آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
كوني أنتِ
بسمة عبدالفتاح

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

زهرة النرجس ، حديقة الوادي ، سماء اليمن ، سقف تعز ، جدة الثوار ، أخت الثوار ، أم الرجال ، أصفى من الذهب ـ ألمع من الماس ، تعزية ، محبة تعز ، قلعة الحب ، شوق الزهور ، عاشقة الليل ....لا تسألون من هؤلاء ؟ هؤلاء نساء لا تقف ألسنتهن عن الشكوى من ظلم الرجال لهن ، وعن عدم سماحهم لهن بالتنفس إلا بإذنهم . 
وعلى اعتبار أن الكثير من أسماء النساء اللواتي أقصدهن من الناشطات في الثورة أو في الإعلام أعطيت لنفسي الحق في أن أقف معهن في هذه السطور ، وذلك لأنك عندما تسألهن: ما اسمك في شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، تقول لك: ( شجرة الياسمين ) أو ( القلب الأبيض )أو...أو ....وهكذا ، وفي الوقت نفسه تلاقيها تناقش وتنافح عن قضايا المرأة وما تتعرض له من إقصاء اجتماعي وسياسي ...الخ ،. 
يا سبحان الله ناشطة لا تجرؤ أن تواجه العالم الافتراضي ( الفيس بوك ) با سمها الحقيقي وهويتها وطبيعة عملها كيف يمكن لها أن تواجه المجتمع بقضاياها، كيف يمكن يا سيدتي الناشطة أن تبني وطناً بهوية مستعارة ؟. 
قد يقول أحدهم إن طبيعة المجتمع وتشدده لا يسمح لبعض النساء بالظهور بأسمائهن الحقيقية ، لكنني أتحدث عن هذا الموضوع للمرة الألف إن كان هناك ماتعجزين أن تفصحي به لأهل بيتك وتقنعيهم به فلن تقنعي غيرك بهوية مستعارة، فالتغيير يبدأ من الداخل هذا أولاً. 
أما ثانياً، فكثير ممن أعرفهن ويستخدمن الشبكة الاجتماعية بأسماء مستعارة لا أحد يجبرهن على ذلك ولكنهن تعودن أن يكن من وراء ستار كما هن بالبرقع يغطين وجوههن أصبحن في الفيس بوك وراء اسم مستعار... 
تعوّد المرأة أن تكون في الخلف في كل شيء جعلها تكون حتى خلف اسمها ، وما يضحكني كثيراً تلك المبررات التي توردها النساء عندما تسألها لماذا لا تظهرين باسمك الحقيقي؟. 
تأتي لك بمبررات لا تختلف عن مبررات امرأة لا تعرف مامعنى الثقافة مثل : عيب ، لا أريد زملائي يعرفوني ، لا أريد أتكلم مع فلان ومع علان و “زعطان”، إخواني سيغضبون، ....بينما تتكلم مع الجميع باسم مستعار ومن ثم يعرفون من هي لكن على الخاص؟. 
لماذا تتنازلين عن هويتك ؟ إن لم تكوني مقتنعة بالدخول إلى عالم لا تحبينه، وتعتقدين أنه مشكوك به فلماذا تدخلينه؟ إذا كان هذا العالم يعد عيباً بالنسبة لك فهل هناك فرق بين أن تدخليه باسمك الحقيقي أو باسم مستعار ، فالمبادئ لا تُجزأ. وما يعد عيباً فلا داعي أن تعمليه في أي حال كنتِ. 
مع احترامي لخصوصية كل امرئ في الحياة ـ ولكن رسالتي موجهة للناشطات أكثر من غيرهن والساعيات إلى التغيير، كوني أنتِ شخصية واضحة فالازدواج لا يساعد على بناء وطن أنت نصفه أصلاً ومن دونك لا يكتمل النصف الآخر.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل