آخر تحديث :الاحد 24 نوفمبر 2024 - الساعة:00:58:40
احترموا عقول الناس
صالح علي الدويل باراس

الاحد 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

عاشت قيادات جنوبية خارج الواقع بل في أحلام يقظة وكان بعضهم يتوهم ويوهم الآخرين بان الحوثي سيكون نصيرا لاستقلال الجنوب وانكشف للجميع أنه لا يقل عداوة للجنوب عن سابقيه فقط كان يجيد التمويه والتقية لإخفاء أهدافه واليوم يردد البعض بان قضيتنا سياسية وليست طائفية وهذا توصيف فيه الصحة وفيه الغفلة او المخادعة فقضيتنا ليست طائفية لكن توصيفها قضية سياسية لا يندرج في إطار عدم فهم الفرق بين الوطني والسياسي بل أقرب للمخادعة فالجنوب قضية وطنية وفريق ممن  يوصفونها قضية سياسية كانوا في الحوار ومازالوا في حوار شرعنة الطائفية ومن الذين مازالوا في الحراك ويوصفونها هكذا توصيف نخشى أن يأتي يوم ويلتحقون بحوار بن عمر الذي سيشرعن سياسيا للطائفية او قد يأتون عبر مسار آخر بمشروع يسمونه مثلا شراكة وطنية وهو في الواقع شراكة سياسية مع الطائفية حتى بمسمى إقليمين ويقدمونه انه استعادة للدولة أو قد يأتي مشروع عبر جماعة حراكية قد تدعي انها الممثل الشامل في الحراك ويضع لها طرف إقليمي وسيط مشروعا وكأنه منتج من الثورتين الجنوبية والحوثية..الخ من المشاريع السياسية!!

  ولأن قضية الجنوب قضية وطنية أصبحت من هذا المنظور  قاسما مشتركا بين قوى الشمال الطائفية منها والسياسية لوأدها فلو كانت سياسية لن تكون كذلك وجميعهم يحاولون سحبها من مربع الثورة الوطنية الى مربع الثورة السياسية ومساواتها سياسيا بثورة الحوثي التي وصفها ناطقهم الرسمي بانها خاضت ستة حروب بينما الجنوب لم يخض الا حرب واحدة!! أو مساواتها بغيرها من القضايا المهزومة او غير المهزومة في المربع السياسي في الشمال وهم يعلمون كما نعلم بان السلمية لن تحمي الجنوب من الطائفية والمرحلة تتطلب بديل استراتيجي وتكتيك سياسي من الحراك لكنها لا تتطلب زيارات مشبوهة لبيروت وغيرها من حواضن المشروع الإيراني مع صوت مرتفع بالتصريحات في الصحف ووسائل الإعلام عن "سياسية" قضيتنا وتحرريتها وعن مسئولية السلطات المحلية..الخ!!

لاشك ان للسلطات المحلية مسئولية ولن أدافع عنها ورموزها لم يتحملوا مسئوليتهم كممثلين للجنوب بل كموظفين فيه ما جعل مدير عام لودر ورئيس المجلس المحلي فيها يستقيل احتجاجا على تخاذل السلطة بعدن وأنها سلّمت السلطة فيها إلى قائد الأمن المركزي عبد الحافظ السقاف وإعطائه كافة الصلاحيات للتدخل في الشأن الجنوبي حد قوله .

 القول "بأن قضيتنا سياسية بامتياز هدفها التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب وليست قضية مذهبية او طائفية كما يريد البعض توظيفها" القول يبدو في ظاهرة  صحيح لكنه غير صحيح وغير استراتيجي فقضيتنا ليست سياسية كما أسلفت بل وطنية لكننا سنجاري القائل بأنه حسن النية لكن فما هي المعادلات التي نستطيع ان نفرضها على الواقع لمنع المذهبية والمشروع الحوثي لم يتبقَ من إشهاره إلا رفع الرايات وترديد الصرخة للقطاعات العسكرية والأمنية التي أسقطت كل المحافظات ابتدأ بصنعاء وانتهاء بالبيضاء وفي ذات الوقت ترحل قيادات من المجلس الثوري الى بيروت  على خلفية زيارة مكوكية لبيروت لأحد المرتبطين بإيران استمرت أشهر مع نفي لـ علي ناصر عن أي ارتباط له بما يجري في صنعاء . ولا ندري هل ذلك التصريح القوي جاء للتغطية على الزيارة؟ وكان جديرا بصاحب التصريح ان يوضح ذلك فالجميع يعتقد ان زيارة كهذه في هذه الظروف تفوق الموقف المتخاذل للسلطة المحلية ولا ندري ما جدواها "لاستعادة الدولة" خاصة والرئيس البيض قد حدد موقفه من " الاستعادة " ومن المشروع الإيراني الذي مازال مصمما بان الجنوب مظلومية سيحلها الحوثي او أنهم قاموا بزيارة للاطمئنان صحة على الزعيم " ليلى ربيع " فكيف نصدق من يقول  بانها ليست مذهبية وزملاءه ضيوف في وكر تآمر المذهبية.   

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل