آخر تحديث :الاربعاء 07 اغسطس 2024 - الساعة:15:01:51
عام العصيان المدني !!
احمد محمود السلامي

الاربعاء 00 اغسطس 0000 - الساعة:00:00:00

ها نحن ندلف العام الجديد 2015م الذي نتمناه هو أن يكون  عام التئام كل المكونات الجنوبية وقياداتها في الداخل والخارج والتحرر من التأثيرات والضغوط الإقليمية التي ما تنفك أن تقدم أجنداتها الخاصة التي تخدم مصالحها قبل النظر إلى معاناة شعب الجنوب مقابل دعم لم يصل مداه ولن يصل ما دمنا ساحة للصراع الإقليمي  نتمنى أن يكون العام الجديد عام للعصيان المدني السلمي المشروع  الذي يهدف إلى الدعوة للاستجابة لمطالب شعب الجنوب .. ولبلوغ هذا الهدف على العصيان أن يخاطب الضمير أكثر مما يدعو إلى أعمال عنف.

وهذه إحدى السمات التي تميزه عن الثورة.. نتمنى أن يظهر العصيان خلال العام الجديد قدرة أبناء الجنوب على العمل المشترك والمنظم، حتى يتحول إلى تيار جماهيري أكثر اتساعا وفاعلية..  حينها يجوز لنا أن نسميه " عصياناً مدنياً " بعيداً عن الإكراه والتهديد والقوة وهنا سيصبح العصيان المدني أداة ضد السلطة المركزية الظالمة التي ترفض الاستجابة لمطالب الجنوبيين  في ظل الديمقراطية إن جاز لنا التعبير .

 إذن العصيان المدني له أساليب وأهداف وفلسفة وأُسس حديثة رائدها هو الكاتب الأمريكي " هنري ثورو " الذي تحدث عن العصيان لأول مرة في مقالته المنشورة عام 1849م بعنوان "العصيان المدني" تتلخص في معارضة المواطن للحكومة  وعدم دعمها بأي شكل من الأشكال وأن لا يستفيد من دعمها إن كان معارضا حقيقياً ، ولم ينتشر ويتبلور هذا المفهوم إلا بعد موت ثورو بعدة سنوات (1866م) خاصة عندما أعيد نشر تلك المقالة التي علل فيها أسباب امتناعه عن دفع الضرائب احتجاجاً على الحرب الأمريكية المكسيكية ، ويعتبر ثورو أول من حرض على استخدام  العصيان المدني كأسلوب سلمي لنيل الحقوق ورفع الظلم عن الشعب .

 تعلم السياسي البارز والزعيم الروحي للهند المهاتما غاندي فلسفة العصيان المدني من مقالات  " هنري ثورو "  وعلى ضوء تلك الأفكار أعد غاندي  عام 1930م خطته بالمطالبة السياسية والتمرد السلمي المحتوية على العصيان المدني و مناشدات للحكومة المحلية بعدم التفريط بالأراضي الهندية لسلطات الاحتلال البريطاني ، بدأ غاندي تنفيذ خطته السلمية بتنظيم مسيرة شعبية عارمة عرفت بـ (مسيرة الملح ) مناهضةً لقانون الملح الظالم الذي كان يفرض على المواطنين الهنود ضرائب باهظة مقابل الملح ، وقد دعا غاندي الشعب الهندي الخروج معه نحو البحر لاستخراج الملح بنفسه !! قطعت تلك المسيرة مسافة ثلاثمائة وثمانين كيلو متراً خلال ستة وعشرين يوماً ، وكانت هذه الشرارة الأولى للثورة السلمية التي استمرت 17 عاما و توجت بالاستقلال في 5  أغسطس 1947م .. الزعيم غاندي قتل بعد شهور من  الاستقلال لم يقتله جنود الاحتلال البريطاني !! بل قتلته رصاصات بني ملته (الهندوس) بعد أن خوّنوه وعادوه بسبب انتقاده لهم لخرقهم المستمر لحقوق الإنسان في الهند !!

 علينا الاستفادة من تجارب الآخرين في النضال السلمي واستلهام الأفكار المبدعة التي تتناسب مع قضيتنا وواقعنا دون استعجال أو تسرع.. فهل سيكون عام 2015م عاماً للعصيان المدني الصحيح ؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص