آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
الجنوب من الداخل( 3) !!! (التجربة الأفغانية هل ستتكرر في الجنوب العربي !!!)
عبد الكريم سالم السعدي

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

في أفغانستان استعان الأمريكان ومعهم بعض الدول العربية والإسلامية بعناصر (الإسلام السياسي) ، صنعوها ونظموها ومولوها و ارسلوها للجهاد هناك ضد (الدب الروسي ) آنذاك .. هذه الحقيقة التاريخية التي لايستطيع أحد إنكارها ،كما أنه لايستطيع مؤرخ تجاهل أن هذه الحقيقة كانت بمثابة شهادة ميلاد لكل المسميات التي تنعت اليوم بالارهاب كالقاعدة مثلا ومكوناتها ومشتقاتها !! مايحدث اليوم في الجنوب من وجهة نظري هو تكرار لنفس المشهد مع اختلاف بسيط هو أن الأمر يأتي عقب درس أفغانستان وبالتالي فإن ماوقعت تلك الجماعات فيه من أخطاء مؤكدا أنها لن تكررها وستستفيد من هذا الدرس أفضل استفادة ،وعلى الجانب الآخر أي المصنعين لجماعات أفغانستان فإنه من الواضح أن الخطأ يتكرر بادواته ووسائله فألشريحة المستهدفة لتنفيذ المهمة هي نفس الفئة والوسائل نفس الوسائل والهدف نفس الهدف ولن نتحدث عن نجاح مهمة أفغانستان من فشلها لأن هذا الموضوع ليس موضوع طرحنا في هذا المقام ، وسأتحدث عن خطورة التعاطي مع هذه الشريحة حصريا من قبل قوات ودول التحالف العربي واغفال تلك الدول لبقية القوى على الساحة الجنوبية وفي مقدمتها حاضن الثورة الجنوبية الأساسي (الحراك الجنوبي ) ، واحدد مكمن الخطورة في عدة نقاط وهي أن هذه القوى العقائدية تخضع لضغوط قواعدها التي تسيطر عليها عادة بالشحن النفسي كما أنها كقيادات ربط بين القواعد والمركز تخضع أيضا لمن يديرونها من خارج الحدود بنفس الوسيلة لا بالقناعات السياسية وبالتالي فإن تلك الشريحة مهما غربت أو شرقت تعود في آخر أمرها إلى قيود الشحن النفسي الذي بنت عليه قوتها وتكون ملزمة بألاهداف التي وضعتها لعناصرها وشحنتها نفسيا لتحقيقها لا بالنتائج التي يفرضها الواقع على الأرض .! ! ثانيا أن تلك الشريحة تدرك جيدا أنها في مرحلة بناء ذاتها وبالتالي فهي تتخذ من مسألة جمع الاموال وتكديس الأسلحة في مثل هذه الأوضاع والظروف أهدافا للتهيئة للمراحل القادمة التي قد يكون من ضمن أهدافها توجيه تلك الأسلحة والأموال إلى صدور أبناء الدول الداعمة لها اليوم وهذا مالمسناه في معركتنا في الجنوب ضد القوات الحوثعفاشية فقوى الإسلام السياسي لم تكن مشاركة في المعارك الأولى وإنما ظهرت فعليا عقب ظهور مسمى (المقاومة الشعبية ) وبعد ظهورها اكتفت في البقاء في بعض النقاط ولم تكن في مقدمة الصفوف ومثال على ذلك جبهة (جولة سوزوكي) وغيرها من النقاط !! ..ثالثا أن تلك الشريحة لاتملك القدرات السياسية التي تجعلها مرنة في معالجة القضايا والاختلافات التي قد تنشأ بين وقت واخر نتيجة لرفضها التعاطي السياسي مع الآخر وانكفاءها على توظيف نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بعقليتها لا بما حمله القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. .!! رابعا أن رموز تلك الشريحة هم من القليلي الخبرة وصغار السن في أغلبهم الذين صنع ثقافتهم أيضا اسلوب الشحن النفسي لا القراءة المتأنية للواقع ومتناقضاته فتراهم لايهتمون كثيرا لما سيسفر عنه الفعل بقدر اهتمامهم بالقيام بالفعل ذاته وهذا الأمر يستفحل عندما يجد هؤلاء أنفسهم منفردين بالساحة ولايوجد من يخلق التوازن معهم على هذه الساحة ..كما أن قلة خبرة رموز وقيادات هذه الفئة وانا أتحدث هنا عن الحالة الجنوبية قد تحولهم إلى تجار حروب فتراهم يتنقلون خلف الكسب المشروع وغير المشروع من خلال تغيير جلودهم وملامح وجوههم بل وتوجهاته اذا تطلب الأمر وهذا مانلمسه نحن في الجنوب ، فبعض قيادات الإسلام السياسي المتشددين الذين كانوا يطرحون بعد ظهورهم الى الواقع عبارة واحدة لاغير تتلخص في ... (لاتحدثونا عن شيء اسمه الجنوب ) نراهم اليوم في مساجدهم يتحدثون عن الجنوب وفي لقاءاتهم الخاصة يشكون ظلم رهيب واقع عليهم من البعض يتجسد في أن هذا البعض يريد أن ينافسهم على قواهم التي يرأسونها (قوى الحراك الجنوبي ) !!!!!!! ولكم أن تتصوروا معاناة سفر هؤلاء وهم ينتقلون من عبارتهم الشهيرة والرسمية لاتحدثونا عن شيء اسمه الجنوب إلى مربع الادعاء المريض لقيادتهم للحراك الجنوبي !!!!!!! كل ذلك وغيره من السلوكيات التي تشكل محاذير أمام التعاطي مع أفراد هذه الجماعات تؤكد أننا أمام خطر داهم اذا لم يتم تقليم أظافر تلك الجماعات التي باتت موجودة فعلا على الساحة الجنوبية وتسيطر على بعض المناطق من خلال سحب الأسلحة التي بحوزة عناصرها وإدخالها إلى حيازة السلطة الشرعية التي يفترض أن تشكل نقطة التوازن بين كافة القوى على الساحة الجنوبية !!! قد يختلف طرحنا في ظاهره مع القناعات التي يسير عليها التحالف العربي وبالتالي يرى الأخوة في التحالف أننا نسير عكس مايريدون وهنا أحب ألتنبيه إلى أن كل ماكتب في هذه السلسة هو نقل لواقع جنوبي وهو أيضا كما نراه نصائح لاشقاءنا وأخوتنا في التحالف نساهم به لضمان نجاح أهدافهم التي يشكل تحرير الجنوب جزءا منها والتي نريد لها كشعب تدور المعارك على ارضه وتستنزف قواه وتدمر كل شيء جميل في حياته وحياة أبنائه أن تكون لها نهاية تحقق الأهداف التي قامت لها تلك الحرب لا أن تستبدل ظالم بظالم آخر ومحنة بمحنة اخرى !!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص