آخر تحديث :الاثنين 18 نوفمبر 2024 - الساعة:23:53:58
الجنوب وطن لن ينتصر بالكراهية
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 

دائما ما نفتخر نحن أبناء الجنوب وخصوصا عدن بالتنوع الفكري والثقافي والعرقي وقبول الأخر والتعايش والمدنية كل هذا يدفعنا إلى أن نكون  مثالا يحتذى به في تأسيس دولة جامعة للكل وضامنة لحقوق وحريات الكل وعادلة بين الكل من أطياف سياسية وفكرية وثقافات وأعراق ، إذ اليوم لا يجب أن يقال غير ما يصب في هذا التوجه ومن لدية مشروعه الخاص الذي يريد فرضه على الآخرين وتمزيق البنية الاجتماعية ودس الفتن والدسائس علينا أن نقف له بالمرصاد حتى لا يشوه حلمنا القادم  وعلينا أن نأخذ دروسا من تجاربنا فيما مضى واستحواذ طرف وإقصاء الآخرين والنتيجة التي آلت إليها الأمور .

عندما نستعيد ذكرياتنا في ستينات القرن الماضي ونحن شباب مثخنين بالطموح وتشع  أفكارنا بالأمل القادم المنشود وظللنا ننتظر بزوغه لكن التخلف جثم علينا وحطمتنا الانتماءات الصغيرة تقاتلنا بالقبيلة والطائفة والشللية  تبددت أحلامنا وتبخرت  وما وصلنا إليه اليوم إلا دليل على فشلنا الذريع في النهوض وانظر اليوم لأحفادي وهم يلعبون ويلهون وأتخيل مستقبلهم هل سيكون مصيرهم كمصيرنا ؟ أقول نعم في حالة واحده إذا لم نستفد من تجاربنا ونرفض من يسممون واقعنا ويدسون الفتن بيننا .  

الجنوب اليوم يعاني تأثيرات 20 عام من التجهيل والتغذية الفكرية السلبية تُجاه بعض ،أي مورست في الجنوب استراتيجية سياسية تم فيها استنهاض الروح الطائفية وزرع ثقافة الكراهية حسب الحاجة التكتيكية إليها ليضرب مشروع الجنوب من داخله يخلقون فوضى عارمة في الساحة السياسية للجنوب معتقدين أنهم قادرون على تغييب عقلاء الساسة الجنوبيين حتى لا ينهض الجنوب أبدا .

ما نقرأه ونستمع إليه من بعض محللينا وكتابنا عن فرز طائفي لأناس يعيشون معنا تحت سقف وطن واحد وتألموا لألمنا وفرحوا لفرحنا و هناك من يجردهم من هويتهم ويتعامل معهم بازدراء يصر إصرارا غبي أن يجعلهم خصومه لا شركاءه في هذا الوطن  وهذا  يصب في اتجاه من لا يريد للجنوب التعافي والنهوض من ينبش في الماضي ويسخره لبث قناعات وأفكار  لا توجد سوى في نفسه المليئة بالكراهية التي ستدمره وتدمر معه الجنوب يحكي وينسج حكايات من خياله المريض عن فئة أو طائفة أو عرق  ليزعزع الثقة بالجنوبيين بعضهم ببعض يحلل ويقيم مرحلة تاريخية دون أساس علمي بل بنظرته المناطقية والمذهبية للآخرين وعلى طول يتهمها ويحملها كل مشاكله وإخفاقاته ويبرئ ذاته ومن يناصرهم من كل أحداث الماضي المأساوية بمعنى ضيق الأفق الذي يعيشه في قريته ومنطقته وهويته الصغيرة كما قالها الشهيد علي عنتر ذات يوم   .

الجنوب اليوم ليس في حاجة للمهاترات لهذا لم أذكر اسما أو فئة أو مكون لكنني أنوه إلى خطورة ما يبث من سموم فتاكة قد تهد مجهود سنوات عجاف من النضال قدمنا فيه الدماء وخيرة الشباب من ثورة أكتوبر إلى هذا اليوم ومن له ذوي ضحى بحياته من أجل الجنوب الطاهر يحسن بمقدار هذه التضحية ومن يتفوه بكلمات وأفكار ومشاريع صغيرة وطائفية وشللية هو من يريد ضرب الجنوب من الداخل ..الجنوب وطن أكبر منّا جميعا ومصلحته فوق مشاريعنا جميعا ولا يستطيع أحد كائنا من كان أن يقود الجنوب إلى مثواه الأخير كلنا سننتصر للجنوب وسنرفع رأسه عاليا يرفرف في سماء الحرية والعدالة والتعايش والتنوع .

طهروا  نفوسكم المريضة من كراهية الأخر والانتماءات الصغيرة التي تتقزز نفسي من سماعها أو ذكرها فأمامنا وطن علينا أن ننتصر له .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص