آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:19:45:15
أيا عدن الحبيبة.. من ينصفك من
احمد محسن احمد

الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

كانت اللحظات الجميلة عند يان أسير بين صفوف الرجال الذين قبلوا وارتضوا بأن تلحف الشمس المحرقة أجسادهم الطاهرة لتنقيها من أمراض وقيود الماضي الكريهة والمرفوض من قبل كل شريف في ساحة الاعتصام بخورمكسر ومن خارجه.

لقد كان لكاتب هذه السطور شرف التنويه من تفشي ظاهرة سيئة وغير مستحبة أخذت مساحة صغيرة بين أبناء الوطن الواحد الحر في الجنوب وزهرته عدن الحبيبة.. هذه الظاهرة السيئة قد نوهنا إلى خطورتها في المؤتمر الأول للقضية الجنوبية في القاهرة (مصر) عام 2011م.. وهي أن أبناء المحافظات الجنوبية باستثناء عدن لا أحد يسألهم (من أين أنت إلا ابن عدن)، واستاء منا الكثير في ذلك الوقت.. لكن ما بدأ هذه الأيام يتجسد في ساحة العروض الذي يطلقون عليها (ساحة الحرية) ظهر من يرد على شخص كان له دوره البارز في مقارعة الفساد ورأسه الضخم وأوكاره في نظام صنعاء حين بدأت كتاباته ضد النظام السابق ورموزه الذين استباحوا الجنوب ثروة وإنسان وتحديدا منذ عام 1992م، لقد كان الرد الخطير على شخص الرجل الذي كان ولا زال على مواقفه القوية ضد الفساد ورجاله بأنه ليس جنوبي رغم أنه من أبناء عدن وأسرته عريقة في عدن ولها شرف المساهمة العظيمة في مرافق الدولة الحيوية والهامة لحياة الناس والأرض الطيبة في عدن وبقية محافظات الجنوب حتى وإن والده كان له شرف حفر اساسات الكهرباء في حجيف عام 1920 فعندما سأل أحد عناصر الساحة المنتمي لاحد قبائل الجنوب الذين يحتلون نصف حجم الاعتصام المنتشرة في ساحة العروض التي يطلقون عليها ساحة الحرية.. عن شخص بارز في نشاطه الحيوي بقوله ( من فين هذا الشخص.. فكان الرد عليه هو عدني.. ومن أبناء عدن).. لكنه فاجأ الطرف الآخر بنفس النزعة القبلية الخبيثة.. أيوه لكنه من فين.. فقال لهم من البيضاء فردوا عليه سريعا.. "هاه يعني دحباشي".

الغريب أن هؤلاء الذين يدعون أنهم أصحاب قضية جنوبية عادلة.. تطايروا كالفراش عندما سمعوا بطلقة الرصاص في نفس اليوم (نعت واتهام ابن عدن بأنه بيضاني دحباشي) لمجرد خلاف انتهى بطلقات رصاص بين أطراف متنازعة (طار القبيلي الذي يوزع الاتهامات ويفند من هو الجنوبي ومن هو غير الجنوبي).

لا أحد يريد التفتيش في ماضي الناس والمدن والمحافظات لما كانت عليه في الماضي القديم.. وإلا لو كانت هناك قليل من (الزنقلة العدنية).. لسألنا هذه القبيلة التي نعتت أبناء البيضاء بأنهم دحابشة.. إذا كان هناك لديهم الشجاعة.. ان ينعتوا من هم بجوارهم في خيم الاعتصام لما كانوا عليه في العام 1920م خلونا نغطي و(ندفن) كما قالها سلطان البيضاء الحكيم حسين ابن أحمد الرصاص (رحمه الله) عندما أرسلوا له بعد 26 سبتمبر شخص لينشئ جهاز مخابرات وبحث.. فكان الحوار اللطيف التالي بين السلطان ورجل المخابرات والمباحث المرسل من صنعاء..

السلطان حسين يسأل الرجل المرسل من صنعاء (وش جابك عافاك.. يعني أيش الذي جابك إلى البيضاء طال عمرك).. فرد عليه رجل المخابرات والبحث.. (نريد إنشاء جهاز للمخابرات والمباحث في البيضاء).
فرد عليه السلطان.. كيف نحن ندفنهن وانته تبى تبحرثهن .. يعني السلطان حسين يقصد انه يغطي ويدفن المشاكل البحث عن خفايا المواطنين.. وصاحب صنعاء جاء ليكشف ويبحث عن المشاكل وكلمة (يبحرث تعني يبحث او يدور بطريقة سيئة).

بعد هذا لكم الله حتى تراجعوا أنفسكم رغم  أن كل واحد في جعبته ما يكفيه ليؤكد أن الجنوب حق ابنائه من زمن الاتحاد الفيدرالي وعاصمته عدن .. أما البيضاء فهاتوا دليل أن الشمال حكمها أو الجنوب حكمها.. فهي سلطنة كمثل السلطنات الموزعة على أرض الجنوب من شرقه لغربه.. ومن شماله لجنوبه.. ما عدى الاحتلال الزمني البسيط للشمال على الجنوب معه محافظة البيضاء ولنا لقاء.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص