- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
- السويد تعلن توقيف مساعداتها لليمن
- غموض يلف تشييع قيادات حوثية بارزة رغم توقف القتال
- الأمطار الغزيرة تحاصر خمس عُزل في لحج
- سجون الحوثي.. جحيم النساء في اليمن
- انقطاع مُفاجئ لخدمة الإنترنت في صنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
يوم آخر ينقضي يؤرخ لصفحة نضال سلمي آخر في سفر شاق مضنٍ لوطن مسلوب وشعب مقهور.
وشهيد تلو الشهيد يقدم قربانا لهذا الوطن المعطاء.
وفي مقابل أعمال العنف التي تبلغ ذروتها من قبل قوات الأمن والجيش ضد المتظاهرين السلميين.. يقوى يوما عن يوم ويزداد تصلبا عنفوان الشعب..
حالة من التحدي والإصرار لم يسبق لها مثيل تلك التي يبديها أبناء الجنوب في رحلة عطائهم النضالية.
ومما لاشك فيه أن مسيرة السنوات السبع وقد كانت عجافا.. انها قد حققت مبتغاها وأثمرت تلاحما مجتمعيا وتآزرا شعبيا.. وتوحدا.. ينبغي أن يشكل الأساس للانطلاق نحو الهدف المرسوم.
ما الذي يدفع ردفان ابن "الضالع" أن ينتظر على قارعة الطريق لأكثر من ساعة في حرارة شمس عدن الحارقة حتى أصل إليه لنبدأ رحلة مشوار بحثا عن مطعم نتناول فيه وجبة غذاء بعد أن ينظم إلينا ابن "شبوة" حسين.. ونتجادل وقتا قبل أن نتفق على من يدفع الحساب.. حتى يبادر
قد يتساءل البعض لماذا أورد هذه الحكاية.. وأجعل منها شيئا مهما ، ذاك أنها فعلا تجسد ما أود أن أرمي إليه في أبسط معانيه.. هو مبدأ التصالح والتسامح الذي تتجسد معانيه في أبهى صورها هذه الأيام بين أبناء الجنوب.
قلت ذات يوم لصديقي ردفان مازحا بقصد: لو سنحت لك الظروف وأصبحت وزيرا هل ستتذكر هذه الأيام الخوالي التي نبكر فيها من صبح الله نبحث عن قرص روتي وفنجان شاي ونجهد أنفسنا للبحث عن صديق "يوفينا" تسيير يومنا.. قال ثق يا عمو أن هذه الأيام التي جمعتنا فيها معاناة "إحقاق" وطن.. وحفينا فيها وجوعنا وعطشنا لن تنسى.. ولن يتنازل المناضلون الحقيقيون عنها مقابل منصب أو جاه فيما بعد.
ينتابني إحساس عميق بأن حالة التلاحم المجتمعي والوطني التي تتجسد وشائجها يوما عن يوم بين النسيج الجنوبي تمثل نموذجا رائعا.. لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يتسرب إليه سيناريو ما مضى عندما تقاسم الثوار والفدائيون رغيف الخبز وشربة الماء.. وفجأة أكلوا بعضهم بعضا في سجل صراع مؤلم.. آن الأوان اليوم لأن نطوي صفحته بلا رجعة بقلوب صافية صادقة.. تنظر بتفاؤل إلى المستقبل ولا تلغي بالا للماضي.
قد يقول البعض إن هناك أناس اكتووا بنيران صراع الماضي وفقدوا أبنائهم وآبائهم وإخوانهم.. نعم لا خلاف في ذلك.. فالكل متألم لكن ماذا تفيدنا حالة البغضاء والكراهية وتذكار الماضي والتربص كحال المنتقم الذي يتحين الفرصة ، إن ما ينتظرنا في الوطن كفيل بأن يداوي جروح هؤلاء ويلئمها.. وقد استشهد هؤلاء وهم وقوف كالأشجار ثابتون على موقفهم.
لذلك دعونا نتصالح فيما بيننا .. نتسامح فيما فعلناه ببعضنا البعض.. وننسى مآسي والآم الماضي.. ونسعى بثقة نحو الغد بدون أثقال أو الآم الماضي حتى نستطيع أن نبني مستقبل وضاء مزدهر.. ولنتذكر كيف أنه حينما تم الاعلان عن مبدأ التصالح والتسامح بين أبناء الجنوب كيف ثارت ثائرة دوائر صنعاء وسعت ولا زالت بكل ما لديهم من قوة وإمكانيات لمنع نجاح هذا التصالح والتسامح حتى لا تقوم قائمة للجنوب.. فهل نعمل على تفويت الفرصة عليهم..
إن نجاح التصالح والتسامح هو المدخل الرئيسي والوحيد لاستعادة الجنوب.