آخر تحديث :الاحد 20 اكتوبر 2024 - الساعة:02:16:33
تحول علي البخيتي
محمد عبدالله الموس

الاحد 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

كتبت يوما عن (الجنوب وعلي البخيتي) مادحا طريقة تفكيره بشأن الجنوب حين كان عازفا موضوعيا في جوقة صحفية وسياسية نشاز، فطوال السنوات التي أعقبت احتلال الجنوب في 7/7/1994م لم نسمع صوتا منصفا من اليمن إلا في حالتين، الأولى حين قال اللواء علي الأحمر أن الجنوب مستعمرا، والأخرى كتابات علي البخيتي وبعضا من الأصوات المنصفة، وهي قليلة.

في موضوعه (وطن بلا مشروع .. مصيره التمزق ومرحلة التوحش) في صحيفة الأولى العدد 1205، السبت 10يناير 2015م ظهر البخيتي بحلة جديدة لا ندري هل هي الأصلية أم المصطنعة؟ حين قال انه (سيتقبل الطرح الجنوبي من هذا الطرف ولا يتقبله من ذاك) يجعل أحدنا يعتقد أننا ، كجنوبيين، أصبحنا تحت وصاية جديدة ينقصها فقط مفردات من نوع أن الفرع ذو (الأربعمائة كيلومتر مربع) عاد إلى الأصل ذو (المائة وبضع وسبعين كيلومتر مربع) أو أن سكان الجنوب ليسوا إلا مهاجرين من الهند، وغيرها من تلك المفردات التي كان يرددها من سبقوه، أو أنها  نية خبيثة لصنع صراع جنوبي فشل فيه غيره.

لا يدري أحدنا سر الخفة والتطاول من المتطفلين اليمنيين على تاريخ الجنوب ، بحيث يكيفه كل منهم بما يناسب هواه، فهل سبب ذلك نفر من المسترزقين الجنوبيين الذين يبيعون الثوابت بالمتغيرات ؟ أو العشق الجنوبي للوحدة الذي بينت الوقائع سذاجته حين كان يتمتع اليمني في الجنوب بكل مزايا المواطنة في حين يعامل الجنوبي في اليمن كأجنبي بصفة (جنوبي مقيم) ولا يزال ذلك ساريا حتى اليوم.

شخصيا، لا أنكر على الأخ علي البخيتي تحوله، فقد تحولت، ومعي كل الجنوبيين، إلا قلة، من عشاق للوحدة إلى كارهين لها، ليس كرها في الوحدة كمعنى قيمي نبيل ، ولكن لأننا لم نجن منها إلا (الحصرم)،( وهو تحول يعرفه (الإغريق) بالتحول الناتج عن اكتشاف حقيقة الأشياء، حيث يتحول العشق إلى كراهية)،  ونرجو ألا يكون تحوله هذا تعبيرا عن تحول ثورة (21 سبتمبر) وأنصار الله في النظر إلى الشأن الجنوبي،  وفي المقابل، أنكر عليه وصف دعاة الجنوب العربي بالقافزين على التاريخ والجغرافيا، واعتقد أن إطلاقه صفة التاريخ القريب أراد به الاحتفاظ بشئ من احترامه لنفسه.

يبين لنا التاريخ أن اليمن مسمى جهوي، يشمل كل ما هو جنوب الحرم المكي بما فيها دول قائمة اليوم، بالإضافة إلى جنوب المملكة العربية السعودية، وان اليمن كمسمى دولة بحدود سياسية لم يكن إلا في عام 1918م حين تأسست (المملكة المتوكلية اليمنية) ولم يكن الجنوب جزءا منها، هذه حقيقة.

والحقيقة الأخرى أن الجنوب العربي، وليس اتحاد الجنوب العربي، كان يسمى البر العربي، وصحيح انه كان مكون من 23 سلطنة ومشيخة وإمارة لكنه كان وحدة اقتصادية متكاملة، أن لم تكن واحدة، وفوق هذا وذاك فان وثيقة استقلال الجنوب تقول في مادتها الأولى (تمنح حكومة المملكة المتحدة الجنوب العربي استقلاله في 30 نوفمبر 1967م) وفي المادة الثانية (تسمى الجمهورية الجديدة، جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، حسب رغبة ممثلي الجبهة القومية)،، فأي تاريخ وجغرافيا جرى القفز عليها يا فندم علي؟.

يا عزيزي علي البخيتي، عد إلى موضوعيتك ولا يغرنك أولئك الذين تلتقيهم في الدواوين الوثيرة والموائد الفاخرة من الجنوبيين فأبناء الجنوب يحيون ذكرى تصالحهم وتسامحهم وتضامنهم في المليونية رقم (14) ولن يتقاتلوا مرة أخرى حتى لو تباينت رؤاهم فهم يبحثون عن وطن وهوية، وهذا هو قاسمهم المشترك.. والسلام ختام.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل