- درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء في الجنوب واليمن
- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19-11-2024 في اليمن
- أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19-11-2024 في اليمن
- الرئيس الزُبيدي يزور مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الاثنين بالعاصمة عدن
- الأرصاد تحذر من اضطراب مداري في بحر العرب
- بين العجز والارتفاع.. رحلة مؤلمة لأسعار العملات في الأسواق اليمنية!
- سفن أمريكية بمرمى نيران الحوثيين.. رسالة إيرانية لـ"صانع القرار" في واشنطن
- نقيب الصحفيين الجنوبيين: نمد أيدينا لكل من يشاركنا ويساعدنا على تحقيق هدفنا
- الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
عندما ندعو إلى التضامن مع الرئيس هادي وعدم الدخول معه (شخصيا أو كرئيس للجمهورية اليمنية) في صراعات ومواجهات، فإن هذا لا يعني أننا راضون عن طريقة أدائه السياسي وتعامله مع القضايا والتحديات المهولة التي تنتصب أمامه وأمام البلد بجنوبها وشمالها، ناهيك عن رؤيته للقضية الجنوبية وموقفه منها، لكن ما نحن بصدده في هذه اللحظة وهادي قد صار على أرض الجنوب ومرتبط بأهله، وبعد أن جاء للجنوب والجنوبيين بتحديات إضافية فوق تلك التي كانوا يواجهون قبل قدومه، فإنه من المهم مصارحة فخامته بالكثير من الأشياء، بعض منها كنا قد تناولناها في مقالات سابقة وتتعلق بأهمية الرهان على الشعب وقطاعاته العريضة والكف عن المراهنة على مراكز القوى التي عاثت في الأرض فسادا وصار عليه هو، ومعه كل الشعب أن يدفعا ثمن هذا الفساد، كما نوهنا إلى أن استمرار الارتباط بأصحاب الأيادي الملوثة سواء بالقتل أو بالسلب والنهب وسوء استغلال السلطة وما يتصل بها من موبقات ومنكرات، وبناء القرارات على ما يسديه مستشارو السوء من نصائح، كل هذا من شأنه أن يبعد الملايين من الانخراط في صفوف التضامن مع فخامته ويبقيهم في صف المتفرجين إن لم ينخرطوا بوعي أو بدون وعي في صف الخصوم.
يا فخامة الرئيس!
إن الشعوب لا تحب أو تكره الأفراد (زعماء كانوا أم أناسا عاديين) لأشخاصهم أو لأسمائهم أو لنسبهم وجهة انتمائهم، بل إنها تبني تقييمها لهم على مواقفهم وتصرفاتهم، وطريقة أدائهم، وعندما يكون هؤلاء الأفراد رجال سياسة يتوقف على سلوكهم ومواقفهم مصير شعوب بملايينها فإن هذا السلوك وهذه المواقف لن تعود ملكا لأصحابها بل تغدو جزءا أصيلا من مسؤولياتهم تجاه المجتمع وحقا من حقوق هذا المجتمع أن يحاسبهم عليها فيعاقبهم على سيئاتها ويثيبهم على حسناتها.
من بين ما يؤاخذ السياسيون اليمنيون الرئيس عبد ربه منصور هادي عليه، هو البطء في التفاعل مع التحديات القائمة، وإضاعة الكثير من الزمن حتى اتخاذ القرار الذي قد لا يستدعي اتخاذه إلا قليلا من الدراسة والتدقيق وتوفير الممكنات المادية والبشرية (التي قد تكون موجودة ولا يؤتى بها من مكان قصي)، وأحيانا يؤدي تأخير يوم واحد في اتخاذ قرار ما إلى خرائب قد يستدعي ترميمها وإعادة بنائها سنوات طوال، ولن نتحدث عن سوء التعامل مع هيكلة القوات المسلحة وأجهزة الأمن والانغلاق في التعامل على لون أو لونين سياسيين في بناء الاستشارات والتحالفات، وغياب الرؤية الاستراتيجية ومحاولات استرضاء النافذين وتجاهل معاناة الملايين جراء عبث واستهتار هؤلاء النافذين وعدم ردع العابثين والمخربين، وغيرها من الظواهر التي صاحبت أداء الرئيس ومؤسسة الرئاسة، والحكومة، اليمنية طوال السنوات الثلاث المنصرمة (في صنعاء) وكانت النتيجة تلك الكارثة التي وصل إليها اليمنيون، . . .وبغض النظر عن قول بعض الجنوبيين أن هذا كله "لا يعنينا" فإن نصيبهم من هذه الكارثة يدق الأبواب إن لم يكن قد دلف إلى كل بيت وتسلل إلى حياة كل أسرة.
الجنوب اليوم يقف أمام تحديات كبرى لا ينبغي إضاعة ساعة واحدة في الاستعداد لها وحشد أقصى الطاقات لمواجهتها، وقد تضاعفت هذه التحديات بوجود هادي في عدن، وهو الأمر الذي يستدعي من الجميع توحيد الطاقات وحشد الممكنات لمواجهة أسوأ التوقعات، لكن حصة الرئيس هادي من مسئولية مواجهة تلك التحديات أكبر من أي حصة أخرى، واستثمار الزمن المتاح يصبح ليس فقط عاملا مهما في تأدية الواجبات بل ضرورة حتمية وملحة يمكن أن يرقى عدم التنبه لها أن مستوى الجناية.
إن زمن السباق مع السلحفاة قد ولى وجاء زمن استثمار سرعة ومضة التيار الكهربائي الساري بين زر لوحة المفاتيح ووصول القرار إلى المعنيين بالتنفيذ والذي يستغرق اليوم في الكثير من البلدان ثواني وربما أقل منها.
قديما كانوا يقولون الوقت من ذهب، لكن هذا ليس سوى وجه واحد للمسألة أما الوجه الآخر فيتمثل في أن الوقت اليوم قد يغدو سما زعافا إن لم يستثمر بالشكل الصحيح، فإضاعة الوقت هو قتل للفرص ومنح المتربصين فرصا وإمكانيات إضافية يتمنون أن يضيفوها إلى بنك الفرص التي لديهم.
وهو ما يحتم على كل من تهمه مآلات الأحداث في هذا البلد مصارحة الأخ الرئيس إلى أهمية الاستثمار في الزمن واستغلاله وتحويله إلى طاقة فاعلة تخدم تطلعات الملايين التي تخرج في كل المدن والمحافظات لرفض الظلم والقهر والمصادرة والاستكبار.
ويكفي التعلم من تجربة السنوات الثلاث المنصرمة المريرة.
والله من وراء القصد.
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك.