آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:18:00:54
فشلت (الطائفية) وانتصرت المواطنة المتساوية
عبدالرحمن نعمان

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

صبرنا ما يقارب العام على عقد (مؤتمر الحوار الوطني) الذي تولدت عنه (مخرجات) لدولة يمنية مدنية حديثة.

وكان اول رد فعل لوأد هذه المخرجات قيام المناهضين لأية دولة مدنية حديثة وهم المناهضون لأي قانون أو نظام والرافضون لأية مواطنة متساوية.. قيامهم باغتيال الشهيد أحمد شرف الدين صباح اليوم الذي كان متوجها فيه الى فندق (موفمبيك) للتوقيع على مخرجات الحوار الوطني.

وصبرنا ما يقارب العام على خروج (مشروع) دستور الدولة المدنية الحديثة الذي يساوي بين الفقير والصغير وبين الاسود والابيض ولا وجود لعبد او سيد .. لكن السيد يرفض ذلك مثلما (الشيخ) يرفض ان يتساوى الدستور كل من يعيش (عالة) على خزانة الدولة وعلى وجه الخصوص من يعتمدون على ميزانية (وزارة شؤون القبيلة).
هؤلاء المتضررون من مخرجات الحوار الوطني ومن الدستور .. ظهر من يمثلهم ويرضى ان يكون في مواجهة دولة لم يشاركه من استأجره من تلك القوى سوى برسم سيناريو الخطوات التي بدأت يحشد جماهيري من اتباعه ومن اتباع مستأجريه لإلغاء جرعة (مفتعلة) من خلال اعتصامات احتجاجية بعد أن أسقط (دماج) و(عمران)، على أبواب صنعاء وتبين أن الهدف من ذلك هو الانقلاب على الدولة الانتقالية وعلى (المبادرة الخليجية وعلى مخرجات الحوار الوطنية)، حيث تم له محاصرة بيت الرئيس عبدربه منصور هادي ومحاصرة بحاح رئيس الحكومة والوزراء الجنوبيين في حكومة بحاح.. وقبل ذلك اختطاف امين عام الحوار الوطني أحمد عوض بن مبارك.

وكما ظهر جليا.. ومن خلال ممارسات قيادات ما يسمى بـ (أنصار الله) ومن خلال المتحدثين باسم المنقلبين الحوثة ومن خلال خطابات الشاب عبدالملك الحوثي.. ومن خلال الأكاذيب التي لا يخجل احد منهم ان يقولها أو أن يفعلها ومن خلال استخدام السلاح الحي على المتظاهرين في صنعاء من شباب الجامعة واستخدام السلاح الأبيض.. ومن خلال كذبة تسليم معسكرات الفرقة الأولى مدرع أو معسكرات الحرس الخاص ومن خلال نهب أو أخذ السلاح الخفيف والثقيل والصواريخ والمدفعيات وحتى الطائرات.. الى صعدة.. وضحت القضية أنها طائفية مرفوضة حتى من زيد القبائل المجاورة في شمال الشمال.. وأنها ثورة انقلابية لإعادة الحكم المتوكلي خلف شعار جمهوري فمن (بيت حميد الدين) الى (بيت بدر الدين) زغط.. وكلاهما لا يعترفان بقانون ولا بدستور إلا قانونهما ودستورهما.

لقد دام مؤتمر الحوار الوطني ما يقارب العام دخل فيه (الحراك التهامي) و(الحراك التعزي) و(الحراك الجنوبي) مع الاختلاف مع مكونات جنوبية لهذا التمثيل في المؤتمر.. كما دخلت قضية صعدة وممثلون عن أنصار الله وحتى لا يتهم الشوافع بالطائفية فقط .

دخلت (القضية الشافعية) متفرقة في المؤتمر وكانت هي (المسكوت عنها في مؤتمر الحوار الوطني).. وقد ظهرت الطائفية والعنصرية جلية في انقلاب الحوثيين على مخرجات الحوار وعلى الدستور.. واستخدام قوتهم في محاولة فرض حوارات وإملاءات لم تثنِ عددا من المتحاورين عن رفضها وفي البدء ممثل الحزب الناصري عبدالله نعمان.

المرجو.. والخلاصة صنعاء لا تصلح ان تكون عاصمة لليمن لأنها محاصرة بقبائل مسلحة.. إن فشل الحوثيين اليوم فقد ينجح غيرهم إلا أن ينجح مشروع دولة مدنية حديثة وقد ينجح إن تحول محاصروها مدنيين معزولي السلاح.. وهذا من المستحيل ومن سابع المستحيلات .. ومهما تكن السيناريوهات او تعددت فإن (الحروب) لن تنتهي الا بتحرير الجنوب.. فالمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص