- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
- مطالبات للحوثيين بالإفراج الفوري عن طاقم السفينة جالاكسي
- إعلان تشكيل قيادة "مؤتمر مأرب الجامع" والأخير يحدد هويته واهدافه
- محافظ لحج يشدد على متابعة وإزالة التعديات على أراضي الدولة
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
لا يمكن الاستهانة بالمعجزة العظيمة التي حققتها المقاومة الجنوبية المسلحة ضد قوات الغزو الحوثي والاحتلال العفاشي وذلك بدحر هذه القوات وردها على أعقابها وتحرير خمس محافظات منها وكسر شوكة أكبر تحالف عرفته اليمن لأعتى جيش وأقوى وأشرس قوة مليشياوية، ومن المؤكد أن الباحثين العسكريين والمحللين الاستراتيجيين سيتناولون بالدرس والتحليل ظاهرة انتصار شعب أمضى أكثر من عقدين لا يتعامل مع السلاح الفردي ولا المتوسط ناهيك عن السلاح الثقيل، لكنه استطاع أن يقهر ذلك التحالف بكل ما يتمتع به من عناصر التفوق العدد والتكنيكي واللوجستي والتأهيلي، وقد قلت مرارا أن الإيمان بعدالة القضية والإخلاص لمصالح الشعب والتجرد من الأنانية والذاتية، وامتلاك الإرادة الصلبة للمقاومة والتصدي للعدوان كل هذا قد عوض عن فارق التسليح وفارق الخبرة وفارق العدة والعتاد الذي تفوق به تحالف العدوان على الشعب في الجنوب، ومن الطبيعي أننا لا يمكن أن نتجاهل الدور المهم لقوات التحالف العربي ودعمها النوعي المادي والمعنوي للمقاومة، لكن كل هذا الدعم لم يكن ليصنع انتصارا لو لم يكن متكئا على مقاومة شعبية أثبتت حضورها وتفوقها على العدو حتى قبل بدء عاصفة الحزم. لكن المفارقة تكمن في أن ذلك الانتصار الساحق قد يذهب أدراج الرياح إذا لم يعزز بتحويله إلى مكسب على الأرض يتمثل في شعور المواطن الجنوبي بتغيير جدي في حياته المعيشية والخدمية والأمنية وفي مختلف نواحي حياته اليومية. لقد كان الكثيرون يتوقعون أنه وبمجرد انسحاب قوات العدوان من المدن الرئيسية ستتحول المقاومة إلى مؤسسة حاضرة تضبط الأوضاع الأمنية وتدير الشأن العام وتعيد تنظيم سير الخدمات وتحدد السياسات المتعلقة بالحياة المعيشية والاقتصادية وتنظيم الحياة العامة وتحديد المسئوليات عن إدارة شئون المحافظات المحررة وتبدأ في إدارة تلك المناطق على طريق نقل السلطة إلى الشعب الذي قدم آلاف الشهداء في سبيل حريته وكرامته وعزته لكن هذا لم يحصل لأسباب كثيرة نعلم منها العديد، وأهمها هو غياب الحامل السياسي الذي يرسم خطوات المقاومة وعدم تمكن المقاومة من توحيد عملياتها وتكوين قيادة موحدة لكل المناطق وغياب الرؤية السياسية الجاهزة لمهمات مرحلة ما بعد التحرير وغير ذلك من الأسباب. لم يفت الأوان بعد لكي تمسك المقاومة الجنوبية بجميع مكوناتها بإدارة شؤون المناطق التي حررتها، لكن هذا يستدعي العديد من الخطوات الضرورية لتحقيق هذه المهمة، وذلك من خلال العمل الجدي على توحيد روافد المقاومة ومكوناتها تحت قيادة سياسية وعسكرية وتنفيذية واحدة، تتولى القيادة السياسية رسم الخطوات العملية لإدارة العملية السياسية ورسم الخطط وتحديد المهمات المرحلية والمهمات المستقبلية للمقاومة وتتولى القيادة العسكرية المهمات الضرورية لتحويل المقاومة من مؤسسة مقاتلة إلى جهاز أمني يقوم بحماية حقوق المواطنين والتصدي لمظاهر الفوضى والجريمة وتنظيم حياة الناس ومساندة المؤسسات التنفيذية للقيام بمهماتها، ونزع السلاح غير الشرعي وتحويل عدن والمدن الجنوبية إلى مدن خالية من السلاح وتتولى القيادة التنفيذية إدارة الحياة المدنية والخدمات التموينية والصحية والتربوية والبلدية والمواصلات والاتصالات وتتولى مهمة إعادة الإعمار وغير ذلك. بهذه الخطوات غير الهينة لكن الضرورية، يمكن للمقاومة أن تعزز الانتصار الذي حققته بدماء وأرواح الشهداء ومعاناة الجرحى بانتصارات إضافية ضامنة تحمي هذا المكسب العظيم من التلاشي أو التعرض للسطو ومن ثم الانعكاس بشكل ملموس على حياة المواطنين الذين انتظروا طويلا مثل هذا الانتصار، وإلا فإن الانتصار على العدوان والاحتلال لا يساوي شيئا ما لم يتحول إلى مكسب يلمسه الناس في تغيير حياتهم نحو الأفضل. كما إنه من الضروري تكامل المقاومة مع قيادات المناطق العسكرية ومحافظي المحافظات حتى يتسنى للمقاومة تحقيق أمنيات الشعب الجنوبي في الحرية والاستقرار والسير على طريق إعادة الإعمار وتضميد الجراح والانطلاق نحو معركة التنمية والنهوض الاقتصادي والمعيشي للناس وبناء الدولة المدنية المنشودة.