آخر تحديث :السبت 24 اغسطس 2024 - الساعة:00:47:33
قيادات الجنوب.. و الإفلاس السياسي..!
عبدالله طزح

السبت 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

شاءت أقدار الزمان أن تضع شعب الجنوب العظيم الذي يعاني الفقر و العوز والحاجة ومسلوب الأرض ونعمتها من موارد طبيعية بين يدي ساسةٍ من أبناء جلدتهم أذاقوه بفعل أمراضهم النفسية وحساباتهم الهزلية مراره الألم والقهر مره بعد عام 1967م والأخرى عام 1990م ودفع شعبنا ثمن الأخطاء التي لا يعفى منها أحد ورمت به في ما يعيشه اليوم من كارثة.

لم يبخل شعب الجنوب من فيض كرمه وتخلى عن كل من أورث له المآسي ليتسامى على الجراح ويصفح ويستجيب وفجر ثورته متكئ على مشروع "التصالح والتسامح" ومنح فرصة ثانية لـ "جلاوزة التصحر الأخلاقي "لقيادة دفة السفينة وقدم جل ما يملك لانتصار ثورته وطي حقبة "الاحتلال اليمني" طيلة عقدين ونيف من البطش والقتل والارهاب والنهب والسلب وتصدى بصدور عارية لأزير الرصاص وأصوات المدافع والمطاردة والاعتقال والتعذيب بل والاختطاف والتصفية وتخطى دون مشكلة تعامل المحتل العنصرية مسببا" حالة من الذعر والهلع للمحتل وعصاباته في صنعاء ووكلائهم في عموم ربوع الجنوب وأمام كل تلك التضحيات الجسيمة لشعبنا برزت قوه فتاكه تمثلت في طابور خامس من النفعيين من قيادات الجنوب في الثورة وفي الضفة الاخرى بصف المحتل لتضعنا أمام لعبة "القط والفأر" صناع فصولها جنوبيين تمثلت في حالة "انقسام حاد" لازال حالها كحال السلاحف المهددة بالانقراض وتدفع صوب واقع "تجديد الصراع السياسي والمناطقي" المتأصل في الجنوب نيران الفتن القادمة من صنعاء وحلفائها في المنطقة والعالم وقد ساعد في صياغه مشهد "الهضم الذاتي" الذي يراد تطبيقه قوى جنوبية تأكل بعضها كما تأكل النار الحطب.

مشكلة الجنوب في الماضي والحاضر تكمن في "النخب السياسية" وبنفس أدوات الصراع التي تستحضر على الطاولة في اللحظة الراهنة وبرزت روائحها النتنة بعد عامين من انطلاق الثورة الجنوبية وزادت حدتها بعد أحداث "ثورة الشباب المخطوفة في اليمن" لتضع قضية الجنوب "قضية أمة مقهورة" على صفيح التجاذب وتحركت السيولة النقدية ورهن الإرادة الشعبية وبرزت على السطح مفاهيم الولاء لقيادات الثورة "مبتورة الإرادة" ورهينة الولاء الحزبي والمناطقي والقبلي والتيارات والزعامات لتخلف حاله من الإرباك والتوهان بين فئات شعب الجنوب المختلفة لتزهو صنعاء وتتحفنا طربا" منتشية باختراقها اللوجستي واضعة صورتنا الجنوبية البريئة أمام العالم مخدوشة في ريبوبرتاج لخلايا متناثرة شبيهة بحشرات النمل متعددة الجحور وتضع صنعاء تصورها للعالم بحالة الشتات "والانقسام الجنوبي الحاد" وهذا الواقع المخيف تجلى وضعه على مسرح الأحداث وانعكس سلبا" على أهداف الثورة الجنوبية وشاهدنا محتوى المبادرة الخليجية الذي لم يشر الى الجنوب ولو بنبت الشفة، وباءت كل الرحلات المكوكية للسياسيين الجنوبيين في أحداث تغير في موقف لدولة واحدة حتى لو كانت جزر القمر او الفاتيكان، فما هو العذر الذي يمكن لنا ان نلتمسه لقيادات الجنوب غير( الإفلاس السياسي والغباء الفكري)

حالة الجمود والإرباك والتخبط الثوري الذي يشهده الجنوب يعود الى "الفقرالديمقراطي" للنخب السياسية التي باتت عاجزه عن إيجاد خطوط مشتركه تجمع المكونات والتنظيمات السياسية وتقيم خطوط تنسيق ولو مرحليه لتحقيق الهدف ولكن ذلك لم يحدث البته ،ولذلك غابت الرؤية وبرامج النضال الثوري وغابت معها الفطنة السياسية لمواجهة اي طارئ، وشكل الظرف المستجد في عوده هادي الى الجنوب أحد الاختبارات الصعبة التي كشفت المستور وبينت عرى مكونات الثورة الجنوبية وحالة "هزال الفكر السياسي" لقيادات الجنوب كما صاحب ذلك إثبات تاريخي لاستحالة قبول الشماليين لحاكم جنوبي وبذلك شاهدنا حالة هروبهم كالفئران صوب عدن وواقع إهانتهم بصنعاء ولازال بعضهم رهن السجن وربما التعذيب فهل لازال حنين العودة لباب اليمن لأي جنوبي متاحا" فليس هناك تفسير لذلك سوى فقدان الرجولة ومزايا الإنسانية أفلا تتعظون ..!

عوده هادي للجنوب يمثل خطر محدق بالجنوب وكيفية التعامل معه كمستجد حساس قد يعكر صفو اللحمة الوطنية الجنوبية ودفعت به صنعاء عن قصد كطوق نجاه لها من محن تعصف بها ،فعودة الرجل تضع الجنوب أمام خيارين متضادين أحدهما الاستقلال الناجز كمطلب شعبي والآخر فيدرالي نخبوي وحال كهذا يتطلب "الدهاء السياسي" والعقل الديمقراطي لتحييد مخاطره عن الجنوب الأرض والإنسان بروح فكرية هادئة ولغة عقل كي لا يهضم الجنوب ويبتلع مره أخرى وعلى نخب الجنوب الصادقة لملمة صفوفها وتحريك عجلة الفكر السياسي لتجنب الصراع الذي قد يرمي بالجنوب في مستنقع الدم ويصبح صيدا "سهلا" وعلى هادي ان يستثمر فرص التاريخ لخدمة أهله لأنه قد يخرج من المجال السياسي إما ملعونا" مشرع للاحتلال وإما زعيم تاريخي يحبط قوى التآمر والإرهاب ويحجب الجغرافيا عنها لينتصر للحق الذي دفن وتجرع مرارته شعب الجنوب ومهما كانت الألاعيب السياسية فالقضية في عقول وقلوب شعبها لن تنتهي وستنتصر أيها الجبناء وإعصار شعبي جنوبي قادم سيقذف المتخاذلين والمتآمرين والمتاجرين وسيفرض خياره ويحقق هدفه فانتظروا شعب يقام ولن يستسلم إلا باستعادة سيادة دولته.. والله من وراء القصد.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص