- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
- سقطة مدوية للريال اليمني صباح اليوم الجمعة
- قناة سعودية : واشنطن بدأت تغيير نهجها تجاه الحوثيين في اليمن
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الخميس بالعاصمة عدن
- تقرير خاص بـ«الأمناء»: من يوقف عبث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بالمال العام؟
- الرئيس الزُبيدي: تصنيف أستراليا للحوثي كجماعة إرهابية يدعم توحيد الموقف الدولي لردع هذه المليشيا
- الرئيس الزُبيدي: نعوَّل على دعم الأشقاء والأصدقاء لإخراج البلاد من أزمتها
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
تعجبت كثيراً من إقدام الرئيس عبدربه منصور هادي الإعلان عن حكومة كفاءات في ظل وضع سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني كارثي بكل ما تعنية الكلمة من معاني ولا يمكن خلاله أن تقام حكومة مهما كانت كفاءة اعضائها العلمية وتجاربهم العملية حتى ولو كانوا ملوكاً أنزلهم الله من السماء ليحكموا اليمن, فلن يجدوا لهم مكاناً أو قبول في بلاد الواق واق. مع أن عبدربه منصور هادي يعرف عن ذلك أكثر من غيره. رغم اني على قناعة مطلقة بأن الاسماء التي اعلن عنها لا يختلف على نزاهتها اثنان فهم من اكفاء واخلص العناصر الوطنية لكن الإعلان عن أسمائهم قد تم في الوقت الخطاء سياسياً وليس بغريب ان يرد البعض بأن ذلك الإعلان بأنه قد جاء لإحراقهم أمام الشعب اليمني والعالم والتهمة بالتأكيد ستكون ضد عبدربه منصور دون غيره.
قد يقول قائل بأن علي عبدالله صالح قد أطاح بعبدربه منصور هادي وغيره ليس في قيادة حزب المؤتمر والإضرار بمستقبله السياسي وبمستقبل تلك الوجوه البريئة التي ظهرت فجاءة للعلن كحكومة كفاءات, التي ماكان له أن يعلن عنها في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها اليمن ويعيشها الجنوب على حد سواء, لكنه مع الأسف لم يتعلم من أخطاؤه و أخطاء الأخرين ممن سبقوه التي سبق أن نشرتها كعنوان بارز في أحدى الصحف المحلية قبل فترة لم تتجاوز الشهرين وكانت بعنوان : "عبدربه منصور يكرر أخطاء علي البيض" والذي حدث هو أن عبدربه هو الذي أطاح بنفسه وليس علي عبد الله صالح .
فماذا كان يتوقعه عبدربه من تلك الأخطاء الكبرى التي وقع فيها وكيف سيتعامل مع نتائج احداث دامية وسقوط عشرات الضحايا في العام 2011؟ وماذا كان يخفيه أو يعنيه ذلك الصراع وما نتج عنه من انقسامات في مؤسسات الجيش والأمن بين من هو مع علي عبدالله صالح أومن هو يقف ضده , أي مع علي محسن الأحمر وعيال الشيخ عبدالله وحزب الإصلاح من جهة أخرى. في الوقت الذي تنحى فيه الحوثيين جانباً . ألم يدرك عبدربه ماسوف تجلبه الحصانة التي اعطيت لعلي عبدالله صالح بالمجان من مخاطر في المستقبل, وكذلك بقاؤه في اليمن رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام ؟ لم تتوقف أخطاؤه عبدربه منصور عند هذه الحدود بل تواصلت وبصورة دراماتيكية والتي لا بد وأن يكون للمقربين والمستشارين الدور البارز ومنها على سبيل المثال:
أولاً : إقرار الجرعة القاتلة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل في الوقت الذي فيه يعيش الشعب اليمني كله في (..... الحمار ) الجرعة التي كان ينتظرها علي عبدالله صالح وحلفاؤه على أحر من الجمر بهدف استغلالها لصالحه ولصالح انصارالله وليست لصالح الشعب اليمني , ذلك ما حصل حقيقة وهي الجرعة التي شبهتها في مقالي السابق بإعلان الانفصال الذي جاء على لسان علي سالم البيض والذي انتظره علي عبدالله صالح طويلاً بهدف شن حربه العدوانية في العام 1994م ضد الجنوب واحتلاله ونهب ثرواته ورمي موظفي الدولة في الجنوب وكذا المؤسسات العسكرية والأمنية في الشارع. لقد اتضح لي أن عبدربه لم يقراء ذلك المقال .
ثانيا : كيف كان ينظر عبد ربه منصور هادي في تلك اللحظات التي وصل فيها الحوثيين إلى أبواب العاصمة صنعاء ومحاصرتها من جميع الجهات بمختلف أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة واقامة المخيمات , وكيف تعامل مع المراحل التصعيدية الثلاث التي أعلنها زعيم الحوثيين والتي كانت بمثابة إعلان حرب لا تراجع عنه وبكل بصراحة واصرار .
ثالثا : في الوقت الذي كان يجتمع فيه الرئيس عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي وجميع المفوضين للتوقيع على مخرجات الحوار الوطني وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبعد أن أصبحت مليشيات أنصار الله وحلفاؤهم وفي مقدمتهم العسكريين والمنشقين التابعين لعلي عبد الله صالح في جميع أحياء وشوارع وأزقة العاصمة صنعاء وضواحيها وبهدوء تام لم تشهده العاصمة من قبل وهم يستولون على جميع الأسلحة التابعة للجيش وللفرقة الأولى مدرع التابعة لعلي محسن الأحمر وخاصة الدبابات والمدفعية وعشرات الأطقم إضافة إلى ترسانة هائلة من الذخائر المتنوعة واخراجها من العاصمة عيني عينك أمام الله وخلقه عبر مختف القنوات الفضائية المحلية , العربية والدولية وعبر ألسنة مراسليها . وبعد أن وصل الوضع السياسي والاجتماعي والأمني إلى أسواء حالاته , يقوم عبد ربه بالاعلان عن حكومة كفاءات ! بعد الخضوع والتراجع عن الجرعة التي يعود الفضل في تعديلها إلى جماعة أنصار الله وحدهم دون غيرهم وكان لذلك الخضوع دور اساسي في اضعاف عبد ربه كرئيس دولة منتخب واصبح الحوثيون اليوم يسيطرون عسكريا على اغلب المحافظات الشمالية كما أن علي عبد الله صالح هو وحده المستفيد من جميع أخطاء عبد ربه , وها هو اليوم يترندع في الساحات والميادين والقنوات الفضائية , لا بل لقد أعيدت له الحياة من جديد بعد أن كان ميتا في نظر الجميع .
كم أزداد نشاطا وحيوية بعد إصدار العقوبات الدولية التي لن يتجاوز تنفيذها عتبات المقر الرئيسي لمجلس الأمن , فتاريخ هذا المجلس وتاريخ قراراته مثله مثل تاريخ مجلس الجامعة العربية 95 % من قراراته لا تنفذ سواء تلك التي يقرها وزيري الداخلية والاعلام العرب .
أجدها مناسبة القول : فبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وحدهما من يستحقان هذه السنة جائزة نوبل للسلام مناصفة بين الأثنين نظير دورهما المتعاظم والمتميز في استتباب السلام والأمن الدوليين خاصة في الوطن العربي بعد ان اصبحت جوائز نزبل للسلام لا تستند لشروط ومعايير ابداعية فهي تمنح لمن هب ودب وفقا لأهداف ونفوذ ورغبات بعض الحكومات وزعاماتها . وللتوضيح أكثر فان هذه الجائزة سياسية قبل أن تكون ابداعية ( توكل كرمان ) نموذجا .
نصيحة هامة قبل فوات الأوان
اوجهها للرئيس عبد ربه منصور ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وأعضاء حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح . حفاظا على عدم سقوط قطرة دم واحدة وحتى لا يدخل الشعب في الجنوب والشمال في حرب أهلية شطرية وتتكرر العراق وسوريا في اليمن ويتكرر الفيتو الروسي والتدخل الأجنبي الذي كان من أهم أسباب خراب ودمار سوريا والعراق وليبيا لأنه عندما تنفجر الحرب الأهلية في اليمن فلن يستطيع كائن من كان ايقافها أو التحكم في مجرياتها . والحرب كما وصفها أحد الشعراء ردا على سؤال عمر بن الخطاب :
الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول
حتى اذا حميت وشب ضرامها عادت عجوزا غير ذات خليل
شمطاء جزت رأسها وتنكرت مكروهة للشم والتقبيل
كما قيل لعنترة بن شداد صف لنا الحرب فقال : أولها شكوى وأوسطها نجوى واخرها بلوى .
لقد ان الأوان لتفادي كل ذلك والبدء سريعا بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بالنسبة للقضية الجنوبية والمتمثل في الاقليمين بداية بالاستمرار في إطار الوحدة لفترة لا تتجاوز العام أو العامين , بعدها يتم الاستفتاء الشعبي في الجنوب وبإشراف عربي ودولي يحدد فيه الشعب الجنوبي ما يريد : الاستمرار في الوحدة أو الانفصال عنها , وخلال فترة ما قبل الاستفتاء يستطيع الجنوب أن يقف على قدميه عبر بناء مؤسسات الحكومة الاتحادية أو المستقلة . وفيما لو تم ذلك فسوف تقطع الطريق أمام تجار الحروب والمزايدين وكل من كان السبب في خراب ودمار وتخلف اليمن شمالا وجنوبا أرضا وانسانا وما وصلت إليه الأوضاع الكارثية في الوقت الحاضر .