آخر تحديث :السبت 19 اكتوبر 2024 - الساعة:23:27:42
عدن مهابة يا زعيم العصابة
جلال عبده محسن

السبت 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

لقد كانت حرب ضروس، ظالمة شنتها قوى التخلف والظلام ، والتي حاولت من خلالها نقل معركتها من الشمال باتجاه الجنوب ، وجعلها ساحة حرب يعمه الخراب والدمار فوق ما كانت عليه من فوضى وعبث منذ العام1994م كتعبير ينم عن حقد دفين في نفسيتهم المريضة ، للانتقام من أبناء شعب الجنوب.

لقد ظلت أجواء الحرب ، ونحن نسمع فيها أزيز الطائرات وأصوات المدافع ولعلعة الرشاشات ، وذوي الانفجارات ، تجتمع في أذهاننا معاني ومصطلحات لثنائيات متضادة كثيرة ، اجتمع فيها الخوف مع الأمن والحزن مع الفرح والحرب مع السلام والصعب مع السهل ، ولم يكن لدينا من خيار أخر سوى اختيار ما هو أصعب وآمر على نفوسنا ، صحيح لقد ألمنا الوضع ونحن نرى بأم أعيننا سقوط العديد من الشهداء من أبنائنا وأخواتنا وإخواننا وحتى من آبائنا ، سواء من أبناء المقاومة الجنوبية "الخالصة" الباسلة ممن ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية فداء لتراب هذا الوطن.. دفاعا عن الأرض والعرض ، أو من أولئك القتلى من المدنيين في الشوارع والأزقة والحارات برصاصات قناصتهم المجرمة وهم يبحثون عن شربة ماء أو كسرة خبز .

لقد كان الألم فظيعا والجرح عميقا ونحن نسمع فيها أنين وألام الجرحى والمصابين ، وهلع الآباء والأمهات وبكاء الأطفال ودموع الثكلى والأرامل ، والتي قد لا تجف دموعهم على المدى القريب ، لكنها في الأخير هي الحرب الملعونة والمفروضة علينا ، وما كان من أبناء الجنوب المقاومين من خيار أخر وفي ظل لا وجود لجيش نظامي يمكن للمقاومة مساندته ومؤازرته ، إلا تقبل الأمر الواقع في مواجهة تلك الجحافل الغازية وتلبية نداء الواجب الذي نادت به الأرض لقتال تلك الشرذمة التي زج بها "زعيم العصابة" للقيام بسلوكه العدواني على عدن تحديدا وبقية مناطق الجنوب عامة في حرب عبثية. ولكننا نقول رب ضارة نافعة، فقد يكون بذلك خلاصنا الأبدي من هذا الوضع الذي نعيشه.. وضع سيء ظل جاثما على نفوسنا ، ويؤثر على حياتنا ، ويعيق تقدمنا ، ويحبط من معنوياتنا ، ويقلق مستقبلنا ، لتنظيف مجتمعنا من تلك الجيف والنفايات الملقاة علينا كما تفعل النسور والعقبان عندما تقوم بمهمة لا تقدر بثمن ، مهمة القيام بتنظيف البيئة من الجيف والنفايات ودورها في تحقيق التوازن البيئي والاصطفاء الطبيعي والبقاء للأفضل .

إننا نقول إلى هؤلاء بان عدن كانت وما زالت قبلة الزائرين لمن يبحثون عن الحضن الدافئ والملاذ الآمن ، وكانوا وسيظلون على الدوام لا يلقون من أهلها إلا أيادي ممدودة وقلوب مفتوحة يملؤها الحب والترحاب. أما من كانت وجهتهم إليها للغزو والسيطرة والعبث فيها وإلحاق الأذى بأهلها ، فانه حتما لن يجدوا إلا ما وجدوه منها في هذه الحرب.. ساحة للانتحار ومقبرة للغزاة، حتى أولئك النفر والذين يحاولون اليوم وبعد تنفس عدن للصعداء بعد تلك الحرب الظالمة ممن يحاولون العبث بأمنها وتعكير أجوائها من بقايا تلك الشرذمة للاصطياد بالماء العكر والقيام بسلسلة الاغتيالات بين الحين والآخر ، نقول لهم بان تلك الأعمال الجبانة لن تثنينا عن إرساء مبادئ النظام والقانون وتشمير السواعد والتفرغ لعملية البناء والعمل المثمر ، وحتما ستشرق الشمس ، ونحيا من جديد .

الخزي والعار للغزاة المعتدين من أنصار زعيم العصابة وأصحاب الكهوف ، ومن أزرهم وبرر لحربهم من تجار الحروب والمرتزقة ، ونقولها بأعلى صوت .. عدن مهابة يا زعيم العصابة.

 

 

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل