آخر تحديث :الاحد 20 اكتوبر 2024 - الساعة:02:16:33
(زيده يا سيدي)
محمد عبدالله الموس

الاحد 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

لست أدري لماذا يقفز إلى ذهني ذلك المشهد من مسرحية التركة الذي ترد فيه جملة (زيده يا سيدي) حين كان القائد عبدالله أحمد بن علوان، الذي جسد شخصيته عطر الذكر المرحوم عبدالله مسيبلي يحاكم أحد الجنود فحكم عليه بالطرد من الخدمة العسكرية فقالوا أفراد الحاشية (زيده يا سيدي) فأضاف (بدون أي استحقاق) فقالوا (زيده يا سيدي) فقال (ما عاد باقي إلا الإعدام)

في المشهد المسرحي لم تجر عملية إعدام لكن في الواقع جرت عملية تصفيات مرعبة، وكنا نعتقد أن التصالح والتسامح قد طوى صفحات دامية من تاريخ الجنوب، ويدرك (كتبة) ثقافة الصراع من الذي ارتكب هذه الجرائم ومن الذي كان يحمل مباخر حفلات الذبح الجماعية والفردية منذ قبيل الاستقلال الوطني في عام 1967م، ويدركون أنا أكثر حاجة إلى التصالح والتسامح.

على طريق (زيده يا سيدي) فإن الأمر بلغ بمستكتب معتوه أن أنكر جنوبية الرابطة، وهو لم يبتعد كثيرا عن طروحات بعض حكام صنعاء الذين يقولون بأن سكان الجنوب ليسوا إلا بقايا هنود وصومال، وأذكر أن هذا المعتوه قد قال ذات محادثة (بالواتس اب) أنه يبغض الرابطة، وهذا يعني، ببساطة، أن الرجل لا ينطلق من خلاف في وجهات النظر وإنما من حالة مرضية اسمها (الحقد) تجعل الشفقة عليه أولى من أي شيء آخر، ويعرف كل جنوبي أن الرابطة هي أول من دافع عن جنوبية الجنوب منذ الخمسينيات، وكغيرها من الأطراف الجنوبية، استبشرت بالوحدة رغم أن قادتها قد طلبوا من قادة الجنوب إجراء مصالحة جنوبية قبل الدخول في الوحدة ولم يسمع أحد هذا الصوت.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد قال لي صديق ذات جمعة في أحد مساجد عدن أنه ليس مع المؤتمر الجامع لأن وراءه حزب الرابطة، ورغم انتقاد رأيه من قبل كل من كان حاضرا معنا، بل وشرحوا له حاجة الجنوب إلى قيادة ومشروع توافقي وأن الرابطة ليست إلا طرفا من أطراف كثيرة تؤيد الجامع إلا أنه ظل متمسكا بظنه، وحين سألته عن مرجعيته في هذا الرفض ذكر لي أحد ساسة الجنوب، وهو سياسي نكن له كثير من التقدير والاحترام.

لا يخرج الأمر من أحد سببين، أما أن هؤلاء ومن على شاكلتهم (تركة) بائسة من ثقافة الصراع ولا يريدون الخروج منها، أو أنهم لا يجيدون قراءة الواقع جيدا ليتمكنوا من اقتراح الحلول والمعالجات، وفي الحالتين فهم شر مستطير، يستخفون بدماء الشهداء ولا يشعرون بمعاناة أولئك الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بانتظار قادة يشعرون بالمسؤولية، يقودون الوطن والناس إلى بر الأمان، فهم بدلا من ذلك يعملون على مزيد من تمزيق الصف الجنوبي بصناعة تباينات ليست موجودة في الواقع.

أن وجود قيادة توافقية ومشروع سياسي واحد، يقرأنا العالم من خلاله، هو السبيل للوصول إلى بر الأمان ولا سبيل للوصول لذلك إلا بمؤتمر جامع يراه العالم ويشهد على نتائجه، فالعالم لن يسلم الجنوب إلى المجهول، كما قال الأستاذ عبد الرحمن الجفري، وإذا تأمل أحدنا نوع الأسئلة التي وجهت لنا من أكثر من جهة أجنبية لتوصل إلى هذه الحقيقة.

اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا.

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل