آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
عدن .. أريج الشموخ .. عنفوان الصمود
أحمد بوصالح

الجمعة 00 مارس 0000 - الساعة:00:00:00

اليوم التاريخ يعيد نفسه بتكرار مشهد حرب الشمال على الجنوب عام 94م فهاهي عدن تؤكد شموخها المرتبط بها أزليا وتضهر عنفوانها النضالي المسطر في كتب التاريخ بأحرف من نور ففي الوقت الذي يستميت الغزاة فيه على مهاجمة عدن من كافة الجهات وبمختلف الأسلحة وبجيوش جرارة من المليشيات والعصابات الرسمية والحزبية والقبلية في الوقت نفسه تقف عدن بثبات متحديه أياهم ببضعة الالاف من أبناﺀها وأبناﺀ الجنوب من حملة الأسلحة الخفيفة والإرادة الفلواذية مسطرين ملحمة بطولية اسطورية لفتت انظار العالم عن بكرة ابية.

 

 

عدن الذي يصر الغزاة على دخولها وإلحاق الأذى بها وبأهلها والمدافعين عنها ضلت كعادتها قلعة حصينة ترتد من على جدرانها رصاصات وقذائف الموت والدمار إلى صدور مطلقيها فتسقطهم مضرجين بدمائهم على أسفلت شوارعها.

 

 

لعمري انني منذ إن رأت عيناي النور قبل زهى أربعون عاما ونيف لم أرى أجماعا وتوحدا جنوبيا كما رأيته اليوم فكل الجنوبيين بمختلف فئاتهم ومشاربهم وانتمائاتهم وقفو اليوم صفا واحدا بموقف واحد وهدف واحد متصدون ببسالة  لغزاة الجنوب .

 

 

عدن كأخواتها الضالع والحوطة وبيحان وشقرة وزنجبار وردفان تأبا إن تخنع لهذا الغزو البربري وترفع الرأية البيضاﺀ مستسلمة ويرفض الشباب المدافعون عنها إن ينكسرو مغطون باستماتتهم تلك والذوذ عن كرامتها عورة القادة العسكريين والمدنين الذين توارو عن الانظار وساحات الشرف وولو هاربين تاركين معسكراتهم والياتها العسكرية واطنان الذخائر على طبق من ذهب للغزاة وعصابات النهب هولا القادة الذي وللأسف الشديد خرج بعضهم في موكب الرئيس هادي الذي توجه إلى عمان كحال قائد المنطقة العسكرية الرابعة وقائد اللواﺀ 31 مدرع الذي كان المفترض من الرئيس هادي عدم اصطحابهما معه بل كان الأحرى به الزامهما بالبقاﺀ وتحمل مسئوليتهما الكاملة تجاة عدن وأهلها ناهيك عن القادة العسكريين الآخرين من قادة الألوية والمحاور العسكرية وكذلك قيادات السلطة المحلية الذين انسحبو دون خجل من مشهد غزو عدن تاركين مسئوليتهم عن ادارة شئون المدينة وتسيير أمورها ورعاية سكانها.

 

 

عدن الصامدة صمودا خرافيا لم تفتقد هولا أصلا ولم تحن اليهم على الرغم من الظروف الأستثنائية الصعبة جدا التي تقع تحت وطأتها لأنها تعي وتدرك أنهم لم ولن ينقذوها ذات يوم بل استغاثت بأبنائها الشرفاﺀ والمخلصين من أبناﺀ الجنوب الذين تداعو من كل حدب وصوب ملبين ندائها حاملين أسلحتهم الشخصية وأرواحهم في أيديهم غير مكترثين بما ينتظرهم من مصير.

 

 

عدن العاصمة الجنوبية والمدينة الأكثر حضارة وتقدما تخوض أقوى المعارك ضد جحافل علي صالح وحلفائه وتسطر أروع الملاحم البطولية في ضل غياب قياداتها المدنية والعسكرية الذين غيبو معهم كذلك الكثيير ممن يسمون أنفسهم قيادات الحراك الجنوبي وقيادات وأعضاﺀ وانصار الأحزاب السياسية وفي طليعتها بالطبع حزب الإصلاح.

 

 

عدن تقاوم وتدفع الثمن غاليا المئات من الشهداﺀ والجرحى وبنيتها التحتية فلله درك ياعدن ولله دركم ياشباب عدن وشباب والجنوب كافة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص