آخر تحديث :الاثنين 25 نوفمبر 2024 - الساعة:23:45:33
وعادت حليمة إلى عادتها القديمة
حسن بن حسينون

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الذين لم يقرحوا طماشة واحدة في حرب 94م من أبناء الحجرية كما جاء على لسان السيد علي سالم البيض أكانوا في المحافظات الجنوبية أو الشمالية وتحديداً في محافظتي إب وتعز وجميع مناطق الحجرية لم يسمع لهم صوتاً مندداً بالحرب العدوانية التي شنها نظام علي عبدالله صالح وحزبه وكذا حزب التجمع اليمني للإصلاح حليفه الاستراتيجي القوي. أما لماذا اختفوا وغابوا عن الأنظار وكأنهم أمواتاً أو من أهل الكهف؟ فلأنهم لم يكونوا جنوبيين أو انفصاليين ، وأن الانفصالي هو علي البيض وكل الجنوبيين وقد كرمهم علي عبدالله صالح بتقديم شهادة الانتماء لليمن وللوحدة اليمنية, ولم يسرح أي منهم عن وظيفته بل تم ترقية العشرات منهم إلى مناصب عليا في جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك السلك الدبلوماسي وكما جاء على لسان علي عبدالله صالح بأنهم الأذكياء وأنتم الأغبياء.

في الماضي ومنذ العام 1967م وحتى حرب صيف 94م ظلوا يهيمنون على القرار التنظيمي والحزبي وعلى القرار السياسي في جميع مرافق الدولة وهيئات الحزب العليا كما شكلوا مصادر نشطة للفتن والخلافات والدعاية والتحريض وخلق الانقسامات بين الجنوبيين, وكل من يقف عائقاً أمام أهدافهم ومصالحهم حتى ولو كان فرداً واحداً منهم , يمكن تشبيههم بالغربان التي سرعان ما تتجمع بأعداد كبيرة وتملأ المكان نعيقاً لا يتوقف عندما يسقط أحدهم ميتاً على الأرض و محاولة إنقاذه قبل أن يفقد حياته لقد مثلوا لوبي موحد في الجنوب فيما بينهم لا يمكن اختراقه وصل إلى مستوى عال من التضامن والتكاتف لم يصل إليه اللوبي الصهيوني المنتشر في جميع أنحاء العالم.

قد يكون السبب في ذلك يعود إلى الظلم والقهر والتهميش الذي مورس بحقهم من قبل نظام الإمامة طيلة عقود ماضية من الزمن لأن الظلم والقهر والتهميش كما تقول الحكمة يوحد الناس المظلومين لكن للأسف كان ذلك التوحد على حساب حياة وأمن واستقرار الجنوبيين طيلة 23عاماً حتى ما بعد الوحدة .

واليوم وبعد غيبة طويلة فها هم يعودون من جديد ليحتلوا القنوات الفضائية العربية والأجنبية الناطقة باللغة العربية دون أن ينافسهم جنوبي واحد رافعين راية الدعوة للانفصال وفك الارتباط عن الوحدة مع الشمال وإقامة واستعادة الدولة الجنوبية.

لقد سبق لهم أن وصلوا إلى أعلى المناصب الحكومية والحزبية ما قبل الوحدة : فبعد كل الحروب الأهلية والصراعات التي حدثت في الجنوب كانوا يحتلون المناصب المختلفة محل من قتلوا أو هربوا خارج الجنوب : بعد أحداث 68 و 69 عند الإطاحة بقحطان الشعبي ( اليمين الرجعي )وهي الحركة التي أطلق عليها بالحركة التصحيحية مرورا بالحرب الأهلية التي أطاحت بالرئيس سالم ربيع علي عام 78 م ( اليمين الانتهازي الرجعي المتطرف ) وكذلك الحرب الأهلية بين الطغمة والزمرة التي أدت إلى هزيمة علي ناصر محمد 1986 م وانتهاءً بالحرب العدوانية التي شنها نظام علي عبد الله صالح على الجنوب عام 1994 م واحتلاله  وقد خرجوا من كل تلك الحروب والصراعات الأهلية في الجنوب سالمين كما تخرج الشعرة من العجين ولسان حالهم يقول ماهلنيش بين القبائل والمليشيات في صنعاء وعدن ( مع الاعتذار لمحمد أحمد الزامكي ) .

بعد تلك الحرب أصبح أبناء حجرية عدن من الشماليين هم من استحوذ على المناصب بعد هزيمة الجنوبيين الذين غادروا خارج الجنوب وذلك تكريما لهم من قبل علي عبد الله صالح لمواقفهم الوحدوية وتقديم الولاء والطاعة لنظامه بعد الحرب التي لم يتعرض أيٍ منهم لأي أذى أو المساس بممتلكاتهم في عدن أثناء وما بعد الحرب وحتى الوقت الحاضر بصفتهم وحدويين وليسوا انفصاليين .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل