آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
بستان الاسلام
عبدالجبار عوض الجريري

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

ما أجملها من لحظة حينما تدخل إلى هذا البستان وخاصة عندما تنسس عليك ريحه الطيبة المباركة الباردة المفعمة بأزكى الروائح العطرة ..
حينما تدخل فيه للوهلة الأولى تعتقد بأنك صرت في أعلى الجنان ..فالسحب التي تظله بأجنحتها البيضاء تمنع عنه ضوء الشمس ...والرياح الهادئة التي تحرك أغصانه وأشجاره وأزهاره تبعث في كل أرجائه الأنس والاستقرار والهدوء النفسي والسعادة الغامرة التي تتواجد فيه أينما ذهبت .
يضم هذا البستان أجمل الورود والزهور وأنقاها وأصفاها ..فهي لا تبخل بنشر روائحها العطرة الندية وكأن البستان من مسك خالص لا يشوبه شائب .
سعادة لا توصف حينما تنزل عليك قطرات المطر برداً وسلاماً وأنت وسط الورود وكل ما حولك خضرة وأنهار تجري في أنسياب وأنسجام تام مع الطبيعة الخلابة الساحرة .
يتميز هذا البستان الصافي والنقي...بالصدق والتواضع والحق والإخلاص والأمانة والتآخي والإحسان والود والمحبة والتعاطف والأخلاق السامية ..
ففيه لا يخاف المرء على بناته أو زوجاته أو أهله من الآخرين ...لأن الآخرين يغضون أبصارهم كلما رأوا نساء غيرهم ..تقرباً إلى الله وطاعة إليه ..
وكذلك النساء فيه لا تتبرجن أو تكشفن عن محاسنهن أو تلبسن الملابس الضيقة..بل هنّ مثل اللؤلؤة في مخبأها ...الكل يحترمها ...لا تحرش ..لا مضايقات ..لا معاكسات ..بل أخلاق وحسن التعامل ..فالمرأة لا تخون زوجها وتذهب مع آخر..بل تكون له مهما حدث ..وتقصر نظرها على زوجها فقط.. والزوج لا يتركها ويذهب إلى غيرها بطريقة غير شرعية بل جعل عينيه عليها فقط ..فالود والأنسجام والمحبة بين أفراد الأسرة أبرز شيم البستان .
لا يخلو البستان من الأشجار المثمرة فكل أشجاره لها ثمر حلو المذاق طيب الرائحة جميل المنظر ..وإن أختلفت أشكالها وألوانها .
ما أجمله من بستان يشعر فيه الإنسان بأنه حقاً إنسان ..وتشعر فيه المرأه بأنها حقاً مكرمة موقرة محترمة من قبل أفراده ...ويعيش فيه حتى الحيوان وكأنه ملك على قومه .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص