آخر تحديث :الخميس 12 سبتمبر 2024 - الساعة:22:11:27
آخر الأخبار
رسالة مفتوحة إلى: ( الهيئة الشرعية الجنوبية )
علي صالح جسار

الخميس 00 سبتمبر 0000 - الساعة:00:00:00

أيها العلماء الأفاضل:  أراد الله لكم أن تكونوا في هذا الظرف الدقيق  والصعب  ،  منارة  الهدى  للجنوب  ورأس  حربته  وحريته  ،  وتقع  على  عاتقكم  مهام  جسام  للتنوير  والتوضيح  إلى  سواء  السبيل  للعامة  والخاصة  فيما  ينفع  الناس  أو  يضر  .

إذ قال تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )  أي  أن  العلماء  هم  أهل  الخشية ، وأن  من  لم  يخف  من  ربه  فليس  بعالم  !

وجاء  في  الحديث  القدسي ، حينما  قال  جل جلاله : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما  فلا تظالموا ..... )

وكما جاء في الحديث الشريف ، على صاحبه أفضل الصلاة والسلام : ( اتقوا الظلم  فإن الظلم  ظلمات يوم القيامة ... )

وقال ابن الجوزي - رحمه الله -  الظلم  يشتمل  على  معصيتين :  أخذ مال الغير بغير حق ، ومبارزة الرب بالمخالفة ، والمعصية فيه أشد من غيرها ، لأنه ﻻ يقع غالبا إلا بالضعيف الذي ﻻ يقدر على الانتصار ، وينشأ الظلم على ظلمة القلب لأنه لو استنار لنور الهدى لأعتبر !!

أيها الأفاضل علماؤنا الأجلاء :

الكل  منا  - نحن  أبناء  الجنوب   - نستمع لكم  ونثق بكم  ونستنير برأيكم  ونسير من خلفكم  ونتطلع معكم  بقيام  دولتنا  وكياننا  متراصين كالبنيان المصفوف  وعلى قلب رجل واحد  ،  لنخرج  معا  من  هذا  النفق  المظلم  والليل  الدامس  الذي  وقعنا  فيه  منذ  22 أيار/مايو من عام 1990 م  بحسن  النية  وبصدق  التوجه  والتطلع  نحو  الوحدة  اليمنية  الشاملة  والكاملة  مع  اشقائنا  في  شمال  اليمن  !!

ولكن - مع اﻷسف الشديد - كانت  نوايا  الطرف  اﻵخر  من ذوي القربى  في  الشمال  ،  غير  صادقة  أو  أمينة  في  التوجه  معنا  لبناء  دولة  عصرية  مدنية  يمنية  ،  يسودها  تكافئ الفرص  ،  والعدل والمساواة  ،  والقانون والنظام  ،  والنهضة والتقدم والازدهار  !!

بل  وجدنا  انفسنا  بعكس  هذه  التمنيات  واﻵمال  واﻷماني  بين  ليلة  وضحاها ؛ حيث  أصبحنا  (  رعايا  )  ولسنا  (  مواطنين  )  !!!

وبدأت  حلقة  الاغتيالات  والتصفيات  لخيرة  كوادرنا  في  قلب  ( صنعاء )  عاصمة ( الوحدة ) اليمنية  !!

والتعالي  والغطرسة  علينا  ،  والنظرة  الدونية  لنا  ،  وظهر  جليا  رأس  غول  المكر  والخداع  ،  والاستبداد  والاستعباد  والاستبعاد؛  عندما  أعلنت  ( صنعاء )  علينا  حرب  غاشمة  وظالمة  اكتملت  حلقاتها  في يوم الجمعة 7/7  من عام 1994 م 

ووجدنا  أنفسنا  نحن  أبناء  الجنوب  خارج  التاريخ  والهوية  والوطن  ؛  بل  ونعتونا  بالكفر  والإلحاد  !!

وها  نحن  اليوم  نسترد  أنفاسنا  وعزيمتنا  مع  كل  شرائحنا  ومكوناتنا  ومناطقنا  ومدننا  وقرانا  وبرجالنا  ونسائنا  وبشبابنا  وأطفالنا  ؛  لنرفع  أصواتنا  عالية  مدوية  ؛  ليسمع  من  به  ( صمم ) في  هذا  الكون  ؛  أننا  لم  ولن  نقبل  بإنصاف  الحلول  في  قضيتنا  الجنوبية  ؛  دون  استعادة  دولتنا  المستقلة  ذات  السيادة  الكاملة  على  كل  ذرة  من  تراب  جنوبنا  الغالي  مهما  كانت  التضحيات  والصعاب  !!.

ومن  هذا  المنطلق  علينا  أن  نعي   جيدا ؛ أنه  يوجد  ما بين  ظهرانينا  ومن  بني  جلدتنا  ؛  من  هو  (  مندس وماكر )  من    يدعون  أنهم  مثقفون  وكتاب  ونشطاء  وسياسيون  !!

بينما  هم  في  واقع  الحال  ليسوا  أكثر  من  دعاة  فتن  ودجالين  ومنافقين  وأفاكين  ؛  يؤثرون  أنفسهم  على  وطننا  وشعبنا  ؛  وفي  اعتقادنا  أنهم  يندرجون  تحت  المثل  القرآني  : ( كمثل الحمار يحمل أسفارا )  !!

إذ  منهم  من  يدعوا  إلى  ( التعرض والتنكيل )  ضد  المواطنين  الشماليين  الذين  يعيشون  بيننا  من  عمال  بسطاء  وأصحاب  بقاﻻت  وبسطات  ومقاهي  ومخابز  ؛  الذين  ليس  لهم  أي  ارتباط  بحكومات  الاحتلال  وما  قد  حصل  لنا  ولبلادنا  من  ظلم  وغدر  وعدوان  ؛  وكلنا  يعرف  يقينا  من  هم  غرماؤنا  المجرمون  الذين  عاثوا  واستحلوا  دماءنا  وأرضنا  وثرواتنا  ؛  وليس  لهؤلاء  العمال  البسطاء  أية  صلة  فيما  قد  جرى  علينا  .

وقد  قال  العلي  العليم  : ( ولا  تزر  وازرة  وزر  أخرى ) 

وعليكم  أيها الأفاضل  في  ( الهيئة الشرعية الجنوبية  )  والأعزاء  من  أئمة  المساجد  دعوة  الناس  من  على  منابركم  ومساجدكم  وفي  خطب  جمعتكم  وجمعكم  التنبيه  والتحذير  من  مغبة  التعرض  لهؤلاء  العمال  بسوء  في  أرض  الجنوب  ؛

كي  ﻻ  تنطبق  علينا  مقولة  الفيلسوف الجزائري : محمد أراكون - رحمه الله -

( يرفعون  الظلم  عن  أنفسهم  ؛  ليظلموا  اﻵخرين  ) !!

وحفظ الله الجميع  لما فيه خير البلاد والعباد .

تحياتي .. وسلام الله عليكم..اللهم  قد  أبلغنا  مما  نخاف    ونحذر  منه  قبل أن  يقع  على  الأبرياء  فاشهد  لنا .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص