آخر تحديث :الاربعاء 20 نوفمبر 2024 - الساعة:01:26:46
الى الفؤوس التي تضرب جدار الثورة الجنوبية
الشيخ هاني اليزيدي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

إن اتهام الناس من غير بينة ،مخالفة صريحة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء في الحديث الصحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (البينةُ على المدّعي، واليمين على من أنكر ). فأي إدعاء يقع على أي إنسان لا بد وأن تقوم عليه بينة ، فإن الإسلام شدد في حقوق المسلمين وجعل ذلك من الضرورات فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبة الوداع في اليوم المشهود : (أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا ، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ) .فأعراض المسلمين مصونة لا يجوز لأي امرئ أن ينتهكها ، أو يشهر بها ، فكيف إذا كان انتهاك عرض المسلم والتشهير به عن غير بينة ؟ فمن خالف ذلك الأمر يكون مخالفاً للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن الطبيعي أنه لا يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المسألة العظيمة التي تقوم عليها مصالح العباد وحفظ أعراضهم إلا متهم مجروح وكذلك فإن اتهام المسلمين من غير بينة ، وسبهم وتجهيلهم وتحقيرهم والإعراض عن مقارعة الحجة بالحجة ، لهو دليل العجز والضعف وقلة العلم ، وإلا ما الفائدة وراء إطلاق التهم المتعددة على العباد ـ كجاهل ، عميل ، حاقد ,سارق , تكفيري ـ وغيرها من غير الإتيان بدليل ؟ بل لماذا يلجأ المرء إلى مثل هذه التهم وعنده البينة ؟
وقد وضحنا فيما مضى من القول : إن اتهام الناس وتوزيع الألقاب عليهم من غير بينة ، هو سياسة ماكرة يستعملها غير المومنين للصد عن سبيل الله , لعدم استطاعتهم الإتيان ببينة تدل على صدق مزاعمهم ، وهذا هو حال المسلمين الذين يصدرون الاتهامات على عباد الله من غير بينة اللهم إلا أنهم يخالفونهم الرأي ، أو يردون على بعض شبهاتهم .وهذه القضية مبنية على أكذوبة أنهم أصحاب دعوة حق ، ومن يخالفهم يكون مخالفاً للحق ،وكل مخالف للحق متهم مجروح ، نعم هذا هو دليلهم ، وهذه هي مرجعيتهم ، فلو أنهم أقاموا ولاءهم وبراءهم على قاعدة قولنا صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، لعلموا يقيناً أنهم لا يمثلون الحق ، ولا ينحصر الحق في دعوتهم ، بل قد يكون الحق مع غيرهم .
وعليه لا ينظرون إلى مخالفيهم على أنهم حجر عثرة ، وأنهم يهدمون ما يبنون ، ولكنها للأسف العقلية السخيفة التي تربي أصحابها على تقديس الأشخاص واستلهام الحق ،ثم للاسف من هولاء ومن نحن ومن هم الجبهة ومن الجامع ومن الهيئة ومن النهضة ومن 16 فبراير ومن مثقفون ومن وكافة الحركات الجنوبية هي التي اصطفت صفا واحدا من اجل قضية راح فيها شهداء وتضحيات فكيف نجعل من خلافنا وتنافسنا الذي ينبغي ان يكون شريف الى الانتقال الى الطعن او الى مسائل لاعلاقة لها بالقضية كقضية بشار او السيسي الذين يطعن بعضهم ببعض يريدون ان يجعلوا من بشار والسيسي رموز للقضية الجنوبية هم يدركون تماما ان لاعلاقة للقضية بهذه الشعارات انما ارادوا اقصاء اخوانهم الاسلاميين في الجنوب اليس هذا اختلاق معركة داخل معركة ونحن نعيش منعطفا خطيرا, ولهذا ادعوا الجميع الى اقالة عثرات من له فضل في الثورة الجنوبية والتجاوز والصفح عن اخطائهم واحسان الظنّ لقول الرسول صلى الله عليه (اقيلو ذوي الهيئات عثراتهم )وذوي الهيئات هم ذو الفضل والوجاهه وهذا التقدير لهم هو من كمال العدل الذي امر الله به المؤمنين إذ قال سبحانه : ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58) النساء ,والعدل نقيض الظلم ، وهو يقتضي الصدق والحق ، لا الكذب والافتراءات بان يجد عثرة ثم يكذب معها مائة كذبه ولنراقب الله في مانقول ، وبهذا أخي الحبيب تعلم أن ما يتبعه هؤلاء في نهجهم يعارض بوضوح المنهج الحق ، وعليه فإن كل كلمة تصدر بحق أي إنسان لا بد وأن تكون قائمة على دليل حقيقي لنا فيه من الله برهان ، أما الخروج على عباد الله دون تثبت أو دليل لهو إتباع للظن الذي لا يغني من الحق شيئاً ، ودليل واضح على ضعف وعجز أصحابه نسأل الله العفو والعافية .كلمة أخيرة :وأخيراً أذكر أولئك الذين يطعنون بالناس دون تثبت بقوله تعالى : (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وقوله تعالى : ( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) النور وقوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مّبينا )وقد جاء في حديث معاذ رضي الله تعالى عنه : ( أويأخذ بما يقولون ؟ قال : ثكلتك أمك ، وهل يكب الناس على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم ) نسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين العفو والعافية إنه سميع مجيب.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص