آخر تحديث :الاثنين 14 اكتوبر 2024 - الساعة:21:11:27
الإرهاب مولود هذا الزمن الردئ
أحمد ناصر حميدان

الاثنين 00 اكتوبر 0000 - الساعة:00:00:00

أتذكر طفولتي في أحضان معشوقتي عدن مدينة الحب الذي يعيشه المجتمع بكل أطيافه ما أجمل التنوع الفكري والعرقي والعقائدي هذا التنوع يغذي الروح بأجمل صور التعايش والعدل والحرية يتفتح فيه العقل والفكر الذي ينطلق إلى رحاب المعرفة والتنوير يرفض الكراهية بكل صورها ولا يقبل القيود الفكرية والنفسية فتجد حياة اجتماعية طاهرة صحية خالية من الصراعات والمهاترات والمنغصات بل السعادة ولا غير السعادة هي الصفة السائدة التسامح ولا غير التسامح هو السلوك النافذ قلوبهم نابضة بالحياة تستشعر الأم ومعاناة الآخرين الكل يساند الكل في محنة لم اسمع يوما عن صراع مذهبي ولا تكفير ولا تحريض ولا فرز مناطقي طائفي كانت حياتنا مثاليه كنا نتناوب على غسل المساجد ونحضر الموالد ونسمع أجمل العبارات عن الرسول والصحابة الخشوع يسري في عروقنا دائما كان يردد لنا الكبار الله وحده من يحاسب العبد لم يغير شيء في علاقتي بجاري وصديقي في الفصل الدراسي  مذهبه شيعي غير مذهبي الذي ميزته أيضا عندما بلغت من العمر 20 لأن الصغار حينها لا يزج بهم في مثل تلك الاختلافات حتى لا نفهمها بشكل خاطئ ونفسرها غلط كهذه الأيام لهذا كانت الاختلافات نعمة لا نقمة وثراء للدين لا تدمير له .

لهذا لم نعرف وقتها تنظيما إرهابي ديني كل ما نعرفه هو كفاح ونضال من اجل الاستقلال والحرية والكرامة وكان الجميع في توافق على ذلك لم يكن يوما الدين مصدر خلاف وصراع فلم تصنع بعد القاعدة ولا الإرهابيين  لم أر في حياة طفولتي رجلا ملتحيا يفزعني ويخيفني كما نراهم اليوم من وحشية المنظر كانت اللحية لها أصولها واهتماماتها تنمق وترتب ويرعى فيها المنظر والمظهر العام كما نص عليه الإسلام من حسن المنظر والمظهر لهذا كانت القلوب عامرة بالإيمان والجمال والحب والتسامح والصدق والسلام فكنا أمة من أرقى الأمم  .

اليوم تسممت القلوب وتشوهت العقول وصار الإسلام مصدر خلاف تتقاتل أمة الإسلام فيما بينها أكثر من قتالها لأعدائها اليوم صار المسلم يخاف أخاه المسلم والمتشيع يستبيح أهل السنة في مالهم وعرضهم ودار عباداتهم والعكس السني يذبح الشيعي كنعاج على قارعة الطريق بأي ذنب قتلت

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم

"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ

لَا يَظْلِم

وَلَا يَخْذُله

وَلَا يَحْقِرُهُ

التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ،

"بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ

كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ

دَمُهُ

وَمَالُهُ

وَعِرْضُهُ ما يحدث اليوم هو عصيان لتعاليم الرسول وخرق  واضح مع سبق الإصرار لقيم ومبادئ تعاليمنا الإسلامية ندعي الإسلام ولا نمارس قيمه وتعاليمه سلوكا وثقافة ونأخذ ما يقربنا ببعض وهي أساسيات ديننا  ونترك ما يفرقنا وهي قشور العبادات لنوحد الصف ونجنب ألامه التناحر والدمار لكن هناك عقولا تصر بعناد على تكفير من يخالفهم بالرأي من المسلمين  واليوم بلاد المسلمين تخرب بأيادي إسلامية وبجرائم لا يستوعبها عقل ولا نفس عامرة بالإيمان وتحمل مشاعر إنسانية بل أصبحت حياة البشرية أشبه بحياة الغاب يجاهدون الإسلام في بلاد المسلمين ليس في سبيل الله بل في سبيل الشيطان الرجيم ونعوذ بالله صار المؤمن مهدد في حياته وعيشته مرعوب في القدر الذي يتربصه والعمليات الإرهابية التي تحصد أرواح المسلمين يستخدمون في عملياتهم كل ما صنعه النصارى لتدمير الأمة والمزعج أن في القتل يرددون بالتكبير والتهليل لله تعالى الذي عصم دم المسلم والإنسان المسالم منطق غريب وعجيب يخربون بلاد الإسلام وينهبون أموال المسلمين العامة والخاصة باسم الجهاد ينسون مثلهم الأعظم سيد المرسلين علية الصلاة والسلام في اتفاقية المدينة تعايش مع اليهود والنصارى سلم أذاهم وعدم إيذائهم من بعض المسلمين اين هم من ذلك بل يتشدقون بالقول ان الرسول قدوتنا   .

هم صناعة الشياطين المتلبسين بالدين الممزوج  بالقذارة السياسية  لتدمير ألامه الإسلامية وهناك من فيهم  ضعف إيمان وقلة شجاعة يتسترون على أدوات الإرهاب والقتل ويساعدونهم في جرائمهم يقدمون لهم المأوى و الزاد والمؤن وبذلك هم شركاء في كل جرائمهم  وفي لحظة ينقلب الإرهاب عليهم فيصبحون  ضحاياهم لأنهم لا يفرقون بين مسلم  وأخر لا   والله إنها علامات القيامة ومصيرنا هو مصير وطننا وما دمنا نرعاهم فالدمار والقتل هو المصير المحتوم كالمثل العدني ما حد يربي له حنش بالجيب يصبح له غريم .

متى نلتف حولهم لنخنق الأعناق التي تغذيهم والمنابع التي تنتجهم قبل أن تصل سكاكينهم لأعناقنا ويستبيحون نساءنا لان المجرم من تلطخت يداه بدماء الأبرياء يحلل الحرام بكل أشكاله فقد استبيحت نساء العرب في بلاد العروبة فاحذروا من الصمت والسكوت والتهاون لأننا أمام إبادة جماعية للأمة العربية والإسلامية ما لم تستوعبوا المخاطر وتفوقون من غفوتكم فستجدون أعناقهم تجز بسكاكينهم الشيطانية  

                         

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص