آخر تحديث :الخميس 18 ابريل 2024 - الساعة:23:52:00
يمن خاضع
عبدالله ناصر العولقي

الخميس 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

لم يكن الحرص الدولي والإقليمي على استقرار اليمن ينبع من منظور المحبة للشعب اليمني او لسلطته، وإنما حرصهم الشديد دوافعه معروفة ويدركها الكثير وهي الحماية والحفاظ على مصالحهم واطماعهم والخوف من تهديد أمنهم واستقرارهم في حال انتشار الفوضى وانهيار النظام لذلك ظلت البلاد متماسكة حين وقعت الصراعات العنيفة  والحروب التي اندلعت وشبت نيرانها أثناء الاجتياح الحوثي لمحافظة عمران وحتى وصوله العاصمة صنعاء ومواجهته لكبار القيادات الإصلاحية وأكبر الرموز العسكرية في صنعاء ومع ذلك لم يطل أمد هذه المواجهات بل سرعان ما توقفت وسلمت صنعاء للحوثيين رغم ان لديها من العتاد العسكري والعدد البشري ما يسمح لها بالصمود لوقت طويل ولكن المصلحة الإقليمية لعبت دور كبير في إخمادها وعدم السماح لنيرانها المضطرمة ان تزاد تلظيا واضطراما، وذلك من أجل الحفاظ على البلاد واقفة على قدميها وفي نفس الوقت يسير المخطط الدولي المرسوم لليمن نحو تحقيق أهدافه.

لم يتح لليمن بان تزهى بموقعها  الجغرافي الهام والمشرف على مدخل باب المندب والذي حظيت بموجبه اليمن ان تكون صمام الأمان للملاحة العالمية في هذا  الممر الحيوي البالغ الأهمية، كما ان الحدود البرية الشاسعة بين اليمن والمملكة العربية السعودية تمثل عمق أمني يهدد الأمن القومي للسعودية ولدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام. وتحت ذريعة موقعها و تأثير ملامسة وتداخل الأراضي اليمنية مع الاراضي السعودية وما قد ينتجه من مشاكل ونزاعات تهدد أمنها ، عمدت المملكة السعودية منذ زمن طويل بالتدخل بالشأن السياسي والاقتصادي لجارتها اليمن ومحاولة فرض مشاركتها في صياغة مستقبلها السياسي من خلال نفوذها وتأثيرها على موقع القرار وذلك من خلال سيطرتها على بعض مراكز القوى السياسية والعسكرية، ووجهاء القبائل وتقديمها الدعم المادي والمعنوي لهم لكسب ولاءاتهم والاستفادة من ذلك في إضعاف قوة الإرادة السياسية لدى السلطة وجعلها مستسلمة  وخاضعة واتكالية .

وجاء التدخل الأمريكي والأوربي الذي اختّزل بمهمة المبعوث الأممي الأخ جمال بن عمر  وتحت مظلة الأمم المتحدة والذي لعب دور كبير في تغيير المعادلة السياسية في البلاد و بشكل يتعارض بشدة مع مصالح الجارة السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تسبب في منح الحوثيين الفرصة لبسط نفوذهم على أغلب المناطق الشمالية والإمساك بزمام الأمور في العاصمة صنعاء وبهذا يكون قد مهد الطريق لدخول قوة إقليمية جديدة الى صنعاء والمناطق الشمالية وهي إيران وانتقال القوة الاقليمية القديمة الى عدن من خلال نقل سفاراتها لعاصمة جنوب اليمن وإعلانها دعم الرئيس عبدربه منصور هادي في عدن كي يستعيد نفوذه وسلطته الشرعية، ويمنع التمدد الحوثي من بلوغ أي منطقة في جنوب اليمن.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص