كنف "دولة اليمن الديمقراطية" الا ان يحن لذلك الزمن الجميل ، ليس "حباً" في أيام الرفاق وانما "لشعوره بالحنين" لملامح ذلك الزمن الذي عشنا فيه ايام لا تنسى أهم ملامحها "الامن والاستقرار" و "الخدمات الصحية" يوم أن كانت هناك "دولة مهابة" من "شعبها" ومن "جيرانها" ويحسب لها الجميع الف حساب،

 

بالتأكيد من عاش بهذا الزمن لا يمكن الا ان يترحم عليه اذا امد الله عمره وعاش هذا الزمن "الغير طبيعي" بالمرة.

 

قطعا أن "زمن الماديات والعيش الاستهلاكي" الذي نعيشه اليوم مختلف تماما عما عشناه في زمن الاستقرار والتطلع الى المستقبل ، الزمن الذي كانت تسوده ثقافة احترام الكبير واحترام الجار وعدم التعدي على حقوق الاخرين وسلب ممتلكات الدولة لأن ممتلكات الدولة "خط احمر" فهي ملكية عامة (اموال شعب)

 

نعم لم تكن توجد ملكية خاصة بشكل كبير الا ان من سبقونا ايام الاستعمار البغيض (كما يحلو للبعض تسميته آنذاك) علمونا ان حقوق الناس لا يمكن العبث بها ، وهي ثقافة لم تعد موجودة في زمن صار التعدي على حقوق الشعب وحقوق الغير "شطارة" و "مرجلة" كما يعتقد البعض

 

كانت مسؤولية "الدفاع عن الوطن" آنذاك كأنها شعور فطري ينتابنا واحساس نشعر به عكس ما هو سائد الان لدى من حمل السلاح (للدفاع عن وطنه) ثم عاد مجددا ليتقاضى (ثمن الدفاع عن الوطن) تحت تهديد ذلك السلاح الذي حمله للدفاع عنه ،

 

وهو ما يثير التساؤل من المسؤول عن ما وصلنا اليه ، هل سياسة حكومات ما بعد الوحدة التي الغت نظام التجنيد  وفق رؤيتها آنذاك التي ربما تكون مقصودة هي ما أدى الى قتل "روح الانتماء" لدى هؤلاء الشباب؟ كما ادت الى تفشي ظاهرة البطالة والتي تعد احد اهم اسباب تذمر الشباب وكرههم للدولة.

 

انني ارثي لحال من يدير محافظة عدن في هذا الزمن واشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقة ، التركة كبيرة فهم تسلموا عدن بعد مقتل محافظها ذو الشعبية الجارفة التي اكتسبها خلال فترة قصيرة لشعور الناس ان وجود رجل من رجالات ذلك الزمن جعفر(الله يرحمه) سيشعرهم بالطمأنينة على مستقبل حياتهم بالمدينة ,

 

لاشك ان العدو المطلوب مواجهته بهذا الفترة القادمة غير واضح الملامح تماما , الا ان ابشع ملامحه هي انه يمتلك نفس الادوات الحربية والثقافة الدخيلة التي ورثها عن (الحوثي وصالح ) بما فيها اخطاء كل الحكومات المتعاقبة وما زرعوه بالسنين الماضية ،

 

المواجهة ستكون مختلفة هذه المرة عكس ماكنتم تقومون به بحربكم السابقة على حدود مدينتكم ، وبرأيي ان انتزاع الألغام التي زرعها الحوثي وصالح اكثر سهولة من انتزاع "الثقافات والسلوكيات الملغومة" التي صارت مغروسة منذ سنين مضت وصارت جزء من ارث من عدن للأسف الشديد،

 

"اعداء عدن الجدد" كثر وبأشكال مختلفة  فالإستحواذ على حقوق الاخرين "ثقافة سائدة" والفاسدين صاروا جزء من منظومة يرعاها (الكبار) ووجد الفاسدين ملاذ امن بهذه المحافظة في ظل وجود من نطلق عليهم (مراكز القوة) بوجود حكومة ورئيس مغتربين ويديرون هم او غيرهم البلاد من على بعد اميال ,اشعر بحجم وهول ماتواجهونه ولكن ما يبعث على الاطمئنان هو ان الناس معكم وبجانبكم وهو "النادر" حصوله في هذا الزمن ،

 

والحق اقول لكم: ازرعوا الابتسامة في هذه المدينة فهي جزء منكم واعتنوا بالشباب فهم جزء كبير من نسيج هذا المجتمع وتعاملوا مع الكل دون استثناء او تحفظ واقضوا على منابع الفساد الآتي لنا من الشرق والغرب وابتعدوا عن هرطقات البعض وكونوا جزء لايتجزآ من المجتمع ولاتتعاملوا مع الوضع وكأنكم بمهمة اتيتم لتنفذوها وترحلون ، استمروا بتواضعكم كما عهدناكم فعدن يجب ان تكون بحدقات العيون.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص