آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
علينا ان نساعد انفسنا !
أحمد حرمل

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

يمثل بروز المقاومة الجنوبية حدثاً تاريخياً كون الأوضاع ما بعدها تختلف كثيراً عن الأوضاع ما قبلها سواء من حيث تغيير موازين القوى على الأرض في الجنوب ، او من حيث الواقع الجديد الذي افرزته الحرب العدوانية القذرة التي شنتها قوات عفاش ومليشيات الحوثي المتعفشة على الجنوب في مختلف الجوانب٠ ان واجبنا الوطني يملي علينا القيام بخدمة وطننا وأهلنا كل في مجال اختصاصه ومن هذا المنطلق نود ان نلفت نظر قيادة المقاومة الجنوبية بمختلف فصائلها الي ان هناك مهمات ضرورية وعاجلة يجب عليهم انجازها لأننا وللأسف الشديد عانينا خلال الفترة الماضية من فئتين ٠ الاولى: هم أصحاب شعار لا يعنينا أي ترك كل ما يجري في الشمال وعدم التعاطي معه سلباً او أيجاباً بمعنى عدم استغلال ما يجري في الشمال وتسخيره لمصلحة قضيتنا٠ والثانية: هم أصحاب مش وقته اي ترك كل ما من شأنه ترتيب البيت الجنوبي من الداخل وتصحيح الأخطاء التي رافقت مسيرتنا الثورية وسد النواقص والثغرات وأنا هنا أجدها فرصة من خلال مقالي هذا الى لفت انتباه قيادات المقاومة الى بعض الأمور التي اري من وحهة نظري أنها بحاجة الى التعاطي معها بايجابية ٠ اذا اردنا ان نجني ثمار انتصاراتنا يجب علينا ان نساعد انفسنا لكي يساعدنا الاخرين ٠ ان الأنتصار لا يقاس بدحرك للعدو او تدميره او الأستيلاء على عتاده او بأرتفاع حصيلة قتلاه ، فالأنتصار الحقيقي هو فيما نستطيع تحقيقه من الأهداف التي خضنا الحرب من أجلها وهي الدفاع عن الدين والارض والكرامة٠ فانتصارنا لديننا ليس بدحر مليشيات الحوثي فحسب بل بتعزيز قيمنا ديننا الأسلامي الحنيف بين أوساط المجتمع وغرسها في نفوس الشباب قيم العدل والمساواة والسلام والأخاء والتسامح وأصلاح ذات البين وان يرحم كبيرنا صغيرنا وان يحترم صغيرنا كبيرنا٠ انتصارنا لديننا يحتم علينا ان لا نقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وان لا نحلل قتل المرء لمجرد أنتمائه الى منطقة ما لان أحد اقاربه ارتكب جريمة قتل او شيئا من هذا القبيل٠ ان انتصارنا لوطننا وجني ثمار الأنتصار يتمثل بان تنعم مناطقنا بالأمن والأستقرار ، وان تكون المدنية طابعها ، وان نحافظ على أروح الناس وممتلكاتهم ، وان نجعل مناطقنا خالية من الفساد وطاردة لمظاهر الأفساد٠ أن الشجاعة والبسالة والأقدام كقيم جميلة لا يمكن ان نأخذها بمعزل عن القيم الأخرى كالصدق والأمانة والقدوة الحسنة والأيثار والأستقامة والأنصاف وأعطاء كل ذي حقاً حقه٠ ان الشباب بحاجة الى عمل ارشادي وتوعوي لأننا بحاجة الى التعايش والتجانس والتكافل ، وبحاجة الى السلم الاهلي الذي يجنبنا التناحر والاقتتال٠ ولذا اقترح تشكيل فريق للأرشاد والتوعية يتكون من عدد من خطباء المساجد والمثقفين بحيث يعمل هذا الفريق على النزول الميداني الى المعسكرات ومواقع المرابطة ولدينا كادر جدير بالقيام بهذه المهمة لكي نسهم في اعادة صياغة وعي الشباب بما يؤدي الى استعادة القيم التي دمرها نظام عفاش الأحتلالي وبشكل مخيف لأن أستعادة القيم من وجهة نظري أصعب من أستعادة الدولة٠ ان ما تعرض له جيل اليوم من عبث وبشكل مخيف بسبب حالة الأخباط والأنكسار لا يمكن وصفه ولذا جاءت المقاومة الجنوبية لترد الأعتبار لهذا الجيل الذي اثبت سير المعارك على الأرض بان هذا الجيل يستحق منا كل التقدير والأحترام يستحق منا تحية أجلال وأكبار ولذا فمسالة تربيتهم تربية وطنية جيدة هي مسئولية الجميع من خلال القيام بعمل ثقافي توعي يمكنهم استعادة مكانتهم الحقيقية كعنصر قوة ، ويمكنهم من حماية ابناء جيلهم من الأنحراف ويحميهم من والتجار المخدرات ويجنبهم مخاطر تعاطيها ، ويقيهم من الظواهر الأجتماعية الأخرى الدخيلة على مجتمعنا ومنها على سبيل المثال استخدام السلاح لاتفه الاسباب وغيرها من الظواهر السيئة٠

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص