- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
جاء التعديل الوزاري الأخير لحكومة الأستاذ خالد بحاح على خلفية نزاعات فاحت رائحتها للملا بين الرئيس ونائبه حول منصب وزير الخارجية الذي كان بحاح يريد أن يستمر فيه السفير د. عبد الله الصائدي بعد تحريره من الاختطاف الحوثي، وهو دبلوماسي ذو سمعة محترمة بينما أصر هادي على أن يستمر فيه د رياض ياسين وهو طبيب حقق نجاحات تحترم خلال توليه المهمة أثناء اختطاف الدكتور الصيادي وبعد إطلاق سراحه.
لكن المعالجات راحت بالاتجاه الخطأ حيث استبعد رياض ياسين ولم يعد الصيادي، وجيء بوزير رُقّي إلى نائب رئيس وزراء وهو الرجل الذي لا يمتلك أي كفاءة حتى في إدارة مدرسة أو قيادة مديرية، وكل رصيده التاريخي يتمثل في إنه كثير التنقل بين موائد الزعماء ، وأنه شخصية ناعمة تصلح ممسحة للجوخ ، كما يقول العدنيون ، فهو ممن يجيدون النفاق ومسح الرؤوس ، وقد كان من أقرب المقربين للرئيس السابق وظل يقدم له الناصريين على إنهم من أنصاره مقابل حصوله على جزء من الحوالات التي كان صالح يحولها لأولئك (الأنصار).
كانت القبلات التي طبعها المخلافي الذي يسمونه (الدكتور دون أن يتجاوز شهادة الليسانس) على خدي الرئيس هادي أثناء مراسيم أداء اليمين الدستورية توحي بفرحة لامتناهية كانت تسيطر على الرجل الذي دأب طوال حياته على التقرب من الرؤساء طمعا في الرضا عنه دون أن يفوز سوى بمنصب عضو مجلس الشورى الذي يسميه اليمنيون دار العجزة.
هادي جاء بوزير آخر معروف عنه التورط في الفساد وامتلاكه أسطول صهاريج من تلك التي يستأجرها الناهبون للاستيلاء على منتجات حقول النفط التي يحرسها هاشم الأحمر والحليلي في شبوة وحضرموت، هذا الوزير فشل في وزارته خلال التسعينات، لكنه هذه المرة عاد إليها مع الترقية إلى نائب رئيس وزراء، وهو من أشهر أبطال حرب 1994م على الجنوب ومن أكثر المسؤولين عداءً للجنوب والجنوبيين واتهاما لهم بالخيانة والعمالة والانفصالية، ومن الشركاء في قتل ناشطي الحراك الجنوبي، إرضاء للزعيم السابق، ما يعني أن الفساد سيمدد ولا يبالي فتجار المواقف وشركاء الفساد ومنافقي صالح (سابقا) وهادي (حاليا) قد أصبحوا نوابا لرئيس الوزراء، كما يعني أن بحاح قد صار محاصرا بخمسة نواب كل ما يميزهم أنهم شركاء هادي وصالح في حرب 1994م وصانعي نصرهما المؤزر على الشعب في الجنوب، وحتى في الشمال مع تفاوت حصصهم في الفساد وارتكاب الجرائم
تحويل مهندس الديكور عبده الحذيفي من وزير داخلية وهو المنصب الذي فشل فيه منذ تعيينه، إلى رئيس الأمن السياسي يعني أن الأوضاع الأمنية ستمضي نحو مزيد من التدهور والانهيار فهنيئا لليمنيين والجنوبيين هذه المنجزات العظيمة، وأقول (الجنوبيين) لأنهم الوحيدون الذين تحكمهم هذه العصابة التي تعاملت مع كل أساطين الفساد في اليمن.
أجمل ما في حدث اليوم هو موقف المناضل الحراكي صلاح الشنفرى الذي يشاع أنه رفض تعيينه وزيرا للنقل، وإذا ما صحت تلك الأخبار فإن رصيد الشنفرى سيرتفع وهو ما يؤكد أن رجالات الحراك ليسوا جميعا على شاكلة يس مكاوي ومن في حكمه، بل إن رجالا نذروا أعمارهم من أجل الجنوب لا يقبلون بالتنازل عن مطالب الجماهير بأي ثمن مهما كان حجمه.
وجود خمسة نواب لرئيس الوزراء ، وكلهم من أنصار الحرب على الجنوب ومن أنصار صالح سابقا، يبين أن سياسة الاسترضاء التي ظل يمارسها صالح قد تلقفها الرئيس هادي بإتقان وأن النزاهة والكفاءة أو حتى الرفض المبكر لسياسات صالح لا مكان لها في حسابات الرئيس (الحالي) فالمعينون اليوم (باستثناء صلاح الشنفرى الذي رفض المنصب كما يقال) هم آخر من غادر قارب صالح في العام 2011 عندما شارف على الغرق، وليس بينهم للثورة وشبابها والمناضلين وتاريخهم مكانة، ومعظم المعينين اليوم هم من الانتهازيين والفاسدين وتجار المواقف والمتنقلين بين موائد الزعماء.
من الغريب أن موقع نائب رئيس الوزراء يتضخم ويتكاثف عليه المعينون دونما حاجة سوى الاسترضاء والتملق وكسب الولاءات في حين يخلو أهم منصب يحتاجه اليمنيون، موقع وزير الدفاع الذي نبتهل إلى الله أن يفك أسر صاحبه، وإذا كان الرئيس يتجنب الحرج في استبدال الوزير الأسير، فليته يعين نائبا له يتولى القيام بمهامه حتى إطلاق سراحه، وهناك من القيادات المقاومة التي أبدت كفاءةً وإخلاصا وشجاعة في إدارة المعارك، أمثال العميد عيدروس الزبيدي واللواء أحمد سيف اليافعي إلا إذا صحت الإشاعات القائلة أن الرئيس لا يريد يافعيا أو ضالعيا إلا في المناصب الهامشية.
إذا ما صحت الأخبار القائلة بأن التعيينات التي تمت اليوم قد جاءت دون علم (وبالتالي موافقة) رئيس الوزراء وأن رئيس الوزراء يرفضها فإن معالجة الصداع بالمسكن قد جاءت لتسبب ورماً قد يتضخم ليصبح المعضلة التي ستقود الحكومة الحالية إلى الوفاة المحققة.
يستحق الأستاذ خالد بحاح التحية والتقدير لرفضه الاستهانة بموقفه ومكانته وتجاوزه وتعيين حراسة مشددة عليه من خمسة نواب كلهم فاسدون وتجار مواقف، وقفوا مع صالح أثناء حكمه وتركوه عند انقضاض الشعب عليه، ويقفون اليوم مع هادي في قوته وسيقفون ضد بحاح لأنه يرفض الفساد والعبث والاستهتار.
* محامية وناشطة حقوقية