- نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك
- تدشين الدراسة العلمية حول مخاطر السيول على عدن وسبل تخفيف حدتها
- دفع الحوثي لإطلاق عملية سياسية.. خيارات على طاولة مباحثات يمنية-أمريكية
- الكثيري يترأس اجتماعًا موسعًا لمناقشة الوضع العام مع نقابات عمال الجنوب وممثلي الاتحادات والهيئات العسكرية والأمنية الجنوبية
- مسلحون يمنعون وصول إمدادات الوقود القادمة من مأرب إلى حضرموت
- السويد تعلن توقيف مساعداتها لليمن
- غموض يلف تشييع قيادات حوثية بارزة رغم توقف القتال
- الأمطار الغزيرة تحاصر خمس عُزل في لحج
- سجون الحوثي.. جحيم النساء في اليمن
- انقطاع مُفاجئ لخدمة الإنترنت في صنعاء
الثلاثاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00
-1-
كلما تعرضت القوى القبلية والدينية المتشددة، في صنعاء، لنكسة سياسية أو عسكرية، تبادر الى نقل خيبتها وهزائمها الى الجنوب، بأشكال مختلفة، ليس من بينها شكل يمت للعصر بصلة؛ لتصرف الأنظار عن حقيقة، ومكان خسارتها!.. والسبب - ببساطة - هو ان تلك القوى تعتقد ان الرئاسة اليمنية، ووزير دفاعها، هما سبب تلك الهزائم لعدم زجهما بالجيش اليمني في حرب نيابة عنها ضد خصومها.. وبالتالي، ووفق ذلك الاعتقاد الغريب، يكون لا بد من نقل المعركة الى الجنوب أرض رئيس الجمهورية (الرئيس الانتقالي، حسبما يحلو لها أن تنعته)، ووزير دفاعه، بواسطة جماعات مسلحة، وعلى صورة أعمال زعزعة الوضع بالجنوب - المضطرب أصلاً - والقيام بمهام تدميرية مختلفة، انتقاما لكرامتها من ذلك الموقف الرئاسي, الذي كان سبب الهزيمة، حد زعمها!!
وعلى ذلك؛ يكون الجنوب هو ساحة حرب لقوى الشمال وصراعتها، والضحية الذي يجب عليه دفع ثمن دون جريرة ارتكبها، إلا أنه قال ذات يوم - بسذاجة الأطفال، وبراءتهم - "لنناضل... وتحقيق الوحدة اليمنية"!.. ومع هذا العبث الجنوني؛ يظل السؤال الذي يقزم كل جنوبي، ويضعه في أضيق زاوية، ويجعل الغصة تخنقه والحسرة تتملك نفسه أمام خصومه، دون ان يجد الجواب المطلوب، هو: ماذا أعد الجنوب وقادة ثورته لمجابهة لهذا العبث، والفوضى القادمة من هناك؟.. وهذا الليل إلى متى ستظل سدوله القاتمة؟.. أو على قول الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان (ليل إلى متى؟)!!
-2-
عودة انقطاعات التيار الكهربائي في عدن، وبشكل متزايد، تؤكد كذبة الفوائد المرجوة من اتخاذ الجرعة السعرية، التي فرضت قهراً على البسطاء كإجراء انتقائي استثنى إغلاق حنفية النهب والفساد على عصابة اللصوص الشمالية, مع العلم أن عدن تتحمل العبء الأكبر في رفد خزانة بيت مال المفسدين بالمركز الفاسد هناك.. فهي - أي عدن - ومعها محافظتا لحج وأبين، فضلاً عن المليارات التي تجبى منها، يتم منها جباية ضريبة غريبة اسمها (الكلفة المشتركة)، وهي عبارة عن إجراء لصوصي رسمي يتمثل بإجبار كل مالك عقار جديد على دفع مبالغ مالية كبيرة، تحت هذه التسمية (الكلفة المشتركة)، مقابل خدمة إدخال التيار, ولا يتم توريدها الى فرع المؤسسة بعدن، بل الى هناك.. إلى مركز الفساد العام في (عاصمة الوحدة المباركة)!.. يا للبؤس من هذا الظلم، ومن هذه العاصمة الوحدوية جداً جداً!.. ووضع مؤسسة المياه في المحافظات الثلاث (عدن- لحج - أبين) لا يقل مأساوية عن وضع الكهرباء وغيرها من باقي المجالات!!
-3-
ليس أقبح من حالات الغش المروعة التي تشهدها قاعات الامتحانات، بكل مستويات التدريس الابتدائي والثانوي، وربما الجامعي، إلا الذي نراه من أولياء الأمور منذ ظهور النتائج قبل أيام، وهم يحتفون بالنتائج الكبيرة والمذهلة التي حصل عليها أبناؤهم بتلك الطريقة المخزية!.. فكلنا - وأولنا أولياء الأمور - نعرف ان هذه النسب، التي تفوق نتائج انتخابات الحكام العرب، قد أتت عن طريق الغش والزيف والبيع والشراء, وبالتالي؛ فمن الخطورة ان يعمل أولياء الأمور على المشاركة بهذه الجريمة، التي سترسخ لدى الطلاب وهم نجاحهم، وتفوقهم, ويجعلهم يعتقدون ان تلك الطريقة هي الصواب في التحصيل العلمي.
فهل يعقل ان جميع طلاب الفصل هم الأوائل؟.. شيء معيب، وجريمة ترتكب - عن عمد - بحق الأجيال، وبحق المستقبل، والجميع مشارك فيها!.. فسقوط الهمة أصل الخذلان، وانتحار للمثل العليا، كما قالها ذات يوم الشاعر لطفي جعفر أمان:
عبَرنا الحياةَ وقلنا لها لنا المُثلُ الطاهراتُ الثياب
فلما زهونا بها عِفَّة تردَّتْ بنا في سَحيق التَّباب
فقامت تلمّ بقايا القُوى على هيكلٍ مُضمحِلّ الإهاب
وتسحب آمالَها النازفاتِ وتقلع خطوَتَها باغتصاب
تَساقطُ ثورتها فـي الرمادِ وتعشو بصيرتُها في الضباب
وقـدْ نضبَ الكونُ في نـبْضها وغاض الجمالُ بقفْرٍ يَباب
تُسائِل عن ذاتِها في القبـورِ فتهتف ديدانُها بالجَواب
ومن حولها كُلُّ ما حولها ضياعٌ ضَياعٌ وصمتُ غِياب