آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
الجنوب سينتصر لمشروع الدولة
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

الحشد الجماهيري لأبناء الجنوب الأحرار بمناسبة أكتوبر العظيم أكتوبر الفداء أكتوبر الذي حرر أرض الجنوب من المستعمر الغاشم وعملائه من السلاطين والأمراء والمشايخ أكتوبر الذي جعل الجنوب حرا أبيا شامخا يرعب كل الأنظمة الاستبدادية والذين يستعبدون البشر وجعلوا لأنفسهم اصطفاء ومكانة أعلى من أبناء جلدتهم وكأنهم خلقوا بخلق آخر كما يقول المثل العدني { خلق بزنبيل } رغم كل الإخفاقات والمتناحرات التي فرضتها ظروف المرحلة حينها لكن الجنوب أثبت من غير شك أنه أرض يقبل ويتقبل التغيير والبناء ولدولة المدنية لا ينكر غير حاقد حقيقة أن الجنوب اليمني بنى دولة وأرسى نسبة تشكل حالة أفضل من الجوار من العدل والمساواة مع تفاوت نسبة في الحرية الشخصية والفكرية والثقافية .

هذا الحشد أعاد إلى ذاكرتي الأيام  المجيدة  للاستقلال في 30 نوفمبر يوم أن توجت اليمن الجنوبي ثورتها العظيمة أكتوبر باستقلالها يوم ما خرج  الجنوبيون في احتفالات شعبية وزغاريد النساء وهتافات الحناجر المبتهجة والمسرورة بنيل هذا الاستقلال كنت حينها في الثانية عشر ربيعا وكنت أدرك حينها أهمية هذه المناسبة العظيمة من ملامح والدي وأصدقائه الذين كان لهم دورا في تاريخ الحركة الوطنية والنقابية في عدن وكنت أشاهد شعاع الفرح والسرور يعم أسرتي وجيراني وعدن كأملها والأحياء الشعبية التي عشت وتربيت فيها في حي المعلى الذي أضاء رجل الأعمال المعروف في منطقتنا الحاج احمد مرشد جبل شمسان الأبي بكشافات ضخمة جعلت المعلى لا تعرف الظلام  خلال أشهر كنا نلهو كأطفال هذا النور الذي ارتبط في أذهاننا إلى يومنا هذا .

هذا الانفتاح والتنوع الفكري والثقافي التي شهدته عدن كمدينة حاضنة للجميع وحاضنة للقوى الوطنية والحركات الثورية والنقابية جعلها بلد تدعوا للوحدة الوطنية والقومية وكان أبناؤها تواقين للوحدة اليمنية والعربية لهذا كانت الوحدة اليمنية تمثل لهم هدف سامي ونبيل اندفاعهم لها كان من إيمان صادق وعقول مغرمة بالوحدة  لكن تجربتهم مع إخواننا في شمال الوطن وغياب المصداقية لديهم في كل الاتفاقات والتعهدات المبرمة والخداع المستمر والاستحواذ والإقصاء والتهميش وإلغاء الشراكة وغياب المواطنة خلق حالة تذمر وغبن وكفر ليس بالوحدة بل بالارتباط بهذه القوى التي سيلعنها التاريخ وستظل لعنة الجماهير  الشمالية قبل الجنوبية تطاردهم على مر القرون والأزمان .

إلى متى مطلوب من الجنوبيين أن يصبروا ويتحملوا غبن تلك القوى وعدم إمكانيات تقبلها الآخر واستعلائها عليه  إلى متى سنتحمل الكذب والمراوغة والتحايل في قضيتنا العادلة { لم يحقق شيء على الواقع مما هو مكتوب ومدون } إلى متى سنتحمل التخلف والجهل الذي ينتج الصراعات الطائفية والمذهبية إلى متى نرتبط بقوى لا ترغب بالازدهار والنمو والتطور والنهوض إلى متى سنظل أسيري هذا المربع المزعج لليمن على مر القرون المنتج للدسائس والمؤامرات مع العلم أن الوحدة لم تمت في قلوبنا و وجداننا بل قتلت على الأرض ودفنوها في صراعاتهم وحزننا عليها ثقيل لكن علينا أن نبني وطن ونصبح مجتمع كأي من المجتمعات الإنسانية يجب أن ننطلق إلى رحاب العصر من أرض الجنوب اليمني سنستعيد مجد اليمن وسنثبت للجميع أن اليمن بلد الحضارة بلد الرقي بلد الخير بلد النزاهة والشرف والأمانة كل القيم التي داسوها وحطموها بسلوكياتهم ومؤامراتهم هي قيم يمنية أصيلة في وجدان كل يمني أصيل, فالجنوب اليمني سيكون متاح للجميع ويقبل الجميع وهو ولن ينغلق على أحد ويرحب بكل منطقة أو جماعة صادقة مؤمنة إيمان قاطع بحب الوطن والوحدة الحقيقية في القلوب والوجدان وحدة الإنسان قبل الأرض وحدة الخير للجميع ويتحمل مآزر الضرر الجميع وحدة العدل والحب والشرف .

في هذا اليوم الأغر توحدت كل فصائل ومكونات الجنوب السياسية والفكرية وهناء تتصلب الإرادة تتلاحم الجهود وتتوافق الآراء والأفكار لما يخدم مصلحة الوطن وقضيته العليا والوطن يتسع للجميع الكل شركاء ولا احد واصيا على الأخر وفرضا رؤاه ومشاريعه على الغير بل التنوع بقبول الأخر هو السائد  هنا سيسقط الظلم والبغي والجبروت وسينتصر الجنوب اليمني في قضيته وحذاري من سموم الفتن وصراع الزعامات لأنها زائلة والوطن هو الباقي والشعب في الجنوب يعي مصالحة جيدا وستكون الدولة المنشودة التي سطرتها مخرجات الحوار الدولة التي يحلم بها كل يمني غيور من صنع الجنوب بإذن الله تعالى .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص