الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أليس عجبا إن صار اسم "علي عربي" علما على الوعود الكاذبة.. واسم الوعد (الغربي) أو (الانجليزي) ، علما على الموعد الصادق.. من علم الغربيين هذه  الفضائل إلا نحن.. ومن أين قبسوا هذه الأنوار التي سطعت بها حضاراتهم.

ألم يأخذوها من ديننا الاسلامي الحنيف.. من هنا أيام الحروب الصليبية.. ومن هناك من الأندلس بعد ذلك.

وهل في الدنيا دين إلا هذا الدين (الإسلامي) الذي يجعل للعبادات موعدا لا تصح العبادة إلا فيه وأن أخلفه المتعبد دقيقة واحدة بطلب العبادة.. إن الصوم شرع لتقوية البدن.. وإذاقة الغني مرارة الجوع حتى يشفق على الفقير الجائع.. ولماذا يبطل الصوم إن فطر الصائم قبل آذان المغرب بخمس دقائق.. ولما تبطل الصلاة إن صليت قبل موعدها بخمس دقائق.. والحج لماذا يبطل الحج إن وصل الحاج إلى عرفات بعد يوم الوقفة.. أليس الآن الحاج أخلف الموعد.

أو لم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق! فكيف نرى كثيرين منا لا يكادون يفون بموعد.. ولا يبالون بمن يخلف لهم وعدا أو يتأخر عنه.. حتى صار التقيد بالوعد والتدقيق فيه والحرص عليه نادرة يتحدث عنها الناس.. ويعجبون بصاحبها ويعجبون منه.

يقول لك الرجل (الموعد صباحا) ولا يحدد لك الساعة من الصباح.. أو يقول لك (الوعد بعد صلاة العشاء).

أهذه مواعيد ..لا إنها مهازل وسخريات.

حتى مواعيدنا في ولائمنا وحفلاتنا .. في اجتماعاتنا الرسمية والفردية.. وبالمناسبة فقد دعيت مرة إلى حفل غذاء عند قريب لي.. وقد حددها بعد صلاة الظهر.. وقد وصلت حسب التوقيت المحدد بعد أدائي فريضة صلاة الظهر فوجدت المدعوين موجودين.. وتحدثنا كثيرا جدا.. وتوقعنا أن يدعونا صاحبنا إلى المائدة.. فلم يفعل.. وراح يشاغلنا بتافه الحديث.. ورائحة الطعام تملأ أنوفنا.. ولم أستطع أن أصبر فقلت لقريبي: هل عدلت موعد الغذاء فضحك ضحكة باردة وتشاغل وصرح قائلا: نحن في انتظار العريس ووالده ولهما عند صاحب الدار منزلة.. فقلت له: إذا العريس ووالده أخلفا الموعد.

ترى متى يأتي اليوم الذي نتكلم فيه كلام الصدق.. ونقوم حياتنا على التواصي بالحق والصدق.. لا يعد أحدنا وعدا إلا وفى به.. ولا يقول الموظف المسؤول لصاحب الحاجة التي سأقضيها لك إلا إذا عزم على قضائها.. ولا يعد الصانع على انجاز العمل إلا هو قادر على انجازه.. ويلتزم الأطباء بساعات الدوام في المستشفيات ونمحو من قاموسنا هذه الأكاذيب ونقوم حياتنا على ضبط المواعيد وتحديدها تحديدا صادقا وليس وعد علي عربي.