آخر تحديث :الخميس 28 نوفمبر 2024 - الساعة:01:01:13
سجل ناصع للمرأة الجنوبية
فاطمة الميسري

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

في الثامن من مارس تحتفل المرأة في مشارق الأرض ومغاربها باليوم العالمي للمرأة وتتعالى هتافاتها في سلم الصعود العلمي والعملي، مؤكدة على أنها كيان قادر على ان يصنع تاريخ مشرف ويبني حاضر مثمر ويؤسس لمستقبل واعد. فهي ليست مجرد شريكة في حدث بل انها صانعة الأحداث، فهي التي تبني أهم لبنات المجتمع، إنها تبني الإنسان الذي بعقله وساعده يعمر الأوطان. فهي الأم والمربية والعالمة والمخترعة والقائدة والطبيبة والسياسية والمعلمة والمهندسة... هي نصف المجتمع وهي من تعد وتربي النصف الاخر منه.

تقف المرأة اليوم وقفة الشموخ والانتصار لتنظر إلى إنجازاتها العظيمة بعينين تملؤهما التفاؤل، فبإرادتها الراسخة وإنسانيتها العظيمة قد حققت الكثير من الأمجاد. وإن المرأة العربية برغم ما تمر به من أوضاع غير مستقرة إلا إنها ماضية في التقدم والتطور بعزيمة تستمدها من تاريخها الإسلامي الذي أكد بوضوح على انها دوما في المقدمة وقت الشدائد، فهي المقاتلة في المعارك، وهي من أهل العلم التي نقلت أكبر عدد من الأحاديث النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كعائشة رضي الله عنها، ورفع الله قدر المرأة فكانت هي أول شهيد بالإسلام بل إنها هي أول من أسلم وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن نضال المرأة الجنوبية جزء لا يتجزأ من نضال وكفاح المرأة العربية والمسلمة على مر العصور. فنساء الجنوب كن ولا يزلن رائدات في مجابهة الظلم والعدوان وفي بناء الأوطان. وتاريخها حافل في حركة التحرير الأولى ضد الاستعمار البريطاني. فقد شاركت في العمل السلمي وتوزيع المنشورات، وفي العمل التنظيمي للجبهات في جبهة التحرير وجبهة القومية كالمناضلة عيشة سعيد وأنيسة سليمان وهيام معتوق واعتدال ديريه وغيرهن، وخاضت ببسالة في مرحلة الكفاح المسلح كالمناضلة دعرة بنت سعيد والمناضلة نجوى مكاوي. واستمرت المرأة الجنوبية في مسيرتها الكفاحية فشاركت في بناء دولة الجنوب بعد التحرير والاستقلال وحصلت على حقوقها المدنية وعلى المشاركة السياسية ووصلت الى مواقع صنع القرار كالسيدة عائدة اليافعي نائبة وزير الثقافة، ومهندسة طيران كالسيدة أسمهان الجرو، وكابتن طيار كالسيدة روزا عبدالخالق، كما انها حصلت على رتبة عقيد في الأمن العام، وكانت القاضية ووكيلة النيابة وتبوأت العديد من المواقع في كل المجالات.  وحظيت المرأة بمكانة عالية في المجتمع واستقرار ضمنه لها قانون الأسرة.

وها هي المرأة الجنوبية اليوم تسطر أعظم الملاحم وتخوض أشرس المعارك وتضرب أروع أمثلة النضال في الميادين على مستوى الجنوب المحتل من أقصاه الى أقصاه تشارك أخيها الرجل في النضال السلمي ضد الاحتلال اليمني، وتقف بوجه آلة القمع اليمنية بتحدي وإصرار في سبيل تحقيق أهدافها العظيمة المتمثلة بتحرير واستقلال الجنوب قدمت الكثير من التضحيات فهي المناضلة المرابطة في الساحات وهي أم الشهيد، وهي الجريحة والمعتقلة بل انها شهيدة الجنوب.. كفيروز وعافية وندى شوقي وغيرهن من الشهيدات رحمة الله عليهن.

إننا في اليوم العالمي للمرأة الذي تشهده المرأة الجنوبية وهي تذوق الأمرين من نظام الاحتلال وممارساته الهمجية وما ألحق بها وشعبها من تدمير ممنهج، فإننا ننادي الضمير الإنساني في كل بقاع الأرض وكل المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية والمنظمات المهتمة بشؤون المرأة، والمجتمعين الدولي والإقليمي ودول الجوار على وجه الخصوص، لاتخاذ مواقف مساندة للمرأة في الجنوب ولنضالها السلمي الذي تخوضه لتحرير واستقلال وطنها المحتل واستعادة الدولة والهوية الجنوبية العربية.

كما اننا نوضح في هذا اليوم بأن لا علاقة لشعب الجنوب بالصراع القائم بين أقطاب السلطة اليمنية. حيث ان أهداف شعب الجنوب تتمثل في تحرير الأرض الجنوبية وإعادة بناء الدولة الجنوبية الحرة المستقلة الديمقراطية التي ستساهم إيجابيا بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والتي ستتمتع بروح الانفتاح وعلاقات حسن الجوار. وأي مشاريع تنتقص او تتعارض مع هذا الهدف فإن شعب الجنوب سيتصدى لها مهما كلفه ذلك من تضحيات.

التحية لشعب الجنوب العظيم بأحراره وحرائره من المهرة حتى باب المندب.

رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج الجنوب العربي)

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل