آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
أرجوا أن لا يكون الامر تحمسا أكثر منه قدرة
جلال عبده محسن

الجمعة 00 ابريل 0000 - الساعة:00:00:00

على الرغم من حالة الحيرة والارباك التي تشغل بال الساسة والمحللين والمثقفين عن حقيقة ما يجري في المشهد السياسي بعد التطورات السريعة والمذهلة على الأرض منذ سيطرة جماعة الحوتي على مظاهر الحياة العسكرية والمدنية والسياسية منذ 21 من سبتمبر من العام الماضي والتي باتت أكثر من مخيلة الكثيرين ممن يحاولون قراءة حقيقة ما يجري في المشهد السياسي وتعقيداته او حتى الاقتراب منه والذي وصل معه الامر الى اجبار الرئيس التوافقي والحكومة الى تقديم الاستقالة جراء فرض سياسة الامر الواقع . وما اود الإشارة اليه هنا هو ذلك التأكيد الصادر من الكتلة الجنوبية لمجلسي النواب والشورى ومطالبتهم وفقا للبيان الصادر منها لمجلس الامن ودول الخليج وخصوصا مجلس التعاون الخليجي الى تمكين الشعب الجنوبي من تقرير مصيره عبر استفتاء شفاف وتحت اشراف هيئة الأمم المتحدة، ومع ارتفاع راية الجنوب خفاقة على مختلف المباني والمؤسسات الرسمية في العاصمة عدن ومختلف مناطق الجنوب، هو من دون شك قرار شجاع له ابعاده ودلالاته السياسية التي تتقاطع من آمال وطموحات شعب الجنوب وان جاء متأخرا وظل متعارضا مع قوى وفصائل الحراك الجنوبي حتى استقالة الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، ومع ذلك فأنه يمثل إضافة جديدة ورافدا قويا للحراك الجنوبي المؤمن بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية، الدولة التي كل أبنائها مدينون لها ومطالبين بإعادة روح نظام الحكم المدني الذي كان سائدا في الجنوب والمغتصبة منذ حرب صيف 1994م لدولة طالما نشأنا وعشنا فوق ارضها وتحت سماها ونعشنا بهوائها وشربنا من مائها وأكلنا من نباتها وحيواناتها وانتفعنا بخيراتها .

أقول بأن هذا الموقف المحسوب للكتلة الجنوبية لمجلسي النواب والشورى أتمنى أن يكون موقف صادق يعبر عن صحوة واستيقاظ للضمائر باستحالة التقارب السياسي بين ثقافة الحكم المدني وثقافة الحكم القبلي القائمة على النهب والفيد والتهميش والاقصاء وإلغاء الاخر، لا عبارة عن حسابات تكتيكية للمناورة وكسر العظم فرضتها الظروف الراهنة والتي أجبرت الرئيس التوافقي للاستقالة وانه يمكن التخلي عن ذلك الموقف  والعودة لموقفها السابق بمجرد زوال الظرف او العارض، وهو الامر الذي سيعد موقفا متحمسا أكثر منه قدرة، وهو ما ستجيب عليه الأيام القادمة، والاشياء تحاكم بنتائجها لا بوقائعها وظروفها .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص