آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
عدن ..أنين عدمية الدولة
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

فخامة الرئيس نقدر اختيارك للموقف الوطني وتبني  التغيير والتحول المنشود لينعم الوطن بدولة ضامنة للحريات والمواطنة , موقف مشرف سيسجله التاريخ في انصع صفحاته , وفككت أركانهم وذللت جبروتهم وبرهنت حقيقتهم كعصابة وقتلة بتحالف استراتيجي يكشف عفن مشروعهم واصطفافهم ضد التغيير والتحول المنشود,  ونقدر التركة الثقيلة والجهل والتخلف السمة السائدة في مجتمعنا والمصالح الأنانية والضيقة تسود عن المصلحة العامة والوطنية ثقافة رسخت على مدى حكمهم , البعض يرى الوطن رهن أشخاص وطوائف وسلالات و وعي وطني ضعيف وهش زرعوا بذور الكراهية والمناطقية وهنا تكمن المعضلة للاصطفاف وطني جامع , ومقدرتهم لليوم  لحشد القبيلة والطائفة لمشروعهم العفن , وساعدهم على ذلك السلبية القاتلة وإخفاقات شرعيتنا وحكومتنا ,  يحتم عليَّ واجبي الوطني والأخلاقي ان أصارحكم ؛ملامح المشروع الوطني الذي نناضل من اجله وقدم الشباب تضحياتهم ودماءهم لإرسائه  نراه يتفسخ اليوم في مواقف وشرعية متخاذلة اتجاه الأراضي المحررة , رغم الدعم والسند العربي والخليجي إلا أننا أخفقنا في تقديم مثال وصورة تعكس مشروعنا الوطني والإنساني والأخلاقي , حتى لا تغضب ويغضب مني البعض ممن ينزعج من طرح الحقائق وتفسير الواقع لصلاح الحال وتلافي الوقوع في الكارثة وحينها سيصعب علينا احتواؤها لا قدر الله  , هل يرضيك ويرضي حكومتنا ما يحدث في عدن وجبهات القتال في تعز والضالع والبيضاء ومأرب , اليوم نتبادل الاتهامات وشيطنة الأخر وهو ما لا يخدم نضالنا ومقاومتنا , لا يمكن ان أتظاهر بالسعادة وأنا اشعر بالامتعاض و قمة السوء أو ارسم صورة مزيفة لواقع مزري وحقيقة دامغة على الأرض , وهذا الطرح ناقوس خطر ينبهكم لتلافي كارثة قادمة قد نفقد فيها وطن وأمة نسعى لتحريرها من ظلم وطغيان وفقدان الدولة ومؤسساتها وهيبتها .

كم كانت سعادتنا بتحرير عدن والجنوب من المغتصب لتعود لحضن شرعية الدولة وفجأة يتضح لنا أن الدولة غير قادرة على أن تكون حاضرة بمؤسساتها وشرعيتها لتقدم مثالا عن مشروعها وقيمها ومبادئها وسماتها التي قدم الشباب دماءهم لأجلها , تضافرت الجهود وتكاثفت القوى في مقاومة العدو وبمجرد ما دحر عن عدن والجنوب تمزقت اللحمة وبرز الغث والسيئ وغاب الأمين  والجيد وهاهي عدن  لازالت ضحية من يريد أن يفرغها من تنوعها ويشوه جمال فسيفسائها وألوانها الفكرية والثقافية , لهذا عدن تئن من هذه السلوكيات مما حدث لطائفة الخوجة وما يحدث من كراهية قذرة لمناطق بحد ذاتها كانت عدن وجهتهم الأساسية وكانت حبلهم السري صنعت منهم قامات فكرية واقتصادية وسياسية  وقدموا لها الكثير بصماتها فيهم وبصماتهم فيها على مر سنوات من التاريخ الاقتصادي والسياسي والفكري والنضالي , من لم يقرأ تاريخ عدن أسماء شوارعها معلمها جبالها وسواحلها عدن كانت للجميع ملتقى الأخيار والمناضلين والمفكرين طاردة للأشرار واللصوص والمحتالين ومن يفكر احتواء عدن  .

اليوم حكايات عدن مؤلمة مصائب نزلت على البعض بسبب قلة من الانتهازيين ومستغلي فرص التعافي التدريجي من حرب عبثية أصابت عدن وخلفت انفلات وفوضى كانت فرصة لمثل هؤلاء هم  قلة منفلتة لا قائد يحكمها ولا ضمير يشكمها هم لصوص في الأساس لبسوا رداء المقاومة وهي براء منهم , عصابة تسرق وتنهب وتعكر صفو المدينة وتعبث وتثير الفوضى والرعب هنا وهناك , كلما شعرت أن الأمور تتطبع وفي طريقها للاستقرار جن جنونهم فيغتالون فردا من النواة الأمنية التي تشكلت  أو فردا من رجال المقاومة المخلصين والشرفاء , رسالة فحواها استمرار الفوضى والعبث ,بقاؤهم كخنجر في خاصرة عدن يريق دمها , يدسّون الفتن ويؤججون الصراعات بين المكونات بإحياء خلافات قديمة , والبعض فرصته للضغط على غرمائهم للتنازل عن حق ومستحق أو أحكام قضائية .

اليوم في عدن البنوك تنهب والمساكن تسرق ويتم السطو على المحلات التجارية والبقالات والملاحم , يسحل الانسان في شوارعها بتهم كيدية كأحمد الجلد بالتواهي بهدف ضرب اقتصاد عدن ويخلقون الرعب بين سكانها حولوها لبيئة خطرة على الإنسان والحياة الكريمة والسلم الاجتماعي , نسمع عن قوات نزلت لمواني ومطار عدن غير القادر على استعادة استئناف رحلاته , لكننا لا نرهم يضبطون إيقاع الأمن بل ترى مصفحات تتحرك دون أن تحمي عدن من العابثين , هناك من يبذل جهدا للحفاظ على البنية الاجتماعية من الانهيار لاستقرار عدن لتعافيها بأسلوبهم الخاصة بنوايا صادقة من إخواننا في المقاومة وهي جهود يشكرون عليها للصلح وإصلاح ذات البين وكلٌ له منطقته وقائده لا يخضعون لدولة مركزية , الخوف أن يقعون في المحذور وينجرون خلف هؤلاء الانتهازيين تحت مبررات عدة , الخوف أن تلغى أحكام عادلة ويظلم أصحابها , لان ظروف اليوم بيئة سهلة للتهديد والتخويف ونزع الاعترافات والتنازلات بأساليب و وسائل قذرة دون علم الصادقين و الشرفاء من المقاومة و وجدت عدد ممن يشكون من ذلك .

اليوم الكثير مهدد ويتعرض للابتزاز , البعض يطارد ويعيش حالة من الرعب والمجهول , تستنجد بمن ؟ تحتمي بمن ؟ تبلغ من ؟ وحدثت حوادث دون أن تحرك فيكم المسؤولية كل يوم تقريبا اغتيال وكل يوم نهب , متى سنرى نهوض الدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية والخدمية , الرواتب للمتقاعدين كفاح وجهد مضني يخر قواهم , مع اعترافنا بتحسن الكهرباء لكننا لا نجد دبة غاز للطبخ والأسعار أثقلت كاهل المواطن , هل سنرى جهودا لتستعيد عدن والمناطق المحررة الحياة فيها لتتحسن مستشفياتها وخدماتها ونخلصها من طفح المجاري مصدر الوباء والأمراض وانتشار البعوض والذباب , مع الشكر والتقدير لرجال المرور المنتشرين في شوارع عدن المشهد الوحيد للدولة وتواجدها  بزيهم وتنظيمهم ,متى نرى رجل الأمن الذي يمثل الدولة ونتخلص من المليشيات , لنردع كل من تسول له نفسه العبث بعدن وحياتنا؛ أمل يتمناه كل مواطن في عدن الحبيبة  لتستعيد عدن روحها وحياتها وسعادتها .

 

          

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل