آخر تحديث :الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - الساعة:00:28:26
كهرباء يا مسؤولين
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

اكتب مقالي هذا على ضوء سراج من الشاحن نسميه في عدن { توش ليت } الذي يعتبر العاشر من مشتريات احتياجاتي للتعويض عن انقطاع الكهرباء والتي قيمتها أثقلت كاهلي وأسرتي فقد اشتريت ثلاث مراوح شحن واستبدلت البطاريات أكثر من خمس مرات وماطور لم يدم معي سوى عام ولأنه مرمي في غرفة مهملاتي وبجانبه مروحة شحن وخمسة أميال شحن أخرى نحن صرنا سوق من أسوق منتجات الصين رخيصة الثمن رديئة الصنع وسواحلنا التي يفترض أن تكون مصدر خير ونعمة صارت مصدر شر ونقمة تهرب منها البشر والسلع والدواء و المحرمات ولخبائث .

الحاج راشد ضجر من الكهرباء لأنه صاحب أمراض وعلل الشيخوخة  تنطفئ الكهرباء فيخرج  مزمجرا في شارع الحي اتقوا الله هذه عدن يا ناس التي عرفت الكهرباء في عشرينات القرن الماضي قبل أن تعرفها دول الجوار عدن هذه المدينة الحضارية تضيء كهربائها  ثلاث ساعات وتطفئ ساعتان وأحيانا أكثر لم تعد تلك حياة عدن مدينة تختلف عن باقي المدن وتمتاز بجوها الحار بل شديد الحرارة والرطوبة عندما تنقطع الكهرباء يتحول المنزل المبني من الخرسانة والحجار إلى  جحيم خاصة وان حمران العيون قد جردوها من المتنفسات والحدائق بأشجارها المعمرة التي كانت تلطف الأجواء تحولت هذه الحدائق التي كانت غناء وجميلة إلى خراب وأطلال لان مستثمريها تحولوا إلى ناهبيها وأرادوا بيعها أراض لمزيد من المباني الخراسانية التي تضيق بها عدن دون متنفسات الرئة التي تتنفس منها المدينة الجشع الأعمى لسلطة الفساد قد قضى على هذه الرئة اليوم عدن تئن من معاناة أهاليها من الانطفاء المتكرر والغير مبرر للكهرباء الذي جعل حياتهم جحيم ومرضاهم يعانون وهناك من قضى نحبه وهناك من ينتظر مصيره المحتوم بسببك يا كهرباء .

للكهرباء تداعيات لا حصر لها يخرج  الطالب والعامل صباحا من البيت وهو يتثاءب نوما وفي العمل والمدرسة لا يستفيد او يفيد ومن زحمة الصفوف وانطفاء الكهرباء يزداد الوضع سوء وتنتشر الأمراض والأوبة أما المستشفيات فحدث ولا حرج من غرفة العمليات إلى الأجهزة الطبية والإنقاذية.

وأغرب ما في هذه المسرحية التي تحاك لمعاناة المواطن هي السبب والمسببات ترمى لظهر الفساد والفاسدين والمهربين للديزل وتارة يتقاتلون القبائل في مارب والجوف ويصيب الأذى كل مدن اليمن ومنها عدن غضب قبيلي أو نافذ عنجهي متخلف في مأرب أو نهم في صنعاء وأخذ سلاحه ليصيب خطوط الطاقة ليضر الوطن والمواطن في دولة مفقودة ضعيفة هشة وقبيلة متواطئة وحامية للعصابات والإرهابيين ما ذنبي أنا أقتل بدم بارد لأن عنصر بشري متخلف في صحراء يقال أنها منبع الحضارة وبلد الحكمة والإيمان أراد ذلك  .

جيل اليوم لم يعد يقتنع برواية الحكمة اليمانية لأنه لم يلمسها  في واقعه المزري ولم نقدم له مثل طيبا يوحي لذلك بل قدمنا لهم تأكيدا عن  قول الشاعر في هوازن قوما غير أن  بهم ..داء اليمانيون أن لم يغدروا  خانوا   

ارحموا ترحمون فعدن وأخواتها كالحديدة والمكلا وما جاورها تعاني من الانقطاع المستمر للكهرباء والوعود صارت سراب والمشاريع أوهام ضاق حالنا ولم نعد نحتمل هل من حلول ومخارج ترفع عن كاهل أبناء هذا البلد الطيب الذي كان يقال انه سعيد المعاناة والهموم ليستعيد سعادته وحضارته ومجده .

وفواتيركم كم أنتم حريصين على إيصالها إلى مساكننا بانتظام وهي تحمل أرقاما مهولة وعب ثقيل على ميزانية الأسرة والكهرباء في خبر كان يا ما كان عدن أيام زمان كانت بلد لا تعرف الإنطفاء مضاءة ليلا ونهار هذا زمان أم زمنكم عليكم أن تخجلوا وتستحوا لما يحدث فيه .  

وشكرا.

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص