الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كلنا يود أن يكون العام الجديد وبلادنا والعالم في فرج وهناء وراحة بال.. وها نحن قد طوينا صفحة من صفحات التاريخ واستقبلنا حقبة لا ندري ما يخبئ لنا المستقبل في طياتها من الطوارئ والمفاجآت.

من ذا الذي لا يعلل النفس بأن يكون غده أفضل من أمسه..  ومن ذا الذي لا ينبغي بين جناحيه قلب يحفظ كلما حبست به الهواجس.. ومن ذا الذي لا تزدحم في مخيلته في مثل هذه الأيام من ذكريات تعود به إلى الزمن الغابر وترسم له صورة أيامه الماضية وما امتزج فيها من الآمال والهواجس.

تلك أيام ضمها الزمن إلى سفر الخلود فأصبحت فصلا من فصول التاريخ لا يمكن نشره.. وجرى الزمن بنا شوطا آخر من أشواط الحياة ونحن مسيرون غير مخيرين.. ولا يفتأ يندفع إلى أن تستقر بنا وراء الأفق المجهول.

وما أدرانا ما يكون من أمرنا في الغد والغد لا يدفع عنا ما هو مسطور في سجل الأقدار.

وكلام يفرح المرء بقدوم عام جديد وقدوم العام يعني أنه قد سلخ مرحلة أخرى من مراحل الحياة فأصبح أقرب إلى الأفق المجهول مما كان بالأمس.

إلا أن للعام الجديد بهجته ومسراته وأفضل ما فيه أنه المناسبة التي أشترك فيها الناس على اختلاف نزاعاتهم ومشاربهم وينسون ما بينهم من خلاف في الرأي والاعتقاد , ومن بهجته أيضا انه يستولد في النفوس عزما جديدا وتستفز همما قد يكون عراها الوهن فيطوى المرء صفحة جديدة ولا يذكر من أيامه السالفة إلا ما يذكي نار همته للمستقبل.. وكل عام والوطن بخير.