آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:15:01:51
الاحتلال الحقيقي للجنوب آتٍ !
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

الحوثيون باتوا يسيطرون على كل مفاصل الدولة تقريبا ولم يتبق مع الرئيس هادي ـ حتى كتابة هذه السطور ـ إلا بيته !! في ظل صمت دولي مريب لم يكن يتوقعه هادي وأنصاره .. كبار المسؤولين والضباط الشماليين خذلوه ولا ينفذون توجيهات.

في اي باد سقوط مقر الرئاسة يعني إنهاء سلطة النظام وحكمة ، إلا اليمن سقط كل شيء ولازال هناك رئيس وحكومة ،  لا ادري لماذا لا يعلن رئيس الحكومة والوزراء استقالتهم !! ماذا ينتظرون ؟ الموقف بات محسوما وواضحا ، الحوثيون يختزلون كل شيء في ثورة 21 سبتمبر ويلوحون بأن المستقبل المشرق لليمن سيتحقق على أيديهم !

عن طريق التحكم بالقرار السياسي والحفاظ على وحدة اليمن ورفض فكرة الأقاليم والدولة الاتحادية التي رفضها معظم الجنوبيون وتمسكوا بهدفهم في استعادة الدولة الجنوبية كاملة التي اختلفوا على تفاصيلها وأضاعوا الوقت كله في التخاصم والخلاف والتخوين والمزايدة والتنظير ، هل بنفس هذه الأساليب والضعف والوهن سيواجه الجنوبيون الاحتلال الشمالي العقائدي (الشيعي) الجديد ؟!!

إذا كان الجواب نعم فعلى الجنوب السلام !!

الموقف خطير للغاية يتطلب منا جدية غير مسبوقة وتكاتف وتلاحم جنوبي ليس له مثيل .. علينا أن نقرأ كل التطورات الميدانية والسياسية بشكل حصيف ومتجرد من الأحلام والعواطف وتأثيرات الماضي العتيد .. علينا  أن نفهم ونعي حقيقة الأمر !

حقيقة أن الحوثيين يرفضون مشروع الدولة المدنية الذي وصفوه بالكارثة ومؤامرة خارجية وان تحركهم الحالي وشل صلاحيات الرئيس والحكومة لا يستهدف شخص ومنطقة معينة  ولا مكون سياسي ولا يستهدف الخارج ـ كما يقولون ـ ولكنه يستهدف مشاريع تتحرك على الأرض ويقصد به مشروع دستور الدولة الاتحادية الذي يصرون على تهذيبه ومعالجة الأخطاء الواردة فيه من خلال الهيئة الوطنية لمخرجات الحوار التي يريدون الانقضاض عليها .

الحوثيون  دخلوا صنعاء معتصمين من اجل تحقيق ثلاث مطالب : إقالة الحكومة ، إلغاء الزيادة في أسعار النفط او الجرعة ، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار ، تحقق المطلب الأول والثاني وتم توقيع اتفاق السلم والشراكة في طريق تنفيذ المطلب الثالث ،  وبدلاً من عودة المعتصمين إلى مناطقهم  وفي ظل غياب هيبة الدولة ونفوذها تحولوا إلى لجان شعبية تأمر وتـنهى وتتكلم باسم الشعب وتنفذ الأجندة المرسومة لها بدقة متناهية بل إنها تمادت كثيراً وقوضت صلاحيات وهيبة الوزراء والمسؤولين  وجعلتهم أضحوكة أمام الناس  .. وكما يقول سيدهم  إن كل الخيارات مفتوحة أمامهم والسقف عالي جداً جداً ، لا احد ينكر أن الرئيس هادي ومنذ استلامه السلطة تهاون كثيراً في حسم العديد من القضايا الهامة في وقتها المحدد .. وأصدر الكثير من القرارات الخاطئة التي شكلت تراكماً سلبياً ساهم في تفاقم الأوضاع بشكل مخيف .. بل إن الرجل لم يحسن اختيار مستشاريه ومعاونيه من  أصحاب الخبرة السياسية والحنكة وصواب الرأي ، بل إنه اعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي لعملية التسوية السياسية التي انهارت برمتها ألان ونسي مرجعه الجنوب .

إذن ماذا تبقى للجنوبيين في صنعاء بعد هذه الإهانة النكراء ؟ لماذا لا يتركون كراسيهم المهزوزة ويعودون إلى مناطقهم ؟ويتركون الحوثيين والشماليين وحدهم يستأثرون بالحكم بدون الشراكة الصورية الكاذبة ؟  فضوا الشراكة وأعلنوا للملأ وللعالم  انسحابكم الشريف قبل فوات الأوان اتركوهم يحكمون بلدهم كيفما يشاؤون .. هذه الخطوة ستكون لها الأثر الكبير في رص الصف الجنوبي أمام الاحتلال الجديد ورفضه .. الحوثيون لا يريدون تحقيق مكاسب صغيرة أو فيد كما حصل بعد حرب 94م  بالعكس  إنهم يريدون أرضك وثروتك كلها.. يريدون إنشاء دولة قوية قمعية  هم سادتها ، ينفذون من خلالها سياسة إيران الامتدادية الطائفية في المنطقة والمعادية لدول الجوار و أمريكا وإسرائيل .

الأمر بات واضحاً وضوح الشمس لا يحتاج إلا لفعل .. فهل أنتم فاعلون ؟!!

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص