آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
من أجل الاستقلال سنسامح العالم كله
د. يحيى شائف الشعيبي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

لم يتعرض أي شعبٍ في العالم للإبادة والتدمير مثلما تعرض له شعب الجنوب المحتل الذي تحالفت عليه قوى (يمنية وإقليمية ودولية) وحلفاؤها في وقت واحد لا لمحوه وطمسه من الخارطة السياسية للعالم فحسب بل ولنفيه وإزالته من الوجود بشكل كلي ؛ وإذا ما بحثنا في العوامل والأسباب لهذه النزعة العنصرية سنجدها محصورة في الموقع الاستراتيجي المفصلي لدولة الجنوب وما له من أهمية في تحديد وجه العالم المعاصر وخير دليل على ذلك الحشد الهائل لأكثر من 300 سفينة حربية في شواطئ عدن من قبل الدول الفاعلة في العالم ، إذ تطمح كل قوة على أن يكون لها نصيب الأسد في باب المندب لكي يمكنها من السيطرة على الدول الكبرى الأمر الذي دفع بجمهورية الصين الشعبية إلى تعديل فقرة بالدستور الصيني لأول مرة في تاريخها لكي تتمكن من إرسال القوة القادرة على حفظ التوازن العالمي في هذه الرقعة الحساسة من العالم أضف إلى الثروات الهائلة في باطن الأرض الجنوبية البكر وما تتميز به من سواحل بحرية مترامية الأطراف وكذلك  مجاورتها لشرايين الحياة العالمية في دول الخليج العربي وما فيها من مقدسات دينية وحضارية وإنسانية غاية في الأهمية.

 

يدرك الشعب الثائر في الجنوب المحتل كل هذه التفاصيل وأكثر منها وما تحمله من مخاطر كبيرة على مستقبل الجنوب إلا أنه على استعداد للتفاوض مع هذه القوى جميعها وتحت شعار استقلال الجنوب أولا ، وعلى استعداد للتسامح والتصالح والتضامن معها جميعا من أجل استقلال الجنوب المحتل ، كما أنه على استعداد ليس لغض الطرف عن الجراح الغائرة في جسده جرى تقاسم الجنوب بين هذه القوى وحلفائها في العام  1994م بل على استعداد لتحقيق التفاهمات المتبادلة من أجل استقلال الجنوب ، كخطوة أولى للسلام وتحقيق الأمن والاستقرار إقليميا ودوليا .

 إن شعب الجنوب المحتل يمد يده للتسامح في هذا اليوم التاريخي إلى كل القوى التي لم تتعمد طمسه من خارطة العالم فحسب بل قررت محوه من الوجود الانساني كله ،  هادفا من ذلك إلى توسيع حلقات التسامح لتتجاوز الجنوب المحتل ودولة الاحتلال اليمني والمحيط الإقليمي كله وصولا إلى الفضاء الكوني بكل قواه التي حكمت على شعب الجنوب بالموت والإبادة آملا أن تتعاطى معه كل القوى التي حكمت على الجنوب بالموت بجدية وصدق ومسؤولية، هذا التسامح الإنساني النادر الذي تتبناه أمة جنوبية عربية لا تعرف إلا لغة الحب والسلام التي جسدتها ثورتها السلمية كأول ثورة بيضاء في القرن الواحد والعشرين وأهدتها إلى شعوب الأرض المقهورة التي سرعان ما تبنتها تلك الشعوب المسحوقة إقليميا ودوليا ، وها هو الجنوب الجديد يقدم الهدية الثانية لشعوب المعمورة كلها والمتمثلة بالتسامح والتصالح والتضامن من أجل استقلال الجنوب المحتل بعد أن قدم لها الهدية الأولى المجسدة بالثورة الجنوبية السلمية.

  وكما يطمح الجنوب المحتل من كل القوى التي عملت على طمسه من الوجود في تفعيل هذا الدور الإنساني من خلال الاعتراف بالثورة الجنوبية وحاملها السياسي المتمثل بقوى ثورة تحرير الجنوب واستقلاله والرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض وزعيم الثورة الجنوبية وقائدها حسن أحمد باعوم ، والاستعداد للتفاوض وصولا إلى تحقيق الخطوة الأولى للاستقرار المحلي والإقليمي والعالمي المتمثلة في تحرير الجنوب واستقلاله واستعادة دولته وهويته الجنوبية ، كما نطمح من كل الشعوب التي ارتكبت دولها عملية إبادة بحق شعب الجنوب المحتل في نهاية القرن العشرين وكل الشعوب الحرة في العالم أن تنهض بوساطة أطرها المدنية والحقوقية والإنسانية للضغط على أنظمتها في التكفير عن جريمتها المرتكبة بحق شعب الجنوب المحتل والتسريع في التفاوض وصولا إلى استقلال الجنوب المحتل كخطوة أساسية لرفد الاستقرار والسلم والأمن العالمي.

  إن شعب الجنوب الثائر وهو يقدم على تبني هذه الخطوة الجريئة والشجاعة انطلاقا من أدبياته الثورية بكل أبعادها ودلالاتها الإنسانية السامية لا يستجدي حقه من المحتل وحلفائه  بقدر ما يطمح إلى تسجيل سابقة إنسانية تحتذي بها شعوب المعمورة كلها وتجعل منها منهجا لحسم صراعاتها الدامية ، بدلا من صناعة الموت وإبادة الجنس البشري وسحق آدمية الانسان اشباعا لنزعات دموية وعنصرية مقيتة ، كما أن شعب الجنوب الثائر يدرك حق الشعوب المحتلة في المقاومة بكل أشكالها السلمية والعسكرية وفقا وما كفلته نواميس السماء والأرض ، إلا أنه يطمح في الوصول إلى استقلال بلاده عبر لغة جديدة انطلقت من الجنوب العربي المحتل هذا من جهة ومن جهة أخرى يؤمن شعب الجنوب بأن الأوطان لا تتحرر إلا بالتضحيات والثبات والاستمرار وله رصيد مشرف سواءً في ثورة أكتوبر المجيدة أو في الثورة السلمية التي لم تستطعْ كل تلك القوى إخمادها مقارنة لما حصل للثورات العربية ، وهو على استعداد لتقديم المزيد من التضحيات حتى ينتزع استقلال الجنوب المحتل ولكن وقبل أن يضطر إلى اتباع وسائل أكثر إيلاما فانه يمد يده إلى كل شعوب الأرض وفي مقدمتها شعوب القوى التي حكمت عليه بالموت لمناصرته حتى استقلال بلاده إما عبر ثورته البيضاء والدعوة للتسامح مع كل من حكم عليه بالموت أو عبر الوسائل التي كفلها القانون الدولي في تحرير الأوطان المحتلة بما فيها الوسائل الحاسمة في اللحظات الصعبة .

مشرف مركز صيانة الثورة الجنوبية

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص