آخر تحديث :الجمعة 27 سبتمبر 2024 - الساعة:10:22:54
نوفمبر الميلاد - نوفمبر الموءود
بسام فاضل

الجمعة 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

توجت أربع سنوات من الكفاح المسلح المرير الذي خاضه شعب الجنوب الحر بواسطة جيش التحرير الوطني للجنوب المحتل ,توجت بنصر مؤزر عظيم رسم ملامح الحرية على شفاه كل أحرار الوطن وكان منعطف جديد تشكل في تاريخه الوطني وضعه في مقدمة الشعوب المتحررة ,سلطت عليه أنظار كل الأحرار في العالم من أوسع أبوابه ,وأعاد اللحمة الجنوبية المفقودة التي تقطعت بفعل احتلال مقيت هيمن على ربوع الوطن لأكثر من 129عام جسد كل معاني السيطرة الاستعمارية  بشتى أنواعها وصنوفها من , فقر وتجهيل ومرض ,وتغييب سياسي لدور الوطن وممارسة التفرقه و الانحلال الطبقي والاستعباد السياسي.

كان نوفمبر الخالد رغم مآسي التشظي  وآلام المخاض وعثرات فواصل السنين العجاف التي قضاها في مخاضات الولادة نعم المولد ونعم النصير لكل تطلعات أبناء الوطن بكل شرائحه الاجتماعية ,معاتبا نفسه ,موبخا في كل صرخة تدل على الحياة إذ يشكو نفسه بنفسه بعدم الاكتمال والتئام الروح التي سقته مــــــن ينبوع الصبا ,فوضعت قطرة النماء الأولى .

كبر نوفمبر وكبر حلمه مــــــعه وشب مضاجعا السحابات العالية ومواجه الرياح العاتية يصنع الفجر اثر الفجر والنصر يحلقه نصر إلا أن شعور بأن بدره لم يتم وشهره لم يبلغ تمامه, وعامه لم يصل ذروة سنامه ,ماضيه ينقصه ,لم يحمل معه سوى عطره يغذيه كي لا يموت رغم أن التاريخ غذاءه والدعاء صلاته .

دماؤه ظلت منهمرة جداولا, تحجمه ولافتات الفرح تغلفها وتكسوها جلابيب الحداد.

هو يقول لنفسه أنا الضحية! فلما أجلد نفسي؟ يجيب كي يشتد جرحي وينضح دماء تنير ظلمة الآخرين.

مع اقتراب الموعد أحل دعوة يعلم خاتمتها ويعلم أن السم قد كيس الخنجر إلا أن موته كانت حياة لمن لا يستحق الحياة ودماءه كانت غذاء لنبتة شيطانية تأكل اللحم الحرام وتحلله زورا وبهتان بشريط لاصق .....ذبح على الطريقة الإسلامية .

نوفمبر الموءود..دارت به رحى حبه سحقته ساقته إلى خاتمته إلا من يد أمسكت شمسان الأغر ويد دامية علقت أناملها في قلعة صيرة الشامخة ,ترك ظهرا مكشوفا مفتوحا فانهال سوط جلاد ثان ,كان مخبئ في ماض مظلم أتى من دجى نيرون وأدغال المغول ,لفضته نار المجوس.

ترك باب غير مؤصد فكانت عدن طروادة خانها حبها وتغافل حارسها عنها وقيل أذعن وغض طرفا .

من مسافات بعيدة ,من حمى رمادا  كانت خاملة يحرك نوفمبر خلجاته تسمع قرقشة  طيرا يهم بإعلان الولادة مغادرا بيضته ,قيل بأنه كان شاردا وقيل بأنه كان مهاجرا يمضي سباته الشتوي وقيل أن روح شريرة سكنته عقرته جسدا إلا أن روحه تحلق في الكون الفسيح تقاوم السحر وتصارع  الأشرار,لمح طيفه عائدا إلى حلمه بعد أن نفض ما علق به وتخلص من السكون الرهيب و يحدوه الأمل بعناق الأحباب, الكل أفاق الكل شاخص الأنظار يقرا تسابيح الانتظار ..الانتظار..الانتظار...الانتصار.

بسام فاضل 13نوفمبر 2014م ساحة الاعتصام عدن

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص