- د . عبدالجليل شايف: مشروع الوحدة اليمنية انتهى والجنوب ليس قضيته استعادة الدولة الجنوبية فقط
- استمرار الأعمال الإنشائية لمدرسة النقوب في نصاب بتمويل إماراتي
- الرئيس الزُبيدي يُعزَّي في وفاة المناضل حداد باسباع
- قيادة اللواء الثاني دعم واسناد تنفي اشاعات انسحاب اللواء من وادي عومران
- أبرز اللقاءات والتحركات الدبلوماسية للرئيس القائد عيدروس الزٌبيدي مع سفراء دول العالم
- وزير الدفاع يترأس اجتماعاً موسعاً بساحل حضرموت ويشيد بالإنجازات العسكرية
- وفد الوزارة يتفقد عدد من المشاريع المدارسية في مديرية خنفر بمحافظة أبين
- الكويت: نؤكد دعم جهود السلام في اليمن
- إحباط محاولة تسلل للحوثيين في تعز
- دهس طالب جامعي في إب
الجمعة 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
عندما كتبت موضوعا نشر في صحيفة الأمناء الغراء بعنوان : ومتى كانت الضالع جنوبية , وأخر حول حرب صيف 94م وأسباب هزيمة الجيش الجنوبي وفي ضوء ذلك أقام البعض من مثقفي الضالع وآخرين من محافظة لحج الدنيا ولم يقعدوها ضدي وكأني ارتكبت جرما بحق الضالع كمنطقة جغرافية وبحقهم كمواطنين, مؤكدين بأن الضالع لم تكن يوما شمالية تاريخيا.
تريثت قليلا في الرد انتظارا لمزيد من ردود الأفعال المتشنجة التي شاهدتها في كتابات من سبق . و بصراحة وصدقا أقول بأن الزميل والأخ أحمد حرمل كان الوحيد المهذب في كل كلمة قالها في موضوعه الصادر في الصفحة الأخيرة لصحيفة الأمناء .
حقيقة كنت مسرورا تجاه ما كتبوه ضدي وهذا يدل على مدى وعي هؤلاء الزملاء واستيعابهم جيدا لأحد اهم مبادئ الديمقراطية ألا وهو مبدأ الحريات العامة الذي يعني حرية الصحافة والنقد وحرية الرأي والرأي الاخر بعيدا عن السب والشتم والذم والدخول في أعراض الناس لأن ذلك يعاقب عليه قانون الصحافة والمطبوعات .
وحتى لا أطيل على القراء الكرام فقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك ان اصحاب تلك الردود يجهلون تاريخ اليمن وتاريخ مدينتهم مدينة الضالع على وجه الخصوص رغم كثرة المراجع التاريخية التي تحدثت عن ذلك .
فالضالع كانت تحت الحكم العثماني كأي منطقة من مناطق الشمال وقبل خروجهم كانت قبائل الزرانيق في صداقة ووئام مع الاتراك بعد حروب طاحنة فتركوهم وشئنهم كما تركهم الامام على نفس الحال بعدما أصبح حاكما لليمن , كما أن للزرانيق علاقتهم وصداقتهم الحسنة مع الانجليز في عدن , غير أن هذه القبائل وفي فترة سابقة لها سيطره تامة على ساحل تهامة فأقدمت على ممارسة قطع الطرقات والنهب تطور ذلك الى قتل عدد من جنود الامام الذي سير بعدها حملة عسكرية بقيادة أبنه أحمد الذي نجح في قمع تمرد وانتفاضة الزرانيق بشدة وحصار أهم مدنهم ومنها مدينة بيت الفقيه حتى أخضعهم بالكامل . وهنا بدا الامام يحيى يحصن حدوده الجنوبية وخاصة مدينة الضالع التي كان عامل الامام فيها السيد محمد الشامي . وعلى ضوء ذلك رأت الحكومة البريطانية ان الضالع تمثل أهم منطقة استراتيجية ودفاعية , ومن زار تلك المنطقة الجبلية التي تمتد من مداخل الضالع الجنوبية في اتجاه عدن وحتى مشارف عاصمة محافظة لحج يتأكد له مدى أهميتها الدفاعية للإنجليز . على هذا الاساس قامت القوات البريطانية بحملة عسكرية فاحتلت مدينة الضالع و قعطبة واستولت على المدينة وهرب عامل الامام الى صنعاء بصحبة أسرته وأبنه أحمد محمد الشامي ذي الاربعة الاعوام من العمر والذي مثل لاحقا رئيس وفد الملكيين في مؤتمر المصالحة بين الجمهوريين والملكيين بداية سبعينيات القرن الماضي.
جاء في كتاب ( رحلة في العربية السعيدة ),ان البريطانيين يريدون لهم موقعا حربيا في الضالع فأدرك الامام الهدف من وراء ذلك و قال : بأنهم أي البريطانيين متى ما حصلوا على موقع حربي يمكنهم أن يحصنوه وينتقلوا منه لغيره فيحتلون ما يمكنهم من بلادي .
وفي مكان اخر قال الامام يحيى انه لا يرى فائدة من محاربة الحكومة البريطانية ولكنه يطلب العدالة منها ولا يرى صعوبة في وضع شروط مرضية بشأن جعل الضالع مركزا عسكريا بريطانيا ومستعد أن يكتبها على الورق .
وفي المقابل أدعى البريطانيون أن الضالع وقعطبة هي ضمن الاراضي التي وافق الاتراك على ضمها لنواحي عدن التسع المحمية بموجب معاهدات , فطلبوا من الامام التنازل عنها فرفض لأن هذه البلاد هي جزء لا يتجزأ من اليمن , وبناء على تمسكه ورفضه التسليم بما ادعى الانجليز هاجموه بطائراتهم وجيوشهم على حين غره وانتزعوا هذه البلاد منه (انتهى الاقتباس).
و فيما يخص انزعاجهم مما قلناه عن سبب الهزيمة في 94م فمن المعروف بعد كارثة يناير 86 م وحتى عام 90م كان منتسبي الجيش الجنوبي وبقية المؤسسات العسكرية والأمنية من الضالع ويافع وبقية مناطق محافظة لحج حيث شكلوا 95% .
لم يصمدوا في حرب 94م أمام القوات المهاجمة القادمة من الشمال ولم يستغلوا أهمية تلك المنطقة الاستراتيجية التي كان بسببها أحتل الانجليز مدينة الضالع وكذلك الطريق القادمة من جهة تعز فكان باستطاعتهم أن يصدوا أي قوة مهاجمة مهما كانت ضخامة تسليحها وتعدادها البشري , وبدلا عن ذلك هربوا وتركوا قواعدهم والجبهات المتقدمة , كما تخلوا ايضا عن الاسلحة الحديثة التي كانت بحوزتهم بينما ضل أعلامهم يردد القول ما بين دحرناهم والانسحاب التكتيكي , ذلك الانسحاب الذي انتهى بهم الى خارج الوطن وفي مقدمتهم علي سالم البيض والقيادة السياسية والحزبية قبل دخول ما يسمى بالشرعية بثلاثة أيام . أما عدن فقد بقيت لأيام خالية من اية مقاومة عسكرية عدا مقاومة أبناء عدن البسطاء والى جانبهم عمر على العطاس وحيدا ومعه طاقم المدفع الساحلي الذي ضلت اصوات القذائف تهز مدينة عدن , وفي الايام الاخيرة أنسحب وألتحق بمن سبقه عبر البحر الى سلطنة عمان .
فالحديث عن الهزيمة يطول وليس من اللائق في الوقت الحاضر الكلام عن اولئك الذين خانوا وطنهم وهم في جبهات القتال وباعوه بأبخس الأثمان . بعد الحرب بفترة زمنية عاد أغلب الهاربين الى مواقعهم العسكرية والفضل يعود في ذلك الى سالم صالح محمد الذي عاد من الامارات في نفس الطائرة الرئاسية وبصحبة علي عبد الله صالح الذي عينه مستشارا سياسيا له .