آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:11:56:29
جنوبيون في حضن جوبلز !!
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

بعض من الجنوبيين ضعفاء النفوس والأفئدة استبشروا خيراً في الحوثيين كما استبشروا خيراً من قبل في عفاش عام 94م وهرعوا مهرولين إلى ساحات الاعتصام في 2011م ، كل هذا التزلف واللهث من أجل منصب أو حفنة من المال المدنس وليس بسبب الجوع أو الفاقة ولكن إرضاءً لأنفسهم المريضة التي جعلت منهم أشبه ببنات آوى التي تتطفل بقايا الطعام بعد أن تأكل الوحوش المفترسة أطيب و ألذ ما فيه ، شيء مخجل ومعيب أن يتصرف أي شخص عاقل بهذا التصرف المخالف للقيم والأخلاق ! أقول هذا وأنا مدرك تماماً خطورة الوضع المعقد والصعب في الجنوب الذي يتطلب من كل أبنائه رص الصفوف وترك الضغائن والأحقاد وتصفية الحسابات  جانباً ، لان الخطر الماحق يحدق بمستقبلنا وطموحاتنا وأمال أجيالنا القادمة .

الحوثيون الآن يمارسون غزل سياسي فاضح هدفه حشد عدد كبير من أبناء الجنوب لمبايعة سيدهم ومساندتهم في تنفيذ مخططاتهم الطائفية التي قالوا  عنها إن سقفها عالٍ جداَ جداً !! ولا أحد يدري إلى اي مدى سيصل هذا السقف في إطار فرض سياسة الأمر الواقع .. هل إلى أمريكا وإسرائيل بعد ما يتم القضاء على كل السنيين في العالم ؟!! هذه هي الحماقة بعينها !! بل هذا هو  الكذب الممنهج على طريقة جوزيف جوبلز ــ  وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر في المانيا النازية أبان الحرب العالمية الثانية ــ الذي يُعتبر إحدى الأساطير في مجال الحرب النفسية و أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام في تلك الحرب ، وهو صاحب الشعار الشهير الذي يقول ( أكذب ثم أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس ) . صورت كل تلك الأكاذيب الزعيم النازي هتلر على انه المنقذ الوحيد لألمانيا وللعالم !! الكثير من الناس يعرفون هذا الشعار ولكنهم لا يعرفون كيف كان المصير المحتوم لصانعهِ ــ جوزيف جوبلز ـ انتحر هو وزوجته (ماجدة) بعد ان سقى السم القاتل لأطفاله الستة القُصر وخلال ربع ساعة انتهى صانع الدعايات والأكاذيب وقطعت ذريته إلى الأبد .

تقريباً في كل المراحل السياسية لم يضرب الجنوبيون مثالاً رائعاً في التلاحم ورص الصفوف منذ أول محاولة للتلاحم في عام 1966م وحتى 2011م ولكل مرحلة ظروفها وأسبابها التي تميزها عن الأخرى .. وكان الأمل يحذو البعض في إحداث تغيير منفرداً ولكنه يكتشف عندما تقع الفأس في الرأس انه كان مخطئاً وجاحداً لوطنه وأخوته بسبب عدم تحكيم العقل وتجنب حبال الدسائس والمؤامرات . 

اليوم على الجنوبيين تقع مسؤولية جسيمة وواجب وطني كبير تجاه الجنوب أرضهم الطيبة .. عليهم الدفاع على كل ذرة رمل أو حجر من هذه الأرض .. عليهم عدم التفريط في هذه المبادئ من اجل مصلحة شخصية أو تحقيق حلم قديم بمنصب وزاري أو جاه فاسد .. يجب أن لا تنطلي عليهم أكاذيب وإغراءات  جوبلز اليمني مهما كان بريقها ولمعانها إغراءاتها !! أيها الجنوبيون عاودوا قراءة التاريخ واستخلصوا العبر والحِكم والدروس المفيدة من ثناياه ومراحله . فكروا بمستقبل الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة . واحذروا ثم احذروا  من الارتماء في أحضانهم !! إنهم  يدسون لكم السم في الدسم .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص