آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:21:13:43
بأي ذنب يحرم المحامي قحطان (( فرحة العيد مع ذويه ))
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

تخيل أخي القارئ قسوة الزمن ألردي على إنسان سخر حياته وعلمه لترسيخ المبادئ والقيم الإنسانية الرائعة في الوسط الاجتماعي ونذر نفسه لتغيير الواقع المزري اللعين وهو يحلم بوطن يسوده العدل والحرية والمساواة لا يبخل في مساعدة إنسان ظلم او اضطهد او سلبت حقوقه و دمرت حياته وهو يبحث عن الإنصاف والعدالة في كل قضية تبناها وترافع فيها وانتصر على الباطل واستعاد الحق لمظلوم ينتابه شعور انه قادرا مع زملائه الشرفاء على تحطيم جسور الظلم والاستبداد والاستعباد للبشر وان الحق قوي ومتين في حججه أمام الباطل .
تصور أخي إنسان بهذا القدر من المشاعر الإنسانية الرقيقة يعيش فيه ضمير أنساني حي غير ملوث أن يقع ضحية من ضحايا الوحوش البشرية المفرغة من أي مشاعر إنسانية تذكر أعداء النظام والقانون والدولة العادلة ويخطف وتقيد حريته ويصبح أسير بأيادي الجهل والتخلف ممن أفكارهم وثقافتهم العنف وحمل السلاح والاحتماء بالقبيلة والعشيرة كمجرمين .
هذا الإنسان هو الناشط الحقوقي عبدالله قائد قحطان أمين عام نقابة المحامين في عدن يعرف الجميع المخطوف والمقيدة حريته في منطقة الظبيات بالضالع منذ 40 يوما وبقضي عيد عرفة فيها بعيدا عن أسرته وأولاده وذويه وأصدقائه ومحبيه في وطنه الذي حلم برفعته ورقيه وتطوره ليواكب العالم المتحضر الذي كرم الإنسان وجعله في مقام عالي ورفيع حريته وكرامته مصانة تكفلها القوانين والمواثيق الدولية والوطنية بل تطورت المجتمعات والأمم لتصون كرامة الحيوان وتشرع لحقوقه في العيش الكريم وفي وطني اليمن وطن الحكمة والأيمان تداس وتنتهك كرامة وحرية الإنسان الذي كرمة الله عز وجل في كتابه العزيز بقوله تعالى :
? وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ? صدق الله العظيم . صدق من قال ذهبت لأرض غير مسلمة فوجدت الإسلام معاملة ونظام نفتقدها في الدول الإسلامية .
وما أقسى اللحظة التي تجد نفسك عاجزا عن مساعدة صديق عزيز كالمحامي عبدالله قحطان أو حتى تمد يداك لتساعده أو تطبطب علية لتخفف من ألامه ومعاناته كنت من حين لأخر اضغط على زر التلفون على أمل أن يجيبني وذات يوم أجابني واطمأنت نفسي علية بسماع صوته الشاحب وكتبت مقالي الأول ثم استمر تلفونه مغلق وكنا على نار حتى ليلة العيد ضغطت على زر التلفون وأجابني استنبطت من نبرة صوته قسوة معاناته التي تعجز الكلمات عن وصفها، وأبكتني مخارج الحروف التي كان ينطقها وفهمت معناها انه يستنجد بنا وانه لم يعد يحتمل المزيد وان الوساطة وصلت لحل لكن الأمن حجز الوسطاء وتأخر الإفراج عن صديقنا المظلوم والمقهور البائس الذي قضا عيد عرفة في سجن الخاطفون الطلقاء هذه صورة من صور غياب القانون والعدل وتخاذل النظام والدولة أتمنى أن أكون مخطئ في فهم حديث صديقي الذي كان يتمتم بحكم الرقابة لحراسة لان أسوى لحظات يمر بها الإنسان عندما يخذله رجال مهمتهم تطبيق القانون وحماية النظام ليعدلوا في الأرض وتشعر بالمهانة عندما تتخلى الدولة عنك كمواطن في وطنك .
هذه المرة لن أناشد بل اترك لذوي الحس الوطني والإنساني والغيورون ممن يسعون ويناضلون لبناء الدولة المدنية دولة العدل والمساواة والحرية ليحددوا مواقف مشرفة تعيد للإنسان والوطن عزتهما وكرامتهما لنشعر الذين يمرغون حياتنا بالوحل وتلويثها بقاذوراتهم وروائحهم الكريهة أن هو الحضن الدافئ والأمن للإنسان المواطن وذلك لتأسيس الصلب لحقيقة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، المتظللة بأخلاق وثقافة التعدد والتنوع، بحيث يتحول هذا التأسيس (بحمولته) الدستورية والقانونية والحقوقية إلى مرجعية عليا لكل مواطن.    .
 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص