آخر تحديث :الاربعاء 27 نوفمبر 2024 - الساعة:00:30:02
الوجه الآخر للثورة
فاروق ناصر علي

الاربعاء 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

"قد صدق../ من هنا سوف يكون المنطلق / فهنا... يسبح شعراء النضالات / إلى حد الغرق../ ويذوبون كفاحـًا.../ ويصبون عرقا"!

نحلم أنْ تصبحَ مدينة (عدن) مدينة جميلة، نظيفة، تحيط بشوارعها الأشجار والأزهار، وتعبق بأجوائها رائحة جميلة تضفي عليها لمسات شاعرية، تزيدها توهجـًا وإشراقـًا.. لكن الأحلام لا تنزل من شوامخ الجبال أو تخرج من بين طيات السحاب، وتتحول إلى واقعٍ مُعاش بمجرد التمني والرغبات دون أن يكون لنا دور مؤثر في صنع الواقع الذي نريد!!

ينتابني حُزن شديد، وغصة قهر وألم، حين أُقارن بين جمال مدينة (عدن) من خلال صورها المتنوعة قبل وبعد (الاستقلال) بفترة وجيزة، وأنظر لحالها اليوم، لقد تكالب عليها أبناؤها وأعداؤها، وحلفاء الشيطان، اتخذوا جميعهم شعارًا موحدًا (تشويه عدن أو الموت)، واندلعت ثورة العشوائي، في بناء الأحواش بمنظر قبيح، منفرٍ، وفوق الأرصفة، وفي السطوح المتهالكة بناء الطوابق، ورمي القمامة فوق وعلى كل شيء... الخ، تشوه وجه المدينة الجميلة، شوهها الغاصب الوضيع، والمناضل الدجال والصامت الجبان.. لكن أبناءها كانت خيانتهم لها أكبر سواء بالعمل المشوه، أو من خلال الصمت الجبان على هذا الباطل!

إنَّ المدينة التي يرتضي أبناؤها تشويهها، ويتقدمون مسيرة العشوائي والتشويه، يستحيل أنْ تصدقهم شعوب الأرض، أنـّهم يناضلون في سبيل تحريرها، هؤلاء تلعنهم المدينة والتاريخ وأرواح الشهداء، أما تلك (القيادات) الرافضة استيعاب (عار التشويه)، وكذا (عار العشوائي) ليس بمقدورها الدجل بأنَّ (التحرير) شغلها الأول والأخير؛ لأنَّ الحرية تخرج من (رحم) الحرص على جمال الوطن، لا تعميق القـُبح في وجه الوطن، كما يريد (الغاصب البغيض) أنْ يزداد قبحـًا وبشاعة.

وهنا وجب القول والتساؤل معـًا: أين أصبحت الثورة اليوم بعد أنْ حبلت بالمكوِّنات المُفرخة، والهجينة؟! وبعد أن شقيتم الصفوف وحرفتم المسار إلى طريق المنصات والتيه والضياع، تبين أنـَّكم مجرد (قيادات من ورق) ومن سار خلفكم احترق؛ لأنَّ طريقكم هو التيه المتعمد والضياع المستمر....

ويبقى القول: إنَّ الثائر الذي لا يعرف الفرق بين الجمال والقبح، بين التجميل والتشويه، هو مجرد دجال مرتزق!

ويبقى في الأخير ما قاله الشاعر:

"كلنا من آدم نحن / وما آدم إلا من تراب / فوقه تسرح قطعان الذئاب!"

أحمد مطر

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل