آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
لن ننجح دون تغيير
أحمد ناصر حميدان

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

نحن في اليمن نحاول ان نبني دولة الأمل الذي ننشده من زمن لكننا لا نضع الأسس المناسبة والصلبة التي ترتكز عليه هذه الدولة ولهذا كل مشاريعنا نفشلها نحن بعد ان نوقع على التوافق عليها بالأمس كنا ننادي بحكومة وحدة وطنية { حكومة الوفاق } وكان البعض يراها انجاز خارق لمشاكلنا وهانحن نعلن فشلها ونطالب بحكومة تكنقراط وبنفس الأسلوب بضرورة ستفشل لأننا نبني راؤنا وأفكارنا دون أسس علمية وتقييم علمي مهني لتجاربنا لنؤسس القاعدة الصلبة والمتينة والمرتكزات التي ستحمل هذا المشروع طبعا أؤمن إيمان قاطع أن العلم والملكات الأكاديمية والمهنية تلعب دور محوري وهام في النجاح أذا توفرت الظروف والمناخ  المناسب لهذا النجاح من غير ذلك نظل نكرر تجاربنا الفاشلة ونفشل .

أذا جعلنا العلم سبيلنا ودرسنا بعمق ومهارة علمية تاريخنا القريب وقيمناه تقييم صادق وبحيادية تامة سنجد ان مشكلتنا ليست بالحكومة وشكلها بل في الثقافة السائدة والسلوك المتعامل به ومفهومنا الفكري للدولة وكل هذا نتاج سياسة تعليمية ومخرجاتها وثقافة تأصلت في الوسط الاجتماعي كل هذا لازال سائد بل يتعمق أكثر الى هذا اليوم ننتج عنصر بشري معاق فكريا وثقافيا ومشوه سلوكيا ونحن نراه سوي بعيون لا ترى سوى المنظر لا تتعمق بالجوهر وعقول غنية بهذه الثقافة السيئة .

الدول التي استطاعت ان تخطوا خطوات ثابتة وناجحة نحوا المستقبل المزدهر بدأت بالتنمية البشرية والتعليم والثقافة الإنسانية أين نحن من ذلك صحيح ان هذه العملية مداها طويل لكنها تبدءا بالخطوة الأولى أين خطوتنا الأولى نحو ذلك.

أرهانكم لو تأتوا بحكومة اكبر وانجح دولة اقتصادية لتدير البلد في ظل هذه الثقافة والسلوك المتعامل به في العمل والعلاقات الاجتماعية ستفشل أكثر بكثير من فشل بأجمال او مجور باسندوة وكلهم فشلوا .

تتحدثون عن الفساد وكأنه شي مادي بل هو أيضا ثقافة وسلوك يمارس إلى يومنا هذا وكثيرا ممن يمارسوه  او منغمسين فيه من يعلنوا حربهم عليه لأننا شرعنا له في ثقافتنا وسلوكنا كمثال كل مؤسساتنا التي أنهكها الفساد ودمرها خرج المسئولين عنها منها أثرياء وتحسنت أحوالهم المعيشية ناذرا ما تجد مسئول ترك وظيفته وسلم سيارته وعهدته للإدارة أو الوزارة أو المؤسسة وهذا النوع من البشر الطاهر عانى ويعاني هو وأسرته من ضيق العيش وغير مرغوب للعمل لأنه شاذ في جهاز الفساد وعدوا للفاسدين النافذين   .

الأحزاب هي أدوات التنمية السياسية وأحزابنا هل تغيرت هيكليا وتطهرت من الفاشلين والفاسدين والنافذين الذين يستظلون و يحتمون بها فكيفا لها أن تصنع نجاح وهي تقاد من الفاشلين وجعلتهم  أصنام يعبدونها .   

كل هذا لان القانون غير فاعل ونافذ على الأرض بل هو وثيقة محفوظة تستخدم وقت اللزوم والعدالة غائبة ومكبلة بالفساد والإفساد .

لاحظ أخي الكريم شعارنا في الثورة التغيير والتغيير يبدأ من الذات هل غيرنا من ذواتنا سلوكا وثقافة وهل غيرنا من أدوات البناء ام لازالت هي ذاتها نفس الأدوات وتنتج نفس السلوكيات وتحمل نفس الثقافة كيفا لها ان تغير ما لم تتغير .

النجاح هو طموح ويتطلب إمكانيات وقدرات تساعد على النجاح و بذل الجهد لأدراك هذا النجاح  وهو بحاجة لتغيير الأدوات والوسائل لتجاوز الفشل ونحن نطمح للنجاح لكن بأدوات الفشل و وسائله لهذا لم نتجاوز الماضي ونعيد أنتاج صراعاتنا ونستدعي دائما مشكلتنا ها نحن ثلاث سنوات من الحراك الثوري والحوار ونعود إلى المربع الأول وننسف كل ما حققناه وبحاجة إلى حراك وحوار أخر لأننا لم نقيم تاريخنا القريب تقييم جدي وعلمي نحدد فيها مشكلتنا أسبابها ودوافعها وفاعليها ونعتبره صفحة عليها أن تطوى لنغير ونتغير لننتقل إلى وضع جديد قابل للنجاح .

أنا من وجهة نظري ان حكومة تكنقراط يمكن ان تكون مساعدة للنجاح لكنها ليست أسس نجاحنا في ظل ما هو قائم من المناكفات والغموض وغياب الحقائق التي تجعل الماضي يقاوم الحاضر ويعيق الولوج للمستقبل .

علينا ان نفعل القانون ونفضح الماضي ونجعل الحساب والعقاب سائدا لكل من تسول له نفسه أن يعيدنا للخلف ويعيق تقدمنا للأمام وعلى الجماهير ان تعرف الحقائق لتحدد مواقف ضد قوى الشر لتنصر قوى الخير في هذا الوطن المهدور والمغلوب والمعاق ما لم سنضل نجرب ونجرب ونفشل ولن نتقدم او نتطور .

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل