آخر تحديث :الثلاثاء 15 اكتوبر 2024 - الساعة:02:29:45
برجوازية "الرفيق".. و بروليتاريا "السيد"
محمد بن محمد الشينه

الثلاثاء 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

كلنا يعرف الأسس والمبادئ التي قام عليها الفكر الإشتراكي كمنظومة ثقافية وإقتصادية تسعى لتحقيق العدالة الإجتماعية بين أفراد الشعب من خلال تمكين وسائل الإنتاج للطبقة العمالية الكادحة المعروفة في أدبيات الفكر الإشتراكي ب(البروليتاريا) ومناهضة وجود الطبقة الإقطاعية الرجعية (البرجوازية).

وقد دأبت الأحزاب المتبنية للفكر الإشتراكي -كمبدأ ثقافي ومنهج إقتصادي- على تكريس هذا الوعي الإنساني من منطلقات (الأممية) والمساواة بين الشعوب على المستوى العالمي والمساواة بين أفراد الشعب على مستوى المجتمع الواحد .
ولطالما عرفت الشخصية الإشتراكية بتشبثها القوي بمبادئها وأفكارها حد التزمت أحيانا، إضافة إلى سعيها الحثيث المستمر من أجل تحقيق تلك المبادئ والأفكار وتجسيدها واقعا معيشا في كل تفاصيل الحياة اليومية.

 

يعرف الكثير ذلك ويقر به رغم ما يراه البعض من تقادم لعهود الاشتراكية وبلى -أي قدم- أفكارها ونظرياتها، إضافة إلى ما حاق بها من اضمحلال إثر انهيار حاضنها الأكبر (الإتحاد السوفيتي) أواخر القرن الماضي .
إلا أن الاشتراكية وبالرغم من ذلك كله واصلت ركبها -كفكر إنساني أصيل- في أوساط كثير من المثقفين حول العالم احتضنوها عن إيمان عميق بعظمة مبدئها ونبل أهدافها .

لكننا لو جئنا لتمحيص ما وصلت إليه الاشتراكية في اليمن وقتنا الحاضر من خلال استقراء المواقف السياسية للحزب الاشتراكي اليمني مؤخرا والمسارات التي انتهجها الحزب في مشاركته بالعملية السياسية لوجدنا أنها تتناقض تماما مع كل مضامين المبادئ والأسس الفكرية للاشتراكية.
إذ نجد أن الرفاق في الحزب وفي طليعتهم الرفيق الدكتور ياسين سعيد نعمان -وللأسف الأليم- قد قبلوا على أنفسهم مع بعض الأحزاب الهشة أن ينضووا تحت إبط أحد أكبر برجوازيي وإقطاعيي اليمن (حميد الأحمر) في ما عرف بتحالف أحزاب اللقاء المشترك، الذي التقى تحت مظلته أقصى اليمين مع أقصى اليسار، في خطوة أثارت استغراب كل المحللين من بلاد واق الواق والعم سام والجنس الأصفر والأفطس وشعوب الأسكيمو وقبائل الهنود الحمر !!


ثم نراهم الآن مع شلة المشترك يحذرون من الأوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد ويتوجسون مما آلت إليه الأمور، مستمرئين مزايداتهم الديماغوغية الرخيصة عن أمن المواطن ومستقبل الوطن وكأن الشعب كان يعيش حالة من الرغد في كنف دولة بقوة روسيا ورفاهية سويسرا وأمن وسكينة كندا !!!
وبكل صفاقة يتنصلون من المسؤولية ويتهمون بالتخريب والعمالة من انطلق من قعر التهميش والمظلومية ببركان شعبي فياض يصهر كل عتاولة الطغيان وجلاوزة الفساد و دواعش الإرهاب؛ محققا للشعب المطحون -خلال فترة وجيزة جدا- نجاحات لمسها المواطن البسيط في حياته اليومية، ونجاحات أخرى ستؤتي أكلها عما قريب أمنا وعدلا وعزة وكرامة.                              
فماذا قدم "رفيق" البرجوازية الأحمرية و"ناصري" الشيخ الإخواني وشركاؤهم منذ قيام تحالفهم المشبوه قبل سنوات وحتى الآن.. مقابل ما قدمه "سيد" البروليتاريا ومكونه الشعبي (أنصارالله) في شهور قليلة ؟؟!!
أوليس هؤلاء المشتركيون هم السبب في ما يسمونه النفق المظلم والمنزلق الخطير الذي طحست فيه البلاد ؟!
ألم يكونوا على رأس أفسد حكومة عرفتها (الجمهورية) التي ينوحون عليها الآن ليس خوفا عليها -كما يزعمون- وإنما لأنها قفزت من جيوبهم لتبصر النور لأول مرة.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص