آخر تحديث :الاثنين 18 نوفمبر 2024 - الساعة:23:53:58
هل تعي الجماهير أن (( ثورتها تُغتال وآمالها تنهار))
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

بلد لا نحميه لا نستحقه وبلدنا  ينهار أمام أعيننا وبأيادي من بيننا ونحن في هرج ومرج خارج قضايانا الأساسية نترك الأساسيات ونبحث عن الهوامش والجزئيات منذ أن عرف كلٌ منا الوجود واستشعر الحياة تجري في عروقه و وعى ما يدور حوله وبدأ يقارن وطنه بالأمم الأخرى وذاق مرارة الحسرة والألم على ما نحن فيه من تخلف وجهل وصراع وتشظي سيجد أن غياب الدولة الحقيقية دولة العدل والمساواة دولة الحق الضامنة للمواطنة والنظام والقانون هي رأس الحربة في كل مآسينا ،هذا هو الداء وعلاجه بناء دولة بكل أركانها وقيمها الإنسانية النبيلة .

وبالتالي إن الصراع القائم هو بين دعاة الدولة والنافذين كانوا عسكريين قبليين دينين طواهيش المال العام والسلطة وهذه حقيقة هم فئة الفساد وهم محركو الإرهاب وممسكين بزمام القوه العسكرية الضاربة والمليشيات التي تحميهم وفي نفس الوقت يستظلون بظلال الأحزاب السياسية ويستخدمونها في خططهم .

تعد الأحزاب السياسية إحدى أدوات التنمية السياسية في العصر الحديث لكنهم جعلوها مظلة لنشاطهم الشيطاني افقدوها معناه الحقيقي والمؤثر الايجابي على الواقع في كل مرحلة تحولت الأحزاب جزءاً من المشكلة لا الحل والحزب الذي لا يستطيعون ترويضه او استخدامه يصبح في مرمى سهامهم وهدف من أهدافهم التدميري، إنهم لوبي خطير تكون خلال 33عاما يملك المال والإعلام والمليشيات والسلاح وأدوات وأذرع طويلة داخل عمق الدولة الهزيلة التي صنعوها شكلا يحتمون خلفه .

هل أذكركم بدولة الوحدة وكيف أجهضوا مشرعها واغتالوا كوادرها وحماتها أم أذكركم بوثيقة العهد والاتفاق أم أذكركم بكل مشروع وطني يبرز ثم نوره يأفل ورموزه تختفي في ظلامهم أنهم سلسلة مترابطة في المصالح الأنانية وشركاء في التدمير والخراب والقتل والإرهاب والفساد الدولة تشكل خطرا عليهم ومن يسعى لها هو عدوهم ومن علامات ذلك رميهم بسهام الخيانة والعمالة والفساد والإرهاب ..الخ لمعارضيهم  هي صورة واضحة تكرر اليوم  .

المبادرة الخليجية محورها نقل السلطة وبناء الدولة وهي أصعب مرحلة مر بها الوطن وكان الأخ الرئيس المتوافق عليه لقيادة تلك المرحلة لا يستطيع أن يحكم بقدر ما كان يبحث عن صيغة توافق للحكم كشركاء وإخماد بؤر التوتر وإطفاء فتيل الحرب وتجنيب الوطن الولوج في الانفجار الأكبر الذي سيأكل الأخضر واليابس هم كانوا يسعون لتفجير المواقف وهو كان يهادن ويطفئ الحرائق في ساحة لا يملك فيها خيوط العملية هم ممسكين بالقوة والسلاح والقبيلة والنفوذ و المال والإعلام كان في وضع لا يحسد عليه اما أن يكون أداة بأيديهم أو هو عدوهم، هيكلة القوات المسلحة وصفوها تدمير الجيش إقالة الفاسدين وتخفيف قوى النفوذ والفساد من مؤسسات السلطة وصفوها بالإقصاء والتهميش هو يسعى لخلق فرص نجاح وهم يدسون السموم والخلافات والتآمر وإعلامهم يخرب ما يبنى يتفقون في صيغ ويفرضونها على الآخرين كالأقلمة والستة منها هي مشاريعهم في رؤاهم ثم تتحول بقدرة قادر لتهمة وجريمة يرمى بها الرئيس والمخلصين لبناء الوطن والدولة تكتلوا ضد المشاريع الوطنية ومنها رؤية الحزب الاشتراكي الشاملة  أنهم يستظلون بظلال الأحزاب كان الإصلاح والمؤتمر مظلتهم تحرر الإصلاح جزئيا من النافذين وبقى المؤتمر مظلتهم و وكرهم الأساسي إلى جانب أنصار الله الاحتياطي النشط لمظلة النافذين والفاسدين، اليوم معظمهم تحولوا إلى حوثيين هنيئا لكم هذا التحول وجدوا في الحوثيين الكيان المناسب لخدمتهم  لضرب جسد الوطن بسوط  الثورة المضادة ثورة المخلوع والفاسدين والنافذين ، وصلنا للدستور فجن جنونهم وضربوا ضربتهم القاضية على كل شيء لينهار الوطن وتفشل العملية .

هم اليوم يمارسون أجنداتهم على الأرض من محاصرة قوى الثورة الشعبية الشبابية والقوى الوطنية من وزراء وقيادات وهو دليل واضح لانتقام الماضي وقوى النفوذ من ثورة فبراير الشبابية الشعبية ورموزها ومنهم الجنوبيون الذي أشعلوا شرارة الثورة ضدهم في 77/ 2007م انتقام لا يمكن أن يقوم به غير الفاسدين قوى الاستبداد ناهبي الثروة مستبيحي الأرض والإنسان وهم يراودهم بالعودة وسيقضي على ما تبقى منهم بإذن الله , والجنوب اليوم له الحق في اختياراته ولن يقبل أن يكون ضحية مرة أخرى ورهن قوى لا تعي ولا تستوعب العصر ومتطلباته نحو النهوض كشركاء لا كتوابع   .

صراعنا يجب ان لا يكون كأحزاب بل على الأحزاب ان تتطهر منهم لتستطيع أداء مهمتها السياسية النبيلة لخدمة المجتمع والوطن ونقف جميعا ضدهم كقوة جديدة للتغيير وبناء الدولة وهم بصفاتهم وسلوكياتهم معروفون نافذي الأمس قوى الفساد والاستبداد  أعداء هذا الوطن الغالي على قلوبنا الساكن في وجداننا .   

إنهم سرطان و ورم خبيث في جسد الوطن يبحث عن اي كيان سياسي اجتماعي يتطفل فيه ليعيش بذرة خبيثة تنخر الوطن وتلتهم خيراته وتعيق مستقبلة وتستعبد شعبة إنهم أفأت وقاذورات  ما لم نتكتل ونصطف ضدهم لننقذ الوطن منهم فإننا سنبقى معاقين منهارين مسلوبي الكرامة والشرف والعزة وأملنا الوحيد بالشرفاء ومنهم رجالات القوات المسلحة والأمن من لازال الوطن فيهم يحاكيهم ويستنجد بهم لإنقاذه من براثين الاستبداد والتخلف والفساد ومعهم والى جانبهم الجماهير المغلوبة الصابرة الطموحة الشغوفة للأمل المنشود للدولة المدنية دولة الحق والعدالة والمساواة والحرية التي ستكون واقعا رغم انف المتآمرين منتجي الدسائس والمؤامرات والإعاقات .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص