آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:20:43:37
معاول الهدم
جلال بيضاني

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أكتب وأنا قد قطعت عهداً على نفسي أني أجمد قلمي فترة لالتقاط الأنفاس والتأمل والتفرغ لمستجدات حصلت لي أشغلتني عن مواصلة عشقي وهو الكتابة وانتقاد كل السلبيات التي تحصل بهذه المحافظة والتي هي معشوقتي الأبدية على الدوام .

ولكن ما استفزني وأشعرني بالاشمئزاز هو الهجمات التي طالت المدراس بالمحافظة والتي لم تقتصر على المدارس بل طالت حتى إدارات التربية بالمديريات كما حصل بمديرية الشيخ عثمان وماحصل لمدرسة الضياء بحي العيدروس بكريتر التي منذ إنشائها (على يد المغفور له بإذن الله محمد علي عثمان )هي وقف مدرسي أي الغرض من بنائها هو مدرسة لكن معاول الهدم لم تستثنها هي كذلك وبقدرة قادر او بقرار خاطئ أصبح مصير أربعمائة طالب بمهب الريح وأكثر من خمسين معلم بمهب الريح وتهديد ووعيد من قبل مدير التربية باستقطاع رواتب المدرسين او توقفها لعدم تنفيذهم لفرمان(السرايا )، تحويل مدرسة الى مجمع صحي وهو إجراء غير قانوني بتاتاً ولكن يبدو ان الاستاذ الكدر سوف يكدر على المدرسين لإرضاء سادية البعض وانتقام لأهالي الحي الذي قاوم ببسالة عندما طالت مغامرات الحوثي وصالح هذا الحي وأبى ان يستسلم لكن تم مكافأتهم بما لا يرضي الاهالي الذين يحتجون بطريقة مدنية حضارية كان يعهدها وتربى عليها أهل الحي ومدينة عدن .

ولم تقتصر تلك السادية على مدرسة بل طالت إرادة حي الساحل الذهبي بمدرية التواهي عندما أراد أهالي حي جولد مور إقامة مدرسة بمبنى مهجور طالته أيادي الفساد من سابق وحولته من معهد الى ملهى ليلي مورست الكثير والكثير وعندما أراد الأهالي وقف ما كان يجري سابقاً ومحاول البعض من اغتصاب أحد المباني المهجورة قام الأهالي شاكرين بإقامة مدرسة للتعليم الأساسي لحماية أبنائهم من جهة وحماية المبنى قبل ان تطاله معاول الهدم ولكن يبدو ان الموجة هذا الأيام هي الهجمة على التربية والتعليم حتى يتم هدم ما كانت تشتهر به عدن ومفاخرة أبنائها بانهم صفوة المجتمع لكن يبدو ان تلك المعاول ويفرح القلب تصرفا مدير تربية التواهي الرجل الذي أظهر حنكة تربوية لم نعهدها من قبل فهو دعم اهالي المنطقة وتحمل التهديد والوعيد من مراكز القوى بالمحافظة ولم يهدد المدرسين كما عمل زميلة (الكدر) بل زود المدرسة بما يمكنها من سير العملية التربوية لتخفيف العبء على مدراس المديرية ولم يتشبث بكرسي وأصبح (أنيس الحجر) حجر عثرة أمام معاول الهدم والفساد .

أعلم أني قد اكون استخدمت مفردات قد ينظر اليها البعض بانها كبيرة او مبالغ فيها ولكني لا امتلك أسلحة لوقف معاول الهدم إلا من خلال الكلمة والقلم كوني من مدينة لا يملك ابناؤها من سلاح لإيقاف هذه التجاوزات إلا الاحتجاجات السلمية كون جميعاً من مدينة غلبت على ابنائها طابع المدنية وعرفت المدارس منذ ايام الاستعمار البغيض كما يدعون والذي عمل البذرة الاولى في أرض طيبة فجاءت تلك المعاول لنزع ما زرعه المستعمر كما يحلو للبعض تسميته فماذا نسمي ما يقوم به البعض من ابنائها  .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص