آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
عدن تحتاج لقيادة نوعية
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

مرحلة غريبة عنا ملامحها لا تشبهنا ولا تشبه مدينتي الفاضلة عدن برز فيها سلوكا ليس سلوكنا انحطاط لا نعرف له مثيل في الرداءة لم نشهدها حتى في ظل الحروب الطاحنة التي كانت عدن ساحتها ما يحدث لا تقبله عدن وأبناؤها المعروفون في كل العصور بثقافتهم المدنية الأصيلة عدن تلك المدينة الحاضنة للتنوع القابلة للتطور والازدهار القابعة في حضن البحر الواسع الكبير المليء بالحيتان والأسماك والأحياء البحرية الغني بالخير بوابتها التي تنتقل منها وإليها  الإرث الثقافي والفكري لسائر الأمم عدن منذ أن عرفت لم يملكها أحد بل كانت تملك وتجذب إليها الأعراق والثقافات والمذاهب ليتعايشوا فيها كمدينة الحب والسلام والوئام عدن بوابة الحضارة للجزيرة منها عرفوا أسس الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية يحكمها الدستور والقانون وعنونها العدل هي عدن  .

كنت صغيرا وكان النضال في أوجه لكني لأرى السلاح متاح لغير المناضلين بأسس النضال الصادق والطاهر كم مناضلا تعلم من عدن أن النضال فكر وثقافة قبل أن يكون بندقية ومدفع والنضال شرف وعزة قبل أن يكون فخر وتباهي من عدن انطلق ثوار اليمن ليحرروها من التخلف والجهل تلك هي عدن .

لم نستوعب أن يأتي في عدن شاب او بلطجي لأي سبب كان يفرغ رصاصته من سلاحه الآلي على مدرسة في طابور صباحي ليقتل طالب ويجرح معلما  فقتل الطالب أحمد محمد باهرمز شهيدا في ساحة مدرسته وهو يؤدي التحية للعلم ويجرح الأستاذ علي حسن الكمراني وهو ينظم الطابور استعدادا ليوم دراسي لا يهمنا أن نعرف الأسباب مهما كانت لن تبرر ما حدث ما يهمنا كيف أرسيت هذه الثقافة وهذا السلوك المشين  من وزع الأسلحة لمن هب ودب ومنهم هذا البلطجي وجعله في الشارع يشكل خطر على المجتمع والسلم الاجتماعي للمدينة, إنهم رجالات السياسة اللعينة التي لا هم لها غير أهدافهم واستمرارهم في السلطة وليحدث ما حدث لا يفكرون بالتداعيات والنتائج وسقوط القيم والمبادئ ما يهمهم غير أنهم لا يسقطان من السلطة فيبقون على هؤلاء الشباب وقودا وضحايا مخططاتهم .

لن تسلم عدن من الفتن بغير قيادة نوعية تجعل منها مدينة تجارية واقتصادية حرة وآمنة تجنبها الصراع القائم ترفض الزج بها في أي مماحكة سياسية او تنقل أليها الصراعات القائمة  قيادة بكفاءات متفوقة خارج إطار الصراعات الدائرة اليوم او بالأمس خارج السياسيين الذين يدارون من لوبي الفساد والصراع في المنطقة والوطن خارج صانعي الإرهاب مدمري القيم والأفكار والثقافات عدن تستحق أن تكون مدينة لها خصوصيتها التجارية والاقتصادية فجنبوها شروركم  .

احترموا عدن وتعاملوا معها كما عاملتكم لم تؤذَ أحداً ولم تضر  بل دائما هي مصدر خير وحب وتسامح وازدهار للوطن والمنطقة منها استقيتم العلم والمعرفة واليوم تسقونها العنف والقتل والدمار والخراب ومنها اكتسيتم الثقافة الإنسانية من حب وتسامح وقبول الأخر كتنوع وأردتم تعزيرها  بالكراهية والأحقاد والضغائن أشعلتم فيها نار الفتن  هذا لا يجوز وليس من العدل ان تعامل عدن هكذا اتركوا عدن نموذجا يحتذى به في الوطن والمنطقة كمدينة راقية ومجتمع مدني متنوع وثقافة وفكر متفتح يشع نورا ليعم الوطن والمنطقة و لتتسع للجميع لتكون نواة الدولة المدنية المنشودة .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل