آخر تحديث :الجمعة 22 نوفمبر 2024 - الساعة:21:32:05
أضاعوني وأي وطن أضاعوا
عبدالقوي الأشول

الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لا يبدو أننا كجنوبيين بمستوى المخاطر والتحديات العاصفة التي تحيط بنا فدرجة تلاحمنا وتآزرنا لا ترتقي الى مستوى التحديات رغم مرارة التجارب والأحداث التي مررنا بها في العقود الماضية.

إذن هل حماية وطننا الجنوبي مسؤولية الجميع دون استثناء لاشك في ذلك فالجنوب لكل أبنائه مهما كانت التباينات الا ان الأخطار القائمة تضعنا جميعا تحت سوط القهر والمعاناة إذ لم نتدبر امرنا ونصفو تجاه بعضنا ونتجاوز عقد الماضي.. وبما يمكننا من تجنيب الجنوب ان تظل ساحة صراع تستخدم فيها كأدوات فاذا ما حدث ذلك فالأمر يمثل وضع كارثي في مثل الحال الذي وصلنا إليه من تردي عارم شمل مجمل جوانب الحياة وأجهض أمال تطلعات شعبنا بحياة كريمة آمنة تحت سماء الوطن الثابت إننا إن لم نعمل على تجنيب مثل هذه المنزلقات الحادة لأن حدوثها يشرع لأطراف كثيرة اللعب في ساحتنا الأمر الذي يكلفنا ثمنا باهضا خصوصا في وضع لا يحتمل مثل هذه المآلات الفوضوية التي يرجمها البعض سبيلا لإغراقنا في أتون معاناة لا حدود لها.

إذن بغض النظر عن التباينات في الآراء ينبغي أن نجمع على حماية ارضنا من دورات العبث وكل ما تعتمل من أفكار شيطانية مريبة ولا سبيل أمامنا إلا ان نسقط من الأذهان كل ما يتصل بالماضي ودرجة محاذيرنا غير المبررة تجاه بعضنا نعم الأمور ليست بهذه العفوية فالمشهد السياسي جدا معقد وأوراق الخلط كثيرة ومتنوعة إلا ان ذلك لا يمنحنا من التعاطي مع الأمور من زاوية عقلانية تمنع انزلاق لجمتنا الداخلية صوب التفكك والتباين والتضاد وصولا الى حالة الفوضى التي يتوخى من خلالها إدخالنا في نطاق واقع عبثي عارم .

نعم مستوى التنسيق الداخلي الجنوبي وفق المعطيات الراهنة هش للغاية غير مبني على أساس ما يمكن ان تنشأ من تطورات واحتمالات وهذه مفصلية لو استمر تجاهلها وإغفالها ستفتح الباب أمام من يراهنون على خلق انقسامات جنوبية تكون كفيلة بإجهاض اي تطلعات للخروج من الشرنقة فما طرأت من مستجدات في الساحة اليمنية عموما والجنوبية خصوصا.. ليست هينة كما لا يمكنها ان تستقر على المدى القريب وفق كافة التوقعات ما يعني ان مزيدا من التحديات ستواجه الجميع.. فهل من الطبيعي ان تظل الجنوب ساحة انتظار لنستقبل بعد ذلك ما تأتيها من أقدار وخلاصات مخيبة لكافة الآمال فالعودة المزعومة للحوار لا تستقيم على مبادئ راسخة توحي بإمكانية حدوث ذلك وتجربة حوار صنعاء السابقة خير دليل على تدني الأمل في إمكانية العودة الى الحوار.

خصوصا وقد تبين ان الأطراف الرئيسية ذاهبة وماضية في تحديد خياراتها وتجسيد سياسة الأمر الواقع على الأرض بمعنى أدق ان حلم الدولة العنصرية المزعومة قد لا يأتي ولا يمكنه ذلك من منظور بما ذهبت إليه الأطراف التي انقلبت على كل شيء إذن في مشهد سياسي على هذا المستوى من الضبابية والتداخل والصعوبات علينا أن نضع في الحسبان ماهي الحالات التي يذهب إليها الجنوب.

حتى لا نجد أنفسنا في ريقة واقع يصعب تجاوزه يكون بمجموعة خلاصة سيئة لكل ما يجري حولنا وفي ساحتنا وحتى لا يطول ندب الجنوب وقضيته العادلة ونتحدث بعد كل هذا عن وطنا أضعناه وأي وطن.

فمنطق العقل يدعونا للتعاطي مع كافة الأمور من زاوية التقييم المنطقية آخذين في الاعتبار معاناة سنوات مضت وان لا نبني على الفرضيات التي لا معنى لها حتى لا نطيل السير في مجاهيل سنوات خلت.. كانت نتائجها كارثية بكل المعايير على الجنوب وأهله وتاريخه وهويته وغزواته.. فهل تتظافر جهودنا للخروج من عمق المعاناة أم أننا سنجد أنفسنا تفي مواجهة بعضنا وهذا أمر لا يمكن استبعاده بالنظر الى كافة المستجدات القائمة فما الذي يمنع تنازل الجميع وتغليب مصلحة الوطن في مثل هذه الظروف الدقيقة والحساسة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل