آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:20:08:04
آخر الأخبار
الرصاص الراجع وإقلاق السكينة
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

عندما يسقط اليل ويهدى الإنسان في مدينته من ضجيج حركة النهار يخلد إلى مسكنة ليستريح ويتأمل أمور الحياة الأسرية والوطنية يشعر بالأمان والطمأنينة له ولكل فرد من أفراد أسرته أنه لحظات مهمة في حياة كل إنسان يعيشها مع نفسه حوارا داخليا يراجع بها مواقفه وأعماله ويقيم ذاته ويريح أعصابه وكل أعضاء جسده الحي ليستعد ليوم جديد يجدد فيه نشاطه الاجتماعي والمهني والفكري والإبداعي يزيل الأرق والإجهاد والقلق والخوف الذي ينتابه وهو يمارس حياته الطبيعية إنها لحظات ضرورية بل ومهمة لصحته النفسية والجسدية والفكرية تصور أخي القارئ عندما تفتقد لهذه اللحظة من السكون والتأمل تصبح صيدا للخوف والقلق بشعورك عدم الأمان في مخدعك وفراش راحتك في البيت إنه الانهيار التام للفكر والنفس والجسد .

هل تعلم أن هذا يحدث لشريحة من مواطني مدينة عدن الحبيبة وخاصة هذه الأيام إنهم سكان حي ريمي في المنصورة بحكم أن منازلهم هي منازل مركبة من الزنج والبليوت إنه مشروع ريمي التي تقدر 650 مسكن سقوفها من الزنك الألمنيوم سهلة الاختراق لأي  قاذفات صغيرة تسقط من السماء كالرصاص الراجع الذي يرمى في احتفالات الأعراس أو الاحتفالات بعودة المهاجرين أو المسافرين لغرض العلاج أو الحج أو العمرة بمجرد سماع لعلعة الرصاص تجد سكان هذا الحي يصيبهم الخوف والرعب من سقوط الرصاص الراجع الذي يطلقونه ضعفاء النفوس والعقول باحتفالاتهم تلك وحدثت حوادث كثيرة راح ضحيتها أطفال وشيوخ ونساء وشباب وهم نيام على أسرتهم أو جلوس في دواوينهم يشاهدون التلفاز تلك الرصاصات الطائشة والراجعة تهدد حياتنا وتقلق سكينتنا مثلنا مثل المارة في الشارع العام أو المتجمعين على جنبات أو أركان الحارات يتداولون أطراف الحديث إنها مخاطر تهدد أرواح البشر ومجرميها لا يطالهم القانون ولا يعرف الضحية من هو غريمة إنه موت مباغت وقتل متعمد عن بعد من المسؤول عنه غير الأجهزة الأمنية المعنية بتنفيذ القوانين والنظم ومن وجهة نظري فإن من يطلق الرصاص في الهواء يعتبر مجرم وقاتل لا محالة لأن كل رصاصة يطلقها لابد من أن تسقط وتصيب بشرا أو حيوان تقتله أو تصيبه بإعاقة أو تخرب ممتلكات الغير.

كيف لإنسان سوي وعاقل تراوده نفسه إطلاق رصاص في الهواء وهو يعلم أنها أداة قتل ولابد لها أن تسقط وتصيب الغير ثم ما رمزية الفرحة في إطلاق الرصاص التي لم تصنع أصلا للفرح بل للقتل ولو علم الروسي كلاشنكوف أن هناك بشرا متخلفين سيستخدمون اختراعه ليفرحوا ويهللوا على حساب حياة غيرهم وإقلاق سكينة العامة وتهديد الآمنين  لعدل عن صنع هذا الاختراع الذي صار هاجس رعب وقلق للسكان في المدن الرئيسة والقرى في البلد.

إنني أناشد الجهات ذات العلاقة من وزارة الداخلية والأمن والقوات المسلحة والأجهزة التنفيذية والحكومة والرئاسة أن تعمل بكل ما تستطيع لمنع استخدام السلاح في الأعراس والمناسبات في التجمعات السكنية أو غيرها وفرض عقوبات صارمة أو اعتبار كل من يطلق الرصاص قاتل ويعاقب بجزاء القتلة والمجرمين .

مع العلم أننا أمة لا نعتبر بما حدث ويحدث من حصد لأرواح الأبرياء بأرقام مهولة تتحدث عنها الإحصائيات ولازالت الظاهرة مستمرة بل تتفاقم أكثر وأكثر وكأنها لا تهم الجميع مرتكبيها ومن يشاهدهم ويتواطآ عن ممارستهم وتعتبر من الظواهر الأكثر سوء التي يجب محاربتها والتصدي لمرتكبيها  أو الإبلاغ عنهم للأجهزة الأمنية أو حتى مقاضاتهم وفق نص قانوني يجب أن يحرم استخدام السلاح بهذه الصورة الشنيعة والملاحظ أن أكثر مستخدميها هم من الوجاهات والنخب المثقفة والمسؤولين الحكوميين .

كمواطنين لنا الحق بالأمن والأمان والاستقرار والسكينة لنعيش دون خوف أو هلع  أو قلق والدولة هي غريمنا الأول ممثلة بأجهزة الأمن في المديرية والحي والمحافظة والوزارة وتكفل لنا القوانين الوطنية والدولية ذلك في مقاضاة تلك الأجهزة ما لم تؤدي دورها المناط في منع المخلين  وحماية المواطن من سلوكياتهم تلك وتوفير أبسط حقوق الحماية والسلامة العامة باعتبار أن الإنسان  ثروة بشرية علينا أن نحفظها ونصونها والإعاقة هي عبء مالي ونفسي على كاهل المجتمع والدولة والالتزام بتطبيق القوانين هي مسألة أخلاقية وثقافية وفكرية ترسم للمستقبل.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص