- عاجل : بدء صرف مرتبات ألوية وشهداء العمالقة الجنوبية لشهر أكتوبر
- بالاسماء.. 746 ألف دولار ميزانية وفد العليمي وغالبية النساء المكرمات من تعز.. بريطانيا ترفض حضور العليمي فعالية نسوية تكريمية غير رسمية
- رئيس الإمارات يستقبل وزير خارجية قطر
- مصادر لـ«الأمناء»:إجراءات مرتقبة لمكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين المتورطين بالفساد
- أهمية الجنوب وموقعه البحري الاستراتيجي
- وكالة إماراتية : قيادات الحو/ثي تتخلص من أملاكها في الحديدة استعدادا لهزيمة عسكرية
- محكمة الأموال العامة تعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين بقضية فساد مصافي عدن
- اجتماع بعدن يناقش الترتيبات لتنفيذ مشروع خط كهرباء ساخن لمستشفى الصداقة
- محافظ سقطرى يناقش مع فريق مصلحة الجمارك جهود تطوير العمل الجمركي
- وعود حكومية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء مؤسسات الدولة بعدن
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
بدون تطويل كلام، مادامت واجهة نظام دولة الاحتلال اليمني جنوبية، فإن متوالية تصفية القضية الجنوبية على الطريقة اليمنية ستستمر، بتجليات متعددة عسكرية ودينية واقتصادية وسياسية، وسيفيق المتغافلون الجنوبيون على حقيقة أن شرعنة الاحتلال تحت أي عنوان إنما هي مشاركة للمحتل في التصفية العنصرية التي يمارسها نظامه منذ انتصار قوات تحالفه في 1994م امتداداً للتصفية التاريخية التي تم تدشينها منذ الأيام الأولى لرحيل المستعمر البريطاني في 1967م، ومع الأسف كانت الأدوات جنوبية.
فهل من موقف تاريخي، يضع حداً لاستخدام الأدوات القاتلة؟ ذلك أن مشاركة المحتل في تدمير الحاضر والمستقبل وقتل الجنوبيين ليست اختلافاً في الرأي لا يفسد للود قضية، أو تبايناً في وجهات النظر، أو تنوعاً فكرياً، أو تعدداً حزبياً، ولكنها شكل من أشكال التواطؤ المدفوع الثمن عيناً أو نقداً، ضد الإنسان وحريته وكرامته وسيادته على أرضه. فهل تفيق تلك الأدوات المستخدمة المستعبدة أم هل يأتي يومٌ تكون فيه تلك الأدوات، بعيداً عن عاهات الحمق السياسي، هي الهدف الأول للجنوبيين الأحرار، من أجل كسر شوكة المحتل، ودفع همجيته التي تجاوزت تصورات إبليس؟تلك هي المسألة في ما يبدو، أما سوى ذلك فهو دورانٌ حول الموضوع، وتدويخ للناس، وتصفية للقضية العادلة، بأوهام عبقرية افتراضية ينسبونها إلى عبدربه منصور وأشباهه من الأدوات الجنوبية البائسة المستخدمة في صنعاء، وإدارة شؤون الزير، ومن سيلتحق بهم ممن يلبسون أقنعة الحراك الجنوبي السلمي بمختلف درجاتهم وصفاتهم في الداخل والخارج - ويستوي في ذلك القديم منهم والجديد والمستجد، وبمختلف الدرجات والمستويات، فالعبرة ليست بماذا كنت أمس وإنما هي بماذا أنت الآن وإلى أين صرت في موقفك من الاحتلال - فيما تعيد قوى الاحتلال ترتيب أوراقها، وتستعيد عناصر قوتها، وتجدد احتلالها، وتجند أدواتها العسكرية والطائفية لتنفذ سيناريوهات متعددة وعالية الآكشن ليستمر، تلقائياً، مسلسل استخدام أدوات جنوبية جديدة مناسبة لكل مرحلة ومعطياتها، ولا فرق بين المتصارعين في صنعاء وتحت أي مسمى أو مذهب او اتجاه، فاتجاههم جميعاً واحد لا يختلفون حوله، وهو الحق التاريخي والإلهي في استباحة أرض أجدادهم التي اغتصبها منهم المستعمر البريطاني. لكن إن تم رفع الغطاء الجنوبي عن قوى الاحتلال اليمني، فستنقلب الطاولة، حينئذٍ، وتنتهي اللعبة، ولن يرتفع ذلك الغطاء إلا باصطفاف شعبي متين يرتفع إلى مستوى تحديات اللحظة الراهنة، خلف رؤية سياسية واضحة المعالم يتم التوافق عليها، وتحملها قيادة سياسية توافقية تعمل على استعادة وطن وحرية وسيادة بإرادة شعبية جمعية ليست مجهولة، بحيث لا تساوم تلك القيادة للحصول على مغانم سياسية للمتطلعين للسلطة، تعيد إنتاج نظام الاحتلال وتحسّن شروط نفوذه ونهبه للثروات وتزييف تلك الإرادة الشعبية الجمعية، تحت عنوان تنفيذ مخرجات الحوار الوطني اليمني، وهو ما يتم الترويج له حالياً بتجاهل أن قضيتنا قضية وطن وسيادة على أرض وثروات وقرار. وليست حواراً حول تحسين أو إصلاح مسار الوحدة مع المحتل، وتبرير قتل الجنوبيين كما حدث في عدن وحضرموت ومناطق الجنوب الأخرى ولم يحدث مثيل له في صنعاء المثخنة بالحوثيين.ولعل من أبرز الدروس المستفادة من الأحداث الأخيرة أن الطبطبة الجنوبية على أكتاف أعوان الاحتلال اليمني أو صناعة الوهم عن حنكتهم السياسية، عبر التسويق الإعلامي المدفوع الثمن، قد تفقد شعبنا مع مرور الوقت عناصر قوة مهمة، ما كان له أن يفقدها لولا الخلط بين ما هو سياسي وما هو اجتماعي أو شخصي، ففي التوصيف السياسي الرسمي ليس عبدربه منصور إلا رئيساً لدولة الاحتلال، فهو الذي أصدر قرارات تقسيم الدولة الجنوبية الموحدة التي دخلت شريكاً سياسياً في الوحدة اليمنية المنتهية صلاحيتها بالحرب، الأمر الذي لم يجرؤ على فعله الرئيس الفعلي لدولة الاحتلال اليمني علي عبدالله صالح، في عز مجده الاستبدادي. فهل يبحث الجنوبيون عن وطن أم عن سلطة معززة بثقافة تقليدية هي الفاعلة في سلوكهم السياسي حد أن يرى بعضهم موظفاً جنوبياً في صنعاء رمزاً جنوبياً لم يرأس دولة الاحتلال اليمنية الشقيقة إلا من اجل أن يحرر الجنوب الذي ساهم في إسقاطه بيد الاحتلال عام 1994م من موقع استخدامه واجهة جنوبية بدرجة وزير دفاع، لتبرير استباحة االجنوب، أمام العالم (!!)، وعلى الناحية الأخرى يرى بعض الجنوبيين أن القيادات السابقة كائنات مقدسة وهي خارج منطق العصر والتاريخ، ومثقلة بأوزار الماضي وخطاياه، و كثيراً ما تدور حول نفسها ويدور حولها أتباعها، ومن أجل زعامتها يتشرذم المشرذم، وتشتعل الخصومات، وما دماء الشهداء وتضحيات الشعب إلا وقود لاستمرارها في واجهة المشهد الذي تناضل جاهدة كي يظل حصرياً عليها وعلى أتباعها، بل إن بعضها يستنكف أن يوضع في قائمة المستشارين، تطلعاً إلى دور سياسي في الجنوب القادم أو الجنوب المعاد احتلاله بالتواطؤ، مع أنها جميعاً قد بلغت الأجلين، وليس أحداً منها غاندي أو مهاتير محمد أو أردوغان، وليذهب الوطن وأجياله إلى الجحيم.بالمختصر المفيد:مادام هناك غطاء جنوبي يشرعن الاحتلال اليمني، فستستمر صنعاء في سياسة تغيير الموضوع في الجنوب، من احتلال إلى فيدرالية بإقليمين، إلى ستة، ومن إقليم جنوبي موحد إلى إقليمين افتراضيين، يكونان موضوعاً لخصومات لا يستفيد منها سوى الاحتلال نفسه، ومن رحيل قوات الاحتلال إلى اللجان الشعبية المساندة لقوات الاحتلال في مكافحة الإرهاب الذي هو صنيعة صنعاء وحلفائها، وسيختلف الجنوبيون في التفاصيل المنثورة أمامهم، ويختصمون، بينما تعيد قوى الاحتلال وأعوانها ترتيب الأوراق والملفات، لتضرب الجنوبيين بالجنوبيين، فمن صراع بهلواني على تسمية الإقليم الشرقي أو إقليم حضرموت، إلى مناكفات مؤسفة حول حدود 67بين المهرة وحضرموت إلى مساجلات بائسة عن تبعية مناطق معينة لحضرموت أو شبوة، ومن تبعية سقطرية لحضرموت إلى تبعية للمهرة، ومن تبعية للمهرة إلى استقلال سقطري، ومن مديرية حضرمية إلى محافظة، ومن نظام اتحادي جنوبي مستقل إلى إقليم حضرمي في دولة اتحادية يمنية، إلى استقلال حضرموت، فيما الكل تحت الاحتلال اليمني العسكري القبلي الطائفي الهمجي المتخلف. كل ذلك ومتنفذو دولة الاحتلال في صنعاء وفي معسكراتهم في الجنوب على مداكي القات، يسخرون من الجميع، مادام في واجهة دولتهم جنوبيون في السلطة وفروع الأحزاب اليمنية يمنحونها شرعية أمام العالم.