- عدن.. احتراق سيارة في التواهي
- حفل فني في عدن لإحياء الذكرى 57 لعيد الاستقلال المجيد
- الكثيري يضع إكليلا من الزهور على ضريح الجندي المجهول
- شبوة.. القبض على خلية حوثية في عتق بعد اشتباكات
- انفجار مقذوف حوثي يستهدف مدنيين في الضالع
- ارتفاع عدد النازحين داخل اليمن إلى 20 ألف شخص
- موظفو ميناء النشيمة في شبوة يُضربون عن العمل
- ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مع انطلاق التعاملات
- الرئيس الزُبيدي بذكرى نوفمبر: ماضون على درب شهدائنا الأبرار
- ارتفاع جديد في اسعار سمك الثمد اليوم السبت 30 نوفمبر
السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تنتابني غصة ألم في النفس لفقدان ذلك الزمن الذي أتذكره من حين لآخر زمن كنا فيه نحترم بعض زمن كنت تشعر بقيمة الوطن وأهمية الإنسان زمن كان الوطن يخفق مع نبضات قلبك تشعر به قريبا جدا منك أو يكاد يكون جزء غالي فيك وطن ترى ذاتك فيه و وجودك لأجله كنت وقتها مجرد وكيلا لثانوية (14 مايو ) اليوم ثانوية جرادة في التواهي بين عام 78م و89م قبل أن أعين مديرا لها وهي الثانوية التي يدرسون فيها كل أبناء منطقة التواهي ذكورا وإناثا بما فيهم أبناء كل قيادات الحزب والدولة كان يجلس مع حفظ الألقاب ابن سالمين وعلي ناصر وعبد الفتاح والبيض وسعيد سالم وعلي عنتر وعلي شائع وعشيش والبيشي وكثيرين لأنها منطقة يسكنها قيادات الدولة والحزب كان جميع أبنائهم المعروفين اليوم على مقاعد الدراسة مع ابن النجار والسائس والخباز والعامل وعامل النظافة والمواطن البسيط بالمساواة ويسري عليهم نفس النظام والقانون كنا دولة فيها نسبة من العدالة والمساواة مع وجود بعض الاختلال والإخفاق النسبي والمظالم لكن الصفة العامة كانت ترضي الجميع كان الوزير يركب سيارة بيجوت فقط وتحركاته لا تحتاج لحراسات مشددة وأتذكر مواقف لن يصدقها جيل اليوم أو من لم يعش في عدن تلك المرحلة وقد يعتبرونها من وحي الخيال ذات يوم غابت أماني البيض عن المدرسة وكان النظام وقتها يطلب من الطالبة عند غيابها أن تحضر ولي أمرها في اليوم التالي ليبرر الغياب فلم يحضر وقتها البيض بسبب انشغاله وتحت إلحاح الإدارة حضر البيض بسيارته الخاصة دون حراسة وكان وقتها أمين عام الحزب الاشتراكي أي رئيس الدولة وتم التوقيع على دفتر الغياب وأشاد بهذا الموقف وكان وقتها ذاهب لاجتماع هام واطلع أيضا على همومنا ومشاكلنا و وعد على طرحها في اجتماع قيادة الدولة وقتها كان القرار مؤسسي لا تصرف ولا تعتمد مشاريع خارج إطار المؤسسة أو بشخطة قلم وما أكد لي ذلك استدعاء الشهيد سعيد صالح في قضية تخص ابنه وقتها وحضر شخصيا وهو وزير أمن الدولة وبسيارته الشخصية وحراسته مسدسه الشخصي فقط و وعد برفع ترميم قاعة المدرسة بعد أن أخذ المعلومات الكافية لمجلس الوزراء لتدرج ضمن مشاريع الدولة القادمة وقالها بالحرف الواحد مجلس الوزراء هو الجهة الوحيدة المخولة باعتماد المشاريع وفق دراسة علمية ولا يحق لفرد إعطاء تعليمات بذلك أي أنها كانت دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى نستدعي رئيس البلاد إذا أخطأ ولده ليوقع تعهد في المدرسة والنظام ساري على الجميع والفوارق الطبقية كانت بسيطة وتكاد لا تذكر هذا زمن نحن إليه وهو ليس حنين للماضي بل حنين للكرامة والعزة والشرف والإنسانية بل حنين للدولة العادلة والمساواة هل يمكن أن نستعيدها .
قد يكون للبعض وجهة نظر أخرى ولكني أؤكد أنه بعيدا عن السياسة يستطيع الشخص أن يعيش وقتها ومن أراد ان يكون سياسي فالاختلافات لها ثمنها لا ننكر وحادية القطب السياسي وقتها ومحاربة الآخر لكن كانت وقتها أرضية صالحة للدولة والمدنية إذا ما تغير النظام السياسي وتوسعة رقعة الحرية السياسية والفكرية كنا سنكون مثالا طيبا ودولة مثلى قادرة على مواكبة العصر ومتغيراته لكن اليوم انفتح الوطن سياسيا وفكريا ولكنه ظل معاق لأن الدولة غابت وتلاشت الدولة الضامنة للحرية والعدالة والمساواة الدولة الهشة التي تديرها عصابات ومليشيات وفئات ضالة طاغية باستعادة الدولة يمكن استعادة الكرامة والعزة والشرف ولي مواقف مشرفة كثيرة مع قيادات اكتفي بهذا بهدف أن يعلم الجيل الجديد أن الجنوب كان دولة ولها سلبياتها ولكن ايجابياتها تفوق التصور اليوم تعد حلم من الأحلام ويزعجني أن بعض أبناء هذا الوطن العزيز يروجون للسلبيات ويخفون الايجابيات بهدف التشويه والتعزير لتاريخ الجنوب يرسمون صورة مظلمة وكئيبة وتعيسة لذلك الزمن كما نلاحظه في قناة السعيدة في قصة شعب من طرف واحد فيه نشر للغسيل بهدف معد بعناية لم تجد كلمة طيبة أو موقف مشرف تفتخر به أسف وقهر أن يأخذ الجيل الجديد هذه الصورة الملطخة عن الجنوب ودولته وتتداول الحكايات التعيسة والمزرية عن وطن كان له تاريخ ناصع وفية من سلبيات.